لوفيغارو: لهذه الأسباب تنخرط فرنسا مجدداً في سوريا

تحت عنوان “هذه الأسباب التي تدفع فرنسا إلى إعادة الانخراط في سوريا”، توقفت صحيفة لوفيغارو الفرنسية عند المؤتمر الدولي حول سوريا الذي تستضيفه العاصمة باريس هذا الخميس.
وأشارت الصحيفة أن فرنسا، التي أصبحت مهمشة في الأزمة في الشرق الأوسط، تعود الآن إلى الانخراط في لبنان وسوريا، حيث يمتد دورها التاريخي، وتحتفظ ببعض أدوات النفوذ في المنطقة.
وبحسب “لوفيغارو” تسعى فرنسا إلى “المساعدة في المناورة” من خلال “قلب الطاولة” لاستعادة نفوذها في سوريا، وفقًا لما نقله دبلوماسي لم تذكر الصحيفة اسمه.
ويأتي ذلك خلال المؤتمر الدولي حول سوريا، وهو الثالث منذ سقوط بشار الأسد، والذي يُعقد اليوم في باريس.
أهداف المؤتمر
ويهدف المؤتمر، المخصص لتنسيق المساعدات الدولية، والذي نظمت نسخته الأولى في العقبة بالأردن، إلى الاستجابة لثلاثة احتياجات عاجلة في سوريا، وفق ما أكدته الرئاسة الفرنسية، وهي دعم الانتقال السلمي الذي يحترم سيادة سوريا وأمنها، وحشد شركاء سوريا لدعم إعادة الإعمار والاستقرار، ومعالجة قضايا العدالة وتعزيز مكافحة الإفلات من العقاب.
واعتبرت لوفيغارو أن فرنسا لديها ثلاثة دوافع رئيسية للعودة إلى المشهد السوري؛ وهي دعم تطلعات الشعب السوري منذ بداية الأزمة في عام 2011، حيث تبنت موقفًا مسانداً للمعارضة ضد النظام السابق، ومكافحة الإرهاب، إذ إن أي اضطراب في العملية الانتقالية قد يؤدي إلى عودة نشاط داعش في سوريا، والتعامل مع ملف الجهاديين الفرنسيين، حيث لا يزال العديد منهم موجودين في سوريا، بعضهم أحرار في الشمال الغربي، والبعض الآخر في سجون شمال شرقي سوريا.
وتشعر باريس بالقلق من الدور الذي قد يلعبه هؤلاء المتطرفون في حال حدوث فوضى خلال عملية إعادة هيكلة البلاد.
فرنسا وسيط بين الإدارة الذاتية ودمشق
ومع إعلان السلطات السورية الجديدة نيتها استعادة السيطرة على كامل الأراضي في الأمد المتوسط، تريد فرنسا التأكد من أن هذه العملية تتم بتفاهم جيد مع حلفاءها الكرد في شمال شرق سوريا، الذين كانوا في طليعة القتال ضد داعش، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي.
وتتمثل طموحات باريس في لعب دور الوسيط بين دمشق والكرد السوريين، الذين تطالب فرنسا بـاندماجهم الكامل في العملية السياسية.
وتريد باريس أيضاً ضمان الوفاء بالوعود التي قطعتها السلطات الجديدة، سواء في ما يتصل بمكافحة الإرهاب أو شمولية السلطة السياسية.
كما تريد فرنسا، بحسب مصدر دبلوماسي، سوريا حرة وذات سيادة، بعيدة عن نفوذ روسيا وإيران، ولا تشكل بعد الآن وسيلة لنقل الأسلحة إلى الميليشيات الشيعية التي تزعزع استقرار المنطقة.
وفي مكالمته الهاتفية الأخيرة مع الرئيس المؤقت، أكد إيمانويل ماكرون دعم فرنسا الكامل لمرحلة الانتقال في سوريا.
كما أكد على جهوده لرفع العقوبات عن سوريا وفتح الطريق أمام النمو والتعافي.
العديد من الاسئلة دون إجابة
ولكن ما يزال العديد من الأسئلة دون إجابة – تقول صحيفة لوفيغارو، لا سيما دور روسيا التي لم تتنازل عن البقاء في سوريا، رغم سقوط حليفها بشار الأسد، وتحاول الحفاظ على قبضتها على البلاد. وهذا ما تخطط له الإدارة الأمريكية الجديدة، وهو ما لا يزال غير واضح حتى الآن. ثم نوايا تركيا التي ستشارك في مؤتمر باريس، فإنها تهدد بعملية عسكرية ضد الكرد