تقارير

“معركة حلب”.. القوات الحكومية وهيئة تحرير الشام تدفعان بتعزيزات عسكرية ضخمة فما احتمالات حدوث المعركة؟ 

تصاعدت حدة التوتر في إدلب، وسط التصعيد بين القوات الحكومية السورية و”هيئة تحرير الشام” واحتمالات حدوث مواجهة واسعة بين الجانبين تشمل منطقة ما تسمى خفض التصعيد شمال غربي سوريا.

تعزيزات عسكرية ضخمة

وشهدت الأسابيع الأخيرة استدعاء هيئة تحرير الشام تعزيزات عسكرية مكثفة إلى مواقعها في محاور إدلب، في ظل هجمات متصاعدة للقوات السورية، ما دفع الجيش التركي إلى إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى نقاطه في إدلب وعلى امتداد المنطقة المعروفة باسم منطقة “بوتين – إردوغان” الممتدة من اللاذقية إلى حلب مروراً بإدلب وحماة.

من جهتها أرسلت القوات الحكومية تعزيزات عسكرية ضخمة إلى أرياف إدلب وحلب استعداداً للمعركة المحتملة وفقاً لما أفادته مصادر في الجيش السوري.

وفي أحدث دليل على التوترات الجارية أفادت مصادر من ضمن “هيئة تحرير الشام” إلى أن الهيئة قلصت رواتب مسلحيها إلى النصف تحت بند ما أسمته “المجهود الحربي”.

ما احتمالية حدوث المعركة؟

ووسط المعلومات الواردة قال العميد السوري والمحلل العسكري أحمد رحال في تصحري لـ “منصة مجهر” أنه “بعد خسارة المعارضة لمناطق سراقب وخان شيخون ومعرة النعمان وأرياف من حماة توقفت المعارك جميعها، وأصبحنا على قناعة بعد لقاء أردوغان وبوتين عام 2020 أن هناك خرائط وضعت وخرائط فرضت وطلب من الجميع الحفاظ عليها”.

مشدداً على أنه “لا تغيير في تلك  الخرائط بضمانة روسية تركية وأنه لا مؤشرات على معارك رغم الضجة الإعلامية”.

وأضاف “ما هو واضح أن قوات المعارضة أضعف مما كانت عليه في عام 2020 بأربعة أضعاف على الأقل،  ولا يبدوا أيضاً أن تركيا قالت للمعارضة أن الطريق إلى حلب مفتوح ولا يمكن أنها أوعزت للفصائل البدء بهجوم”.

ثلاث احتمالات.

ويرى العميد السوري أحمد رحال أن هناك ثلاث احتمالات وراء ما تم تداوله من أنباء معركة حلب.

الاحتمال الأول بحسب رحال أن “كل ما قيل مجرد شائعات وأنه “يتم توظيف هذه  الإشاعات لأهداف ما إن كانت من بعض الفصائل أو من جماعة الجولاني، وهو ما ظهر في  أكثر من مرة”.

أما الاحتمال الثاني بحسب رحال فأن “هناك حديث عن تبادل مناطق مثال جزء من حلب للفصائل مقابل جزء من إدلب وما تبقى من الساحل ومعبر باب الهوى للنظام السوري”.

وقال “كل شيء في السياسة وارد وعلى وجه الخصوص في الصفقات، ونعلم جيداً أن كل ما جرى في الملف السوري كانت عبارة عن صفقات لأن الأطراف الفاعلة وضعوا الخرائط فلا مانع من معركة واجراء الصفقة، والتوقف بعد تقاسم هذه الحدود أو تبادل المناطق”.

سيناريو “التقسيم”

وبالنسبة للسيناريو الثالث يرى الرحال أنه يمكن اختصاره من خلال الحديث دائماً عن أنه “لا يمكن انتاج حل سياسي في سوريا ولا يمكن من حل الأزمة من خلال الحسم العسكري”.

وقال “السيناريو الثالث هو تقسيم سوريا بشكل علني إلى ثلاث مناطق نفوذ أو أربعة مناطق الأولى مناطق شرق الفرات على ان تكون تحت النفوذ الأميركي والأخرى مناطق سيطرة الحكومة السورية والمنطقة الثالثة وتشمل مناطق السويداء ودرعا على ان تكون من مناطق النفوذ الروسي السعودي والرابعة هي مناطق شمال غرب سوريا في مناطق النفوذ التركي.

ما علاقة التقسيم بمعركة حلب؟

يقول العميد السوري المنشق، أن تركيا لها هدفان تعلنها، وهي “ضمان أمن حدودها وإعادة اللاجئين السوريين وأنه من الممكن أن يكون معركة حلب جزء من هذه الخطة لإعادة اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3.5 ملايين لاجئ سوري”.

من جهته يقول السياسي السوري يحيى العريضي لـ منصة “مجهر” أنه من المستبعد أن “تفكر الفصائل في الوقت الحالي بأي عمل عسكري”، وأضاف: “على العكس تماماً، قد يقوم النظام ذاته، مستغلاً الظروف الموجودة، (التصعيد بين إسرائيل وحزب الله) ليشغل نفسه والآخرين عن تملّصه مما يسمى محور المقاومة وينشغل بما يسميه حربه على الإرهابيين واستعادة سيادته على الأرض”.

ما هو الموقف الروسي والتركي؟

وفي ظل هذه الأنباء قالت مصادر في الجيش السوري أن روسيا أبلغت بالفعل الجانب التركي أن “أي هجوم من قبل هيئة تحرير الشام على حلب سيقابلها عملية جوية روسية على قيادات وعناصر الهيئة، وقد تمتد لعملية برية واسعة داخل مدينة إدلب”. 

ومن جانبه أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تركيا رفضت منح هيئة تحرير الشام الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مواقع القوات السورية في أرياف حماة وإدلب واللاذقية ومدينة حلب

فيما قالت مصادر في الجيش السوري، أن الجانب التركي أبلغ قادة تحرير الشام أنه “من الأفضل البقاء على الوضع  الحالي وعدم فتح جبهات جديدة”. 

زر الذهاب إلى الأعلى