بعد تصريحات تركيا.. تظاهرات ودعوات لتصحيح المسار ورفض الوصاية التركية
على خلفية التصريحات التركية الأخيرة على لسان وزير خارجيتها، جاويش أوغلو، خرجت تظاهرات في عدد من المدن في شمالي سوريا حيث سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا.
فيما ندد معارضون سوريون بتصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلوا واعتبروها تدخلاً في شؤون السوريين، مبدين تعجبهم عن التصريحات التركية.
تركيا تدعوا لاتفاق سياسي بين “المعارضة” ودمشق
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد كشف أمس الخميس، أنه أجرى محادثة وصفها بالقصيرة مع وزير خارجية حكومة الأسد، فيصل المقداد، على هامش اجتماع حركة عدم الانحياز في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في العاصمة الصربية بلغراد.
وقال أوغلو: “أكدت خلال اللقاء أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الحل السياسي وتحقيق اتفاق بين النظام والمعارضة “.
وأردف الوزير التركي: “أجهزة الاستخبارات كانت تتواصل فيما بينها، والآن عاد هذا التواصل مجدداً بعد فترة من الانقطاع، وخلال هذه اللقاءات يتم تناول مواضيع مهمة”.
تظاهرات في شمال سوريا تنديداً بتصريحات أوغلو
وأثارت تصريحات أوغلو، أمس الخميس، غضب واستياء في مناطق متفرقة في الشمال السوري، وخرج المئات من أهالي إدلب، جرابلس، إعزاز، مارع، الراعي والباب ومدن أخرى، في احتجاجات غاضبة ضد تصريحات أوغلو.
أحمد أبو وديع، إعلامي من ريف حلب، قال لـ منصة “مجهر” أن التظاهرات شملت 22 نقطة في الشمال السوري، وأن مطالب المتظاهرين واضحة وهي رفض أي احتمال للمصالحة مع الأسد.
وأضاف “أبو وديع” في حديثه :”الرسالة وصلت للجانب التركي، واعتقد أن استمرار المظاهرات هو للتأكيد على أن هذه المطالب محقّة وليست مجرد غضب عابر”.
معارضون سوريون: ليس من حق تركيا فرض وصايتها وقرارها على السوريين
وصفت أوساط المعارضة، التصريحات الصادرة عن الخارجية التركية بالمستفزة.
وفي هذا الصدد قال العميد الركن المنشق، أحمد رحال، في تصريح لـ “مجهر” ، أنه لا يحق لتركيا أن تتحدث عن مثل هذه القرارات المصيرية نيابة عن الشعب السوري، رافضاً كلام “أوغلو”.
“القرار التركي والسيادة التركية حق لهم ونحن لا نتدخل، أن أرادت التفاوض مع الروس أو أن تعقد الصفقات مع إيران رغم أنهما الإجرام الأكبر في دعم نظام الأسد، هذا لا يحق لنا التدخل فيه. لكن فيما يخص القضية السورية، ليس لتركيا الحق أن تتحدث فيها، كيف لها أن تنهي عذابات 11 سنة ومئات الآلاف من الضحايا و13 مليون مهجر ونازح وتنتهي القضية كما قاله وزير الخارجية بمصالحة بشكل من الأشكال، هذا الكلام مرفوض قطعاً”.
وأضاف الرحال في حديثه: “أين القرار 2254، أين مبدأ جنيف1 هذان القراران أساس بالنسبة لنا، نموت ونضحي لنستطيع تطبيق هذه القرارات الدولية، فوفقاً لهيئة الحكم الانتقالي لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا”.
ويتساءل العميد الركن :”هل نختلف على أمر صغير أو ثانوي حتى ننهيه بمصالحة مع نظام مجرم ومنظومة فساد؟”.
“تركيا لم تدعم الثورة منذ بدايتها”
وفي ضوء هذه التطورات يرى معارضون آخرون أن تركيا وأطراف أخرى لم يعملوا منذ البداية من أجل مصلحة الشعب السوري، وأنهم هم من قادوا “ثورة مضادة لدعم سلطات النظام”.
وقال أنور البني، المحامي المعارض لنظام الأسد ورئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، لمنصة مجهر: “تركيا والخليج لم يعملوا من أجل الشعب السوري ومن أجل الثورة الديمقراطية، هم من قادوا الثورة المضادة وسلحوا الاسلاميين ورفعوا الرايات السوداء، وسلحوا المتطرفين ودعموهم بالمال”.
ويضيف المحامي المعارض: “تركيا حجزت الضباط المنشقين، حتى الآن، هناك من يُمنع عليه التحرك في تركيا وهم ضباط محترفين عسكرياً، حجزتهم تركيا وسلحت شذاذ الآفاق والمتطرفين، وأدخلت داعش لسوريا من حدودها”.
واعتبر “البني” أن كل من تركيا، قطر، السعودية والإمارات قد مولوا المتطرفين، في جيش الإسلام وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرهم، كي يقضوا على الثورة الديمقراطية. قائلاً: “هؤلاء حاربوا الثورة ولم يحاربوا النظام وهدفهم أن يعيدوا سيطرة النظام الذي لم يكن يسيطر على 20-25 في المئة من الأرض السورية”.
ويرى المحامي السوري أن الأطراف التي تدخلت في الأزمة “من دول خليجية وتركيا” لن يسمحواً أبداً بانشاء دولة ديمقراطية مدنية في المنطقة، فوجود هكذا بؤرة ثورية وديمقراطية مدنية سيهدد عروش الجميع من الخليج إلى تركيا، وفق وصف البني.
ووصف أنور البني، ادعاءات تركيا بـ “محاربة الإرهاب” على أنها حجة لمحاربة أي كيان ديمقراطي.
وختم المحامي السوري حديثه بالقول: “في شمال سوريا منعوا وقتلوا وحاربوا كل التنظيمات الغير راديكالية، حتى أنهم أدخلوا دواعش، وهم محميين آلان في تركيا”.
مطالب بـ “تصحيح المسار”:
ويرى العديد من المعارضين السوريين، أن تركيا “تجاوزت الحدود” من خلال حديثها نيابة عن الشعب السوري.
ووجه عدد من المعارضين رسائل مفتوحة للدولة التركية طالبوها بعدم التدخل في الأمور المصيرية.
لكن في الوقت ذاته، يعتبر العديد من الشخصيات المعارضة لحكومة الأسد أنهم لم يكونوا على قدر كاف من المسؤولية, إذ يقول العميد الركن “رحال” لـ مجهر: “أعتقد أننا نتحمل المسؤولية كمعارضة سورية فلم نكن أهلاً لتمثيل هذا الشعب”.
وطالب اليوم الجمعة، آلاف من سكان المدن المحتلة في الشمال السوري، بضرورة إعادة النظر في العلاقة مع تركيا، فيما طالب المتظاهرون في البلدات السورية بطرد جيش الاحتلال التركي من المناطق التي دخلتها.
يذكر أن متظاهرون في بلدة إعزاز اقتحموا في ساعات متأخرة من ليل الخميس، “مديرية الأمن” التابعة للفصائل المرتزقة وأضرموا النيران في العلم التركي.