تقارير

الأمم المتحدة تحذر من اشتداد حدة القتال في سوريا

حذَّرت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا من اشتداد حدة القتال في العديد من خطوط جبهات النزاع السوري، وسط المخاوف من اندلاع حرب واسعة النطاق في المنطقة.

وقال رئيس اللجنة باولو بينهيرو إن “الديناميات القاتلة العميقة الجذور تُشعل مجدداً موجات جديدة من الأعمال العدائية”.

وأضاف: “المعارك الأخيرة في محيط دير الزور شمال شرقيّ سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وقوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران من جهة أخرى، تذكرنا بالشعور العميق بالظلم الذي يتملك سكان هذا الجزء من شمال شرق سورية”.

التوترات الناجمة عن الحرب على غزة

ورأى بينهيرو أن “تصاعد التوترات الإقليمية الناجم عن الحرب على غزة أدى إلى زيادة الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف مسؤولين إيرانيين ومليشيات مدعومة من إيران في كل أنحاء سوريا، تسبَّب ثلاث مرات على الأقل في سقوط ضحايا مدنيين”.

وقالت لجنة التحقيق إن “تصاعد حدة العنف في شمال غرب سورية أدى إلى وفاة وإصابة وتشويه مدنيين جراء هجمات غير مشروعة شنتها قوات النظام السوري، بما في ذلك من خلال استعمال الذخائر العنقودية في مراكز حضرية ذات كثافة سكانية مرتفعة في منطقة إدلب، حيث قُتل أو أُصيب هناك أكثر من 150 مدنياً، نصفهم من النساء والأطفال”.

مواصلة أعمال التعذيب

واتهمت اللجنة الأممية في تقريرها دمشق بـ “مواصلة ارتكاب أعمال التعذيب، بما في ذلك العنف الجنسي في بعض الحالات، وسوء المعاملة ضد أشخاص في مراكز الاحتجاز، رغم الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والمُوجه إلى النظام السوري بشأن وقف التعذيب”.

وقالت اللجنة إنها وثقت حالات وفاة في أثناء الاعتقال، وإعاقة جهود الأهالي للعثور على أقاربهم المعتقلين بشكل تعسفي، حيث فُرض عليهم دفع رشىً مقابل الحصول على معلومات بشأن مصير المعتقلين، أو مقابل زيارتهم أو إطلاق سراحهم.

ووثَّق التقرير حالات شهدت إصدار الحكومة لإخطارات رسمية بشأن حالات وفاة في أثناء الاعتقال، وتأخر تسليمها لعشر سنوات، ما ترك عائلات المعتقلين تعاني لفترة عقد كامل وهي في حالة من انعدام اليقين.

وبحسب اللجنة “استمرت ممارسات الاعتقال القاسية في كل أنحاء سوريا، ما يؤكد مجدداً استمرار أنماط جرائم الحرب من طرف كل الجهات الفاعلة الممارِسة للاعتقال، وكذا أنماط الجرائم ضد الإنسانية في أثناء الاعتقال من طرف النظام السوري”.

“أزمة إنسانية مقلقة”

وحذرت اللجنة من أن سوريا تنزلق أكثر باتجاه أزمة إنسانية مقلقة تهدد بأن تصبح خارج السيطرة.

وقالت: “خلال السنة الحالية، لم يُموَّل سوى ربع الاحتياجات الإنسانية، التي بلغت أعلى مستوى لها منذ بدء النزاع”.

وبحسب التقرير، “يواجه 13 مليون سوري حالة حادة من انعدام الأمن الغذائي، ويُظهر أكثر من 650 ألف طفل علامات تدل على توقف النمو الناجم عن سوء التغذية الحاد”.

زر الذهاب إلى الأعلى