تقارير

كيف تؤثر الضغوط على القوات الأميركية للانسحاب من العراق على مهمة واشنطن في سوريا؟

منذ أكتوبر 2024، تصاعدت هجمات المجموعات العراقية المدعومة من إيران ضد المصالح الأميركية في المنطقة وتركزت الهجمات بشكل كبيرة على قاعدة عين الأسد في العراق والعديد من قواعدها في سوريا.

وبحسب وسائل إعلام عالمية، لم تكن الهجمات التي تعرضت لها القوات الأميركية في العراق وسوريا وليدة الأحداث التي شهدتها غزة، بل تعود لحادثة اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، عام 2020.

وتضغط الفصائل العراقية الموالية لإيران أو كما تعرف باسم المقاومة الإسلامية في العراق على الحكومة العراقية وكذلك على العشائر العربية للضغط لإنسحاب كامل وتدريجي للقوات الأميركية من العراق.

ففما لا شك فيه أن التواجد الأميركي على الساحة العراقية، يعتبر من العوامل الهامة التي تحقق لها توازنا مهما مع النفوذ الإيراني في العراق وسوريا، وكذلك النفوذ الإيراني والتركي والروسي على الساحة السورية.

وأي انسحاب كامل للقوات الأميركية من الأراضي العراقية يعني أن احتمالية انسحابها من سوريا بشكل كامل سترتفع بشكل كبير.

ليبقى السؤال الأبرز بالنسبة للسورين، كيف يؤثر الانسحاب الأميركي على ملف تواجدها على الأراضي السورية ومن المستفيد من الأطراف المتواجدة على الساحة السورية.

الحكومة السورية:

في حال الانسحاب الأميركي من سوريا ستكون الحكومة أكثر المستفيدين من الانسحاب الأمريكي المحتمل فمن شأن هذه الخطوة أن تحل المعضلة الأكبر وهي أزمتها الاقتصادية الخانقة مع تشديد العقوبات الاقتصادية عليه من قبل الولايات المتحدة وهي الاستراتيجية التي اتبعتها واشنطن على مدار سنوات لدفع دمشق نحو التعاطي الإيجابي مع مسار الحل السياسي الأممي “وفقاً لعدة دراسات”.

إيران وميليشياتها:

ترى إيران وميليشياتها أن كل مشاريعها الاستثمارية والتوسعية في سوريا معطلة بسبب الوجود الأمريكي، كما ترى أن واشنطن تعطل مد إيران طرقها التجارية من طهران إلى بغداد إلى دمشق وبيروت وساحل المتوسط.

روسيا:

الإنسحاب الأميركي من العراق ومن ثم سوريا ووفقاً لدراسات عدة سيشكل بالنسبة لروسيا انتصاراً سياسياً ويؤكد رواية أن التدخل الروسي حمى سوريا.

تركيا

تعتبر تركيا من أبرز الرابحين في حال انسحبت الولايات المتحدة من سوريا، كما ستترك هذا الانسحاب الساحة مفتوحة أمام اتفاقات جديدة قد تبرمها مع الجانب الروسي والإيراني، وحتى مع الحكومة السورية في حال نجاح مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق.

قوات سوريا الديمقراطية:

يعتبر التواجد الأميركي على الساحة السورية من أكبر العوامل التي تحدث التوازن في  سوريا، فقوات سوريا الديمقراطية التي تحارب ضد داعش بدعم من التحالف الدولي تتعرض لحملات شرسة من قبل القوات الحكومية بدعم من القوات الإيرانية والروسية، وكذلك من فصائل ما تسمى المعارضة بدعم من القوات التركية.

واي انسحاب أميركي يترك شركاء واشنطن في مواجهة مع الأطراف التي لطالما اتفقت على محاربة قوات سوريا الديمقراطية، ويبقى الوجود الأمريكي أبرز العوائق التي تمنع حملات ضد مناطق شمال شرقي سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى