تقارير

هل تحولت مناطق الشمال السوري إلى ملاذ آمن لـ “داعش”؟

في مقال نشره الموقع الرسمي لمجلس سوريا الديمقراطية، بعنوان ” الشمال السوري المحتل.. الملاذ الدافئ والآمن لتنظيم “داعش”.  أشار كاتب المقال (وسيم اليوسف) إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا، تحولت لـ “ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية، ومركزاً لتمويل نشاطاتها”.

ويضيف كاتب المقال: “العملية الأخيرة للتحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف (داعش) والتي أعلنت من خلالها عن مقتل القيادي الداعشي أبو ليث الجنابي، مسؤول التجهيز لدى التنظيم خير مثال عن ما تمّ ذكره آنفا”، إضافة إلى “مقتل اثنين من أبرز قادة هذا التنظيم في أراضٍ لا تبعد عن حدود تركيا بضع كيلومترات، وفي منطقةٍ ينشط فيها النفوذ التركي، حيث قُتل خليفة داعش أبو بكر البغدادي في تشرين الأول/اكتوبر 2019، في بلدة باريشا، التي تبعد بضع كيلومترات فقط عن بلدة الريحانية التركية، كما قُتل خليفته أبو إبراهيم القرشي في شباط/فبراير 2022، في بلدة أطمة، والتي تبعد تقريباً نفس المسافة عن بلدة الريحانية.

واشار المقال أن اختيار عناصر “داعش” وقادته لتلك المناطق للاختباء أو الإقامة أو حتى العبور، لم يأتي عبثاً وأن “تركيا نجحت في تحويل مناطق احتلالها في الشمال السوري إلى بؤرة لانتشار الفوضى الأمنية”.

وأضاف كاتب المقال: “المعابر الحدودية مع تركيا أصبحت بوابات لتهريب البشر، السلاح، والمخدرات. هذه الأنشطة غير القانونية تُدار بطرق منظمة، والجيش التركي وأجهزة الاستخبارات التركية متورطة فيها وفي تسهيل عمليات التهريب هذه. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم هذه المعابر لتسهيل حركة قيادات داعش والتنظيمات المتطرفة الأخرى، مما يعزز من قدرة هذه الجماعات على التخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية داخل سوريا وخارجها”.

وأعتبر المقال أن “تركيا من خلال سيطرتها على هذه المنطقة تساهم بشكل ممنهج في تعزيز حالة الفوضى وعدم الاستقرار، مما يجعل الشمال السوري المُحتل منطقة خطرة تهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم بأسره”.

وأشار  أن ما يحدث يتطلب التعامل معه بحزم من قِبل المجتمع الدولي، وأن هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية لا يمكن التنبؤ بعواقبها، ليس فقط على سكان المنطقة بل على الاستقرار الإقليمي والدولي.

وفي تاريخ 19 حزيران احلالي، قالت القيادة الوسطى الأميركية إنها قتلت المسؤول الكبير في تنظيم داعش أسامة جمال محمد إبراهيم الجنابي في غارة جوية شنتها في سوريا.

وأضافت -في بيان عبر منصة إكس- أن مقتل الجنابي سيؤدي إلى “تعطيل قدرة داعش على توفير الموارد وتنفيذ الهجمات الإرهابية”.

من جهتها أصدر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في ذات بياناً قالت فيه: “ما تسمى الحكومة المؤقتة المدعومة من قبل تركيا قد أعلنت حينها بأن الإرهابي المقتول هو مدني وزعمت مقتله بقصف لقوّاتنا قسد، وهذا يكشف مرة أخرى وبشكل واضح حجم التضليل المتعمد التي يمارسه ما يسمى الائتلاف ووسائل الإعلام المدعومة من قبل تركيا ومحاولة التغطية على تحركات قيادات داعش وإلصاق الصفة المدنية بهم”.

وقالت قسد: “لا تزال المناطق التي تحتلها تركيا مكاناً آمناً لقيادات داعش، وتواجد المقتول أسامة الجنابي في مستوطنة بعفرين يؤكد حجم التورط التركي في دعم الإرهاب”.

وكانت “الحكومة السورية المؤقتة” قد أصدرت بياناً عن استهداف القيادي في داعش، قالت فيه: “تعرض مخيم كويت الرحمة في 16 حزيران لقصف بأكثر من ثلاث قذائف صاروخية نجم عنه كحصيلة أولية استشهاد رجل وإصابة آخرين”، وفقاً لها، فيما اتهمت قوات سوريا الديمقراطية بالوقوف وراء الهجوم.

زر الذهاب إلى الأعلى