بعبارة “أعذر من أنذر”.. داعش تعلّق قائمة “مطلوبيها” على بوابة إحدى بلديات ريف ديرالزور

ريف ديرالزور – مـجهـر

فوجئ موظفون مدنيون في بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية ببلدة “الحريجي” بريف ديرالزور، صباح اليوم الأربعاء، بورقة “وعيد” عليها شعار “تنظيم داعش” تتضمن أسماء 18 موظفاً بينهم شخص تم اغتياله قبل أيام، مذيلة بعبارة “أعذر من أنذر“.

قسمت الأسماء في الورقة المعلقة على باب البلدية لثلاثة أقسام أحدهم شطب على اسمه وهو من تم اغتياله مؤخراً، وفق مصدر ضمن مجلس ديرالزور المدني، وآخرون رُقِمَت أساميهم باللون الأحمر وهم المستهدفون في البداية وبجانب الأسماء إشارة (X)، فيما كتب إلى جانب الأسماء الأخرى (الصفة والتهمة الموجهة إليه).

ويعمل الأشخاص الذين نشر خلايا التنظيم الإرهابي أسماءهم، ضمن مؤسسات خدمية تابعة للإدارة الذاتية. إذ يعتبر العمل ضمن مؤسسات “الإدارة” جرماً لابد من المحاسبة عليه بالنسبة لعناصر داعش وخلاياه المنتشرة، حسب وصف مصدر مسؤول ضمن مجلس ديرالزور المدني – اشترط عدم الكشف عن اسمه.

ويعتبر ظاهرة نشر الاسماء المطلوبة لدى خلايا داعش من الظواهر المنتشرة في ريف ديرالزور بعد خسارة تنظيم داعش للجغرافية السورية، واعتمدت على خلاياها في نشر الاسماء في البداية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، فيما توجهت بعدها لتعليقها على جدران المنطقة.

ويمتلك خلايا “داعش” في مناطق ديرالزور وريفها عشرات الصفحات النشطة، مهمتها إطلاق تهديدات ضد سكان المنطقة .

ويعتبر ريف ديرالزور من أكثر المناطق التي تشهد زيادة في نشاط خلايا إرهابية تابعة لـ “داعش” مقارنةً بمناطق أخرى خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ولم تشهد منذ تحريرها عام 2019 حالة استقرار كلية، فيما شهدت في فترات محددة استقراراً جزئياً.

تزايدت هجمات التنظيم مؤخراً، وبالتحديد في شباط من العام الحالي، بعد مقتل كل من زعيمه الإرهابي “عبدالله قرداش” والقيادي “أبو حمزة القرشي”. حيث أطلق التنظيم آنذاك تسجيل صوتي للمتحدث الرسمي باسمه، المدعو أبي عمر المهاجر ،وهو يتوعد برسائل ثأر تحت مسمى “غزوة الثأر للشيخين” وحمل عنوان “قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم”.

وفي هذا السياق تواصل مراسل “مجهر” مع أحد سكان ريف ديرالزور – اشترط هو الآخر عدم الإفصاح عن هويته خوفاً من الاستهداف – وقال :” مناطق البصيرة ذيبان والحوايج في الريف الشرقي لديرالزور تعتبر من أكثر المناطق التي تشهد حالة عدم الاستقرار”.

وتابع حديثه عبر تطبيق المراسلة الفورية واتسآب: ” تشهد المنطقة في العديد من الفترات استقراراً نسبياً، ليظهر عناصر من داعش فجأة وينفذوا عملية اغتيال أو استهداف أحد موظفي الإدارة، ثم يختفون”.

وعلى الرغم من القضاء على تنظيم داعش جغرافياً، إلا أن خلاياه تنتشر في مناطق سورية عدة وفي ريف ديرالزور الشرقي تحديداً.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد قالت في وقت سابق أن خلايا “داعش” الإرهابي لا تزال نشطة، وبادرت بالتنسيق مع التحالف الدولي بحملات أمنية عدّة، اعتقلت على إثرها عشرات العناصر المنتمين لتلك الخلايا، فيما لا تزال تلك الحملات مستمرة بالتنسيق بين الحين والآخر.

إعداد: عبدالحميد منصور