تقارير

جامعة دمشق والقرض الطلابي.. مبلغ غير مناسب في ظل الواقع الاقتصادي السيء

تقدم “باسل. ع” وهو طالب في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق: على القرض الطلابي منذ أكثر من شهر لكن حتى الآن لم تصدر الأسماء، ويقول “ربما الجامعة لديها التزامات أكثر من الطالب نفسه!”

ما هو القرض الطلابي؟

في نهاية عام 2023 أعلن “الصندوق الوطني للتسليف الطلابي” فتح باب التقدم إلى القرض الشخصي للعام الدراسي 2023/2024 وذلك لجميع طلاب الجامعات والمعاهد التقنية للطلاب المستجدين أو المنقولين أو الناجحين، ويقدم مصرف “التسليف الشعبي” نوعين من القروض (شخصي وشهري)،الشخصي تبلغ قيمته 600 ألف ليرة سورية.والشهري يتم منحه لمدة 9 أشهر في السنة الواحدة وخلال فترة دراسة الطالب في الجامعة أو المعهد؛ويصرف كل 3 أشهر دفعة واحدة وقيمته 60 ألفاً لطلاب الكليات الطبية والهندسات و50 ألفاً لباقي الكليات والمعاهد، ويتم تسديد (القرض الشهري) بعد سنتين من التخرج بمعدل 12 قسطاً شهرياً على مدة تساوي فترة الدراسة”.


ولا يخضع القرض الطلابي للفائدة أو دفع أي رسوم إضافية، كما أن الطالب يحصل على كامل المبلغ دون أي اقتطاع منه، ويتم بدء تسديده بعد شهرين من حصول الطالب على القرض، وعلى مدار زمني يصل أقصاه حتى 20 شهراً.

مبلغ غير مناسب

يقول “عمر. س” وهو طالب في كلية الصيدلة جامعة دمشق: “عندما صدر إعلان هذا القرض توقعت أن يكون المبلغ يناسب واقعنا الاقتصادي السيئ، ولكن ما رأيته كان أشبه بأضحوكة، فمصاريفي تبلغ أضعاف هذا المبلغ الزهيد، فالمحاضرات والكتب وأجور المواصلات، وباقي ما تبقى من المستلزمات الأساسية يعتبر عبئاً علينا كطلاب سوريين اليوم، وتأتي هذه المكرمة لتضيف إلى أعبائنا حملاً زائداً، فماذا سأفعل بـ60 ألف شهرياً؟، وإن كنت أنوي السفر هل سيتوقف ذلك بسبب تسديدي لقرض لا يكفي ثمن وجبة طعام ومواصلات ليوم واحد”.

 الواقع فرض نفسه

“واقع الشاب السوري اليوم أصعب بكثير مما يمكن وصفه، فالتحديات تواجههم في كافة مراحل حياتهم، فالشباب يعملون ويدرسون ويحاولون الهروب من الواقع المأساوي بكل الطرق، وأثرت الأوضاع الاقتصادية على حياة الشباب، فالطالب السوري يدرس ويعمل ويحاول النجاة، فمصاريف ورسوم الجامعات السورية أصبحت تزداد يوماً بعد يوم لم تعد مجانية كما يقال، وما رافقها من ارتفاع كبير في أجور المواصلات والانترنت وانعدام الكهرباء، فالمحاضرات تكلّف الطالب مئات الآلاف، ورسوم الدراسة أصبحت بالملايين” حسبما قال “سلام. ك” وهي طالبة في كلية الطب.

وتضيف سلام”يبلغ مصروفي اليومي نحو 50 ألف أو أكثر ما بين المواصلات والمحاضرات، ولحاجتي للإنترنت اضطر إلى تفعيل باقة بمئتي ألف ليرة شهرياً، وما بين التزامي بحضور العمليّ وأزمة المواصلات اضطررت للعمل مساء في عيادة قريبة على منزلي، حتى أغطي تكاليف دراستي وحاجياتي الأساسية”.

كذلك عبّر محمد. ج وهو طالب في كلية الفلسفة لمنصة مجهر عن معاناته: “أعمل في عملين منفصلين وليس لدي يوم عطلة، فأنا استغلّ فرصة أنّ الحضور ليس إلزامي، ويجب عليّ العمل لإعانة عائلتي ومساعدة نفسي في دفع تكاليف الجامعة، فقد بلغت رسوم دراستي الجامعية نصف مليون، والمحاضرات حوالي 200 ألف، لا أجد نفسي سوى في العمل، وأثناء الامتحانات أعاني بشدة لإيجاد وقت وفرصة للدراسة، فأنا إذا استنفذت فرصي الجامعية ربما أصبح خارج الجامعة أو يتضاعف رسم التسجيل، وربما يصل إلى المليون، فماذا أفعل؟”

زر الذهاب إلى الأعلى