“بعيداً عن العنفية”.. تصعيد قادم في السويداء بعد مقتل الباروكي
روبين عمر – مجهر
في حين كان يهتف جواد توفيق الباروكي وهو أحد المتظاهرين في مدينة السويداء، مع العشرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد أمام مركز التسويات، اخترقت جسده رصاصة أطلقتها القوات الأمنية في أثناء محاولتها فض التجمع، أمام “صالة السابع من نيسان”.
والأسبوع الفائت، اجتمع عشرات المتظاهرين أمام باب الصالة رافضين التسويات التي تجريها الحكومة والتي يقولون إنها تهدف لإنهاء احتجاجات السويداء.
وتشهد السويداء توتراً بعد حادثة إطلاق النار على المحتجين، وسط دعوات للتهدئة وأخرى لإخراج الأفرع الأمنية من المدينة بشكل كامل.
“لم تمتد لكنها تتصاعد”
ورغم أنها أسفرت عن حالة غضب شعبي كبيرة، وتطورت إلى حد تعرض فروع ومراكز أمنية في السويداء لإطلاق نار وقذائف صاروخية من قبل مسلحين مجهولين يشير كتّاب وصحفيون لمنصة مجهر، إلى وجود دعوات وتأكيدات على ضرورة “التصعيد”، ولكن بصورة “غير عنفية”.
وأوضح راتب شعبو وهو كاتب سوري من مدينة اللاذقية ومقيم في فرنسا، لمنصة مجهر، أن “رهان نظام الأسد على الزمن قد فشل. صحيح أن شعلة الاحتجاج لم تمتد إلى خارج المحافظة ولكنها تتصاعد داخلها”.
وأَضاف أن “عجز الطغمة الأسدية عن تقديم أي حل سياسي، يجعل البطش والعنف هو الملاذ الوحيد أمامها للدفاع عن استمراريتها وامتيازاتها. هذا هو الإطار الذي يمكن من خلاله أن نفهم سقوط الشهيد جواد الباروكي. الرصاص الذي قتله كان موجهاً للقتل وليس لتشتيت الحشد الذي تجمع أمام صالة السابع من نيسان”.
وأشار شعبو، إلى أن “غرض النظام هو جر المحافظة إلى (رد فعل عنيف)، سيكون إذا حصل كارثة على مستوى السويداء كما كان اللجوء إلى السلاح في سياق الثورة السورية كارثة على مستوى سوريا، ولاسيما أن السلاح متوفر في السويداء سلفاً وموجود في أيدي جماعات مختلفة سياسياً، الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على المحافظة وليس فقط على الحراك الاحتجاجي”، وفقاً لقوله.
ولفت أن الاحتجاجات تحافظ على سلميتها وأن صوت العقل هو الغالب فيها. قائلاً: أمس مثلاً في التظاهر في ساحة الشعلة توجد ضوابط وتوصيات عقلانية، مثل دعم تحريك دعوى الحق العام بمقتل الباروكي، والمطالبة بتسليم القاتل والأمر بإطلاق النار إلى القضاء، عدم التجمع أمام باب المحكمة ومضايقة المراجعين، هذا يحرم الطغمة الأسدية من الذرائع التي تحتاجها كي تفجر الحراك من داخله”.
وقال في ختام حديثه مع منصة مجهر، “نأمل أن تستمر هذه الروح وأن تشكل رافعة لمشاركة سلمية المناطق السورية الأخرى وبنفس الروح الرافضة لحكم الطغمة الأسدية والحريصة على عدم الانجرار إلى العنف”، وفقاً لقوله.
ولم تعلق الحكومة السورية على حادثة مقتل الباروكي، في سياسة لم تخرج عن طريقة تعاطيه مع المظاهرات المتواصلة منذ شهر أغسطس عام 2023. ويطالب المحتجون منذ سبعة أشهر بإسقاط “النظام السوري” ورحيل رئيسه بشار الأسد، وتطبيق القرار الدولي الخاص بالحل في سوريا والمعروف برقم 2254.
بعيداً عن العنفية
وعن احتمالية التصعيد يقول الصحفي مرهف الشاعر، وهو مدير مركز إعلام الانتفاضة، لمنصة مجهر، إن ” الانتفاضة تسعى للحفاظ على مسارها السلمي والقانوني البعيد عن العنفية، حيث شهدت يوم الاثنين تقديم بلاغ للنيابة العامة بوقوع جرم بحق مجموعة من المتظاهرين السلميين والتقوا بالنائب العام الذي استقبل الدعوى ولتسجل أول دعوة ضد الأجهزة الأمنية من نيابة السلطة التي ترعاها”.
ويضيف أن “الحدث الذي شكل موجة غضب شعبي على العنفية التي تمارسها السلطة بحق المتظاهرين السلميين وهي ليست المرة الأولى التي تطلق فيها النار فقد أطلقت النار على متظاهرين سلميين أمام مبنى فرع حزب البعث بالسويداء وجرحت أكثر من 4 متظاهرين”، بحسب الشاعر.
وفيما يخص تطورات الأحداث، يشير الصحفي، إلى أن ” الرئاسة الروحية ممثلة بالزعيم الوطني حكمت الهجري، دعت إلى ضبط النفس ومحاسبة الفاعل بما فعل”، واصفة العمل بالغادر وأنه “شهيد الواجب”.