تقارير

عامٌ مر.. وما تزال حطام المنازل شاهدة على فاجعة زلزال 6 شباط 

باسل رشيد

بعد مرور عام، مازال قتامة مشهد الزلزال الفاجع الذي ضرب تركيا ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا في 6 شباط / فبراير الماضي، بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، عالقاً في أذهان سكان مناطق شمال وشرق سوريا وتركيا، وخاصةً في أذهان الناجين، والتي تحولت أغلب المناطق إلى مناطق منكوبة.

وخلّف الزلزال أضراراً مادية وبشرية كبيرة فاقمت من الأزمات الإنسانية التي يعاني منها السوريون، وعلى وجه الخصوص مناطق شمال شرقي البلاد, إذ يصعب إيصال المساعدات الأممية لها,  بعد إغلاق معبر تل كوجر “اليعربية” بفيتو روسي صيني في مجلس الأمن الدولي.

وبحسب الأمم المتحدة، لقي ما لا يقل عن 6,000 سوري حتفهم في الزلزال، لكن منظمات أخرى قدرت الحصيلة بأكثر من 8,000 ضحية، فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وفاة أكثر من 10 آلاف.

وأعلنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، حينها، استعدادها التام لتقديم الدعم للمناطق المتضررة بسبب الزلزال الذي ضرب مناطق مختلفة من البلاد.

وفي مدينة عفرين/ريف حلب الشمالي فقد أثر الزلزال بشكل كلي على المدينة وبالأخص على بلدة جنديرس، التي تحولت إلى منطقة منكوبة، كون المنطقة وريفها إبان الهجوم التركي تعرضت لقصف مكثف لذلك كانت منازلها مهددة بالانهيار.

واتخذت الإدارة الذاتية، مع تداعيات الزلزال الذي ضرب سوريا حينها حزمة من الإجراءات التي اتخذتها في المنطقة إلى جانب المساعدات التي أعدت لإرسالها إلى مناطق حكومة دمشق والمناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها.

وتحركت مؤسسات الإدارة الذاتية وعملت على الفور عبر تفعيل خلية الأزمة في عموم مناطقها مع وقوع الزلزال، لإحصاء الأضرار البشرية والمادية، وبدأت بداية بتقديم العون للمتضررين، وانتشال الجثث، والمصابين والعالقين تحت الأنقاض، وتقديم الرعاية الصحية، بالتعاون مع فرق الهلال الأحمر الكردي، ونقاطها الطبية، كما وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” استعداد فرقها للتدخل وإنقاذ العالقين.

واتخذت الإدارة الذاتية في المرحلة الثانية، إجراءات احترازية لمواجهة ما بعد وقوع الزلزال، فعطلت الدوام الرسمي في مؤسساتها الإدارية والمدارس والجامعات، عدا التي تتطلب آلية عملها الاستمرار، عبر نصب الخيم وتحضير الصالات كمراكز لجوء في عموم مدنها ونواحيها، للمتضررين، ليلجأ إليها السكان في حال شهدت المنطقة موجات ارتداد زلزالية جديدة أو وقع أي زلزال، ولا سيما في حيي الشيخ مقصود والأشرفية ومقاطعة الشهباء.

ونصبت حينها ما يقارب 74 خيمة، فيما  جهزت العشرات من الملاعب، والصالات الرياضية الآمنة كمراكز إيواء، ووزعت الخيم على الشكل التالي: ” 8 خيم في الشيخ مقصود، 2 في مقاطعة الشهباء لجانب من يتم إسكانهم في المخيم، 13 خيمة في مقاطعة كوباني، 13 في مدينة الرقة وريفها، 5 خيم في مدينة الطبقة وريفها، 10 في مقاطعة الحسكة، 18خيمة في مقاطعة القامشلي و5 في منبج”.

بالتزامن مع استقبالها جثامين 31 شخصاً من سكان شمال وشرق سوريا، كانوا يعملون في تركيا، ممن فقدوا حياتهم جراء الزلزال، بعد دخول الجثامين للمنطقة عبر معبر عون الدادات بين مدينتي منبج وجرابلس، وسلمتهم لذويهم في كلا من كوباني، الرقة وصرين.

ومن ضمن الإجراءات أيضاً، أطلقت الإدارة الذاتية، حملة تحت شعار “معاً لأجل الإنسانية”، لتقديم المساعدات لضحايا الزلزال في شمال وشرق سوريا وسوريا وشمال كردستان العراق.

وكانت الإدارة الذاتية أصدرت قراراً بفتح المعابر كافة أمام قوافل المساعدات الإنسانية الآتية من خارج مناطقها، وجاء القرار بعد يومين من إصدار وزارة الخزانة الأميركية، استثناء من العقوبات المفروضة على الحكومة السورية لمدة 180 يوماً فقط، لتمكين الدول الراغبة في تقديم المساعدات للمنكوبين.

وفي الثامن من شباط عام 2023 أعدت الإدارة الذاتية، قافلة مساعدات لمناطق شمال غربي سورية، وبقيت تنتظر على معبر” أبو جلود” بين مناطق سيطرة الإدارة والمعارضة الموالية لتركيا، دون السماح بعبورها من قبل المؤسسات التي تديرها “المعارضة”، ما أدى إلى إعادة سحبها.

وما يزال المجتمع الدولي متخاذل مع الناجين والضحايا وبعد مرور عام على تلك النكسة لم تقدم أي مساعدات حثيثة للمتضررين بل أوقفت المساعدات المقدمة للنازحين داخل الأراضي السورية.

وتعاني مناطق سوريا عامةً وبالأخص مناطق الإدارة الذاتية من أوضاع إنسانية صعبة جراء قطع المساعدات الإنسانية، إذ تعرضت المنطقة لزلازل لاحقاً ستكون المنطقة أمام كارثة إنسانية جديدة.

زر الذهاب إلى الأعلى