تقارير

انتهاك للقانون الدولي.. ما هي الأضرار التي ألحقتها تركيا بالبنية التحتية لشمال شرقي سوريا؟ 

روبين عمر- مجهر

يرى حقوقيون ومراقبون أن تركيا تتعمد استهداف البنية التحتية والمنشآت الحيوية في مناطق شمال شرقي سوريا، في سياق مخطط يستهدف تهجير السكان بجعل منطقة شمال شرقي سوريا غير قابلة للحياة، في ظل تغاضٍ دولي حيال الهجمات المستمرة على المنطقة.

دمار وتخريب

وقال عكيد عبدالمجيد، وهو إداري بمعمل الغاز بمنشأة السويدية، في ريف ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، لمنصة مجهر، إنه حوالي الساعة 11:00 مساء الأحد الفائت، تعرض معمل الغاز إلى عدة ضربات وذلك نتيجة سلسلة من الهجمات والقصف التركي عليها، ولم يبق سوى الدمار والتخريب، ما أدى لخروج المحطة بشكل كامل عن الخدمة.

وتغذي محطة السويدية مدن الجزيرة السورية بـ50 بالمئة من الكهرباء النظامية، ليبقى سكان المنطقة بلا كهرباء، وهو ما يلقي بظلاله على المياه التي تعتمد في الضخ على الكهرباء وبالتالي أمور معيشية أخرى يحتاجها السكان.

وعن الأضرار التي لحقت بالمحطة، أضاف عبدالمجيد، أنه تضررت أغلبية المعدات الميكانيكية والكهربائية والأجهزة، بالإضافة إلى ضرب الخزانات الكروية الخاصة بالغاز المنزلي وخزانات المذيبات، ولم تتمكن فرق الإطفاء على إطفاء الحريق إلا بعد تفريغ الخزانات من الغاز والمذيبات.

وأشار إلى أنه توقف إنتاج الغاز والكهرباء وعملية الإصلاح والتعمير “صعبة جداً”، كما يتطلب إمكانيات كبيرة، من حيث ورش العمل والمواد اللازمة، منوهاً أن عملية الإصلاح ستستغرق أشهر طويلة. 

وتواصل القوات التركية والفصائل الموالية لها، اقتراف المزيد من الانتهاكات الجسيمة، والمخالفة للقانون الدولي والإنساني بحق المدنيين منذ بداية العام الجاري، في مناطق  شمال شرقي سوريا، كما ازدادت وتيرة الاستهدافات التركية بالمسيرات والسلاح المدفعي بين الحين والآخر في الآونة الأخيرة، وآخرها كانت أول أمس الاثنين.

وقدّر الإداري بمعمل الغاز، التكلفة الأولية بمليار دولار أميركي، لصيانة المعمل فقط.

وأردف أن هذه الهجمات لم تأخذ القوانين الدولية وشرائع حقوق الإنسان، وهدفه القضاء على مشروع الإدارة الذاتية و”احتلال” المنطقة وتهجير سكانها وحرمانهم من قوت معيشتهم، وفتح المجال لإجراء التغيير الديمغرافي، استمراراً منه لإحياء العثمانية القديمة، وفقاً لـ”عبدالمجيد”.

ومنذ الجمعة الفائت، استهدفت تركيا بحوالي 100 ضربة منشآت حيوية وخدمية ومناطق مأهولة بالسكان المدنيين في المنطقة.

انتهاك القانون الدولي

قال أستاذ القانون الدولي العام، أيمن سلامة، وهو عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، لمنصة مجهر، إن مبدأ الإنسانية واضح لا يحتاج أي تفسير أو تفصيل، ولا يجوز إلحاق أي ضرر جسيم بالمدنيين جرّاء أي عمليات عسكرية، ولا يجوز حرمانهم من الماء والوقود والغذاء أو تجويعهم وقطع الكهرباء عنهم عن طريق تدمير محطات الكهرباء والمياه.

ومبدأ التمييز هو مبدأ مهم جداً من مبادئ القانون الدولي الإنساني أي التفرقة ما بين الأعيان الأهداف المدنية والعسكرية، فكافة الأهداف المدنية من محطات ومساجد ومشافي والمدارس والكنائس ومحطات الوقود لا يجوز تدميرها أثناء العدائيات العسكرية، وهذه من مبادئ القانون الدولي الإنساني، وفقاً لأستاذ القانون الدولي أيمن سلامة.

زر الذهاب إلى الأعلى