تقارير

الإمارات تحذر من إقحام سوريا في أزمات إقليمية

حذرت الإمارات العربية المتحدة من استغلال الأوضاع الهشة في سوريا وإقحامها في أزماتٍ إقليمية، “لن تجلِبَ سوى المزيد من المعاناة للشعب السوري”.

مشيرة إلى أنه في خضم التوترات الإقليمية، بات ملحاً أكثر من أي وقت مضى مواصلة العمل وتكثيف الجهود من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي في سوريا، لتحقيق السلام والأمن فيها ودعم استقرار المنطقة بأكملها.

وقال السفير الإماراتي محمد أبوشهاب نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة خلال بيان في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الأوضاع السياسية والإنسانية في سوريا: “الشعب السوري يستحق أن يحظى بمستقبل أفضل ينعم فيه بالسلام والازدهار”.

وأضاف: “لقد مرَّ أكثر من 50 يوماً على الحرب على غزة، تصاعدت على إثرها التوترات في منطقتنا، ومنها ما شهدناهُ من ضربات عسكرية داخل سوريا وعلى أراضيها”.

وتابع بالقول: “أود هنا أن أعيد التأكيد على ضرورة عدم استغلال الأوضاع الهشة في سوريا وإقحامها في أزماتٍ إقليمية لن تجلِبَ سوى المزيد من المعاناة للشعب السوري الشقيق، والذي لايزال يعاني من تداعيات حربٍ دامية وزلزال كارثي”.

وقال أيضاً السفير الإماراتي: “مع إقبالنا على نهاية العام، نأمل أن تعقد اللجنة الدستورية اجتماعاتها في أقرب وقت ممكن، على أن يتم ذلك بقيادة وملكية سورية ودون تدخلاتٍ خارجية، حيث ستساهِم هذه الاجتماعات في تعزيز الحوار بين الأطراف السورية لإنهاء الأزمة”.

ووصف المندوب مرسوم العفو الرئاسي الصادر خلال هذا الشهر، بـ “”خطوة إيجابية تضاف إلى الجهود الأخرى التي اتخذتها الحكومة على المسار السياسي”, وقال أنه “من المهم البناء على هذه الخطوات مع الأمم المتحدة في المستقبل القريب”.

ولفت إلى تأكيد دولة الإمارات على أهمية خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في أرجاء سوريا كافة، “بما يحفظ وحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، خاصة مع ارتفاع وتيرة الأعمال العدائية في عدة مناطق سورية مؤخراً”.

وأكد أن إحلال سلام مستدام في سوريا لن يكون ممكناً دون القضاء على التهديدات الإرهابية فيها.

وأضاف: “تنظيم داعش الإرهابي مستمر في أعماله المزعزعة للأمن والاستقرار، ليس فقط في سوريا، وإنما أيضاً في المنطقة بأكملها”.

وأكدت  الإمارات في جلسة مجلس الأمن “تواصل تدهور الأوضاع الإنسانية في سوريا إلى مستوياتٍ خطيرة، لأسباب عديدة، منها انعدام الأمن الذي يلحق أضراراً بالبنية التحتية والمرافق الحيوية، كالمنشآت الصحية والمدارس وشبكات المياه، حيث أدى استهداف مطار دمشق الدولي إلى إلغاء رحلات الطيران التابعة للخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة لمدة شهر تقريباً، مما أثر سلباً على إيصال ما يعادل 2.3 طن من المساعدات الإنسانية إلى سوريا”.

وأضاف السفير الإماراتي محمد أبو شهاب: “تزداد الشواغل مع ارتفاع أسعار السلع إلى مستويات غير مسبوقة بالتزامن مع الانخفاض الحاد لقيمة الليرة السوري، وهو ما أدى إلى زيادة الاعتماد على المساعدات الإنسانية، حيث لم يعد المواطن السوري قادراً على شراء الاحتياجات الضرورية، خاصة أن 90 في المئة من الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر”.

وشددت الإمارات على ضرورة استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق في سوريا باستخدام جميع الطرق المتاحة، على أن يتم إيصال هذه المساعدات على نطاق واسع مع ضمان استجابتها لنوع الاحتياجات على الأرض، خاصة في فصل الشتاء، مرحباً في هذا السياق، بقرار الحكومة السورية تمديد فتح معبري باب السلامة وباب الراعي لمدة ثلاثة أشهر إضافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى