61 هجوماً على القواعد الأمريكية.. واشنطن تتجنب التصعيد ورئيس الوزراء العراقي في موقف صعب
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن المسلحون المدعومين من إيران شنوا 61 هجوماً على قواعدٍ ومنشآت أميركية في سوريا والعراق، منذ تاريخ 17 أكتوبر.
وبحسب (البنتاغون)، كان هناك 29 هجومًا في العراق و32 في سوريا، وأن الجزء الأكبر من الهجمات على القواعد والمنشآت كانت بطائرات انتحارية بدون طيار أو صواريخ في اتجاه واحد.
وفي معظم الحالات لم تقع إصابات ولم تحدث سوى أضرار طفيفة.
وبحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، وضعت الهجمات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في موقف صعب.
وقال التقرير: “بينما وصل محمد شياع إلى السلطة بدعم من الجماعات المدعومة من إيران، فإنه يريد أيضاً استمرار العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة، وقد دعم الوجود المستمر للقوات الأمريكية في بلاده”.
وحذر وفقاً لواشنطن بوست، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في لقاء مع السوداني هذا الشهر، من عواقب إذا استمرت الميليشيات المدعومة من إيران في مهاجمة المنشآت الأميركية في العراق وسوريا.
ثم سافر السوداني إلى طهران والتقى بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وهو لقاء اعتبره المسؤولون الأمريكيون تطوراً إيجابياً، وفقاً للتقرير.
ضغوط على “الميليشيات“
وقال مسؤول في إحدى الميليشيات المدعومة من إيران، اشترط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتعليق علنا، إن السوداني مارس “ضغوطاً كبيرة” على الميليشيات لعدم تنفيذ هجمات خلال زيارة بلينكن.
وأضاف أن السوداني وعد في المقابل بدفع الأميركيين إلى عدم الرد بقوة على الميليشيات التي نفذت الضربات.
ومنذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل في 7 أكتوبر، قامت إدارة بايدن بنقل السفن الحربية والطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي والمزيد من القوات إلى الشرق الأوسط.
لكن الرد العسكري الأمريكي على الهجمات على الميليشيات الإيرانية كان في حده الأدنى.
ما هي المقرات التي استهدفتها واشنطن؟
وبحسب تقرير واشنطن بوست:
في 27 تشرين الأول/أكتوبر، قصفت الطائرات المقاتلة الأمريكية موقعين لتخزين الأسلحة والذخيرة في شرق سوريا بالقرب من البوكمال “كان يستخدمهما الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والجماعات المدعومة من إيران”.
وفي 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أسقطت الطائرات المقاتلة قنابل على منشأة لتخزين الأسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني بالقرب من ميسلون في دير الزور.
وفي 12 نوفمبر/تشرين الثاني، استهدفت الغارات الجوية الأمريكية منشأة تدريب ومنزلًا آمنًا في منطقة بلبل في الميادين. وقال مسؤولون أمريكيون إن أفرادًا مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني كانوا هناك ومن المرجح أنهم ضربوا، لكنهم لم يقدموا تفاصيل.
ويقول البنتاغون إن الضربات أدت إلى إتلاف المخزون العسكري للجماعة وجعل المواقع غير صالحة للاستخدام.
لكن المنتقدين وفقاً لواشنطن بوست يقولون إن “الرد الأمريكي يتضاءل مقارنة بالهجمات الستين والإصابات الأمريكية، والأهم من ذلك أنه فشل بوضوح في ردع هذه الجماعات”.
لماذا لا تستهدف واشنطن مقرات للميليشيات في العراق؟
وعلى الرغم من أن ما يقرب من نصف الهجمات كانت على قواعد أمريكية في العراق، إلا أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية انتقامية ضد مواقع في سوريا فقط.
ويدافع البنتاغون عن قرارات الضربة بالقول إن الولايات المتحدة تضرب مواقع الحرس الثوري الإيراني، وهو ما له تأثير مباشر أكثر على طهران.
ويقول المسؤولون إن الهدف هو الضغط على إيران لإخبار الميليشيات بوقف الهجمات. ويقولون أيضًا إن المواقع تم اختيارها لأنها مستودعات أسلحة ومراكز لوجستية تستخدمها الميليشيات المرتبطة بإيران، وإخراجها يؤدي إلى تآكل القدرات الهجومية للمتمردين.
ومع ذلك، فإن أحد الأسباب الرئيسية لتركيز الولايات المتحدة على سوريا بحسب تقرير واشنطن بوست، هو أن الولايات المتحدة لا تريد المخاطرة بتنفير الحكومة العراقية من خلال توجيه ضربات داخل حدودها، وهو ما قد يؤدي إلى مقتل أو جرح العراقيين.
وذكر التقرير بحادثة استهداف واشنطن لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وأبو مهدي المهندس، نائب قائد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق. إذ أدى الاستهداف إلى توتر العلاقات مع الحكومة العراقية وأدى إلى مطالبات بانسحاب جميع القوات الأمريكية من البلاد.