تركيا تدعو لتعاون سياسي مع الأسد.. و”مسد” تتحدث عن مشروع روسي – تركي “يجهلون تفاصيله”
مجهر
ينتظر سكان شمال وشرق سوريا “تطميناتٍ” من الأطراف الكبرى الفاعلة في الأزمة السُّوريّة، بألا تَشُنَّ تركيّا عمليّة جديدة تهدف لاحتلال أراضٍ جديدة، في ظلّ تصاعد التَّهديدات من الجانب التُّركي، وتصاعد هجماتها.
ويصف سياسيّون موقف كُلٍّ من الولايات المتَّحدة وروسيّا بـ”المبهم” حيال ما تشهده المنطقة من توتُّراتٍ، جرّاء هذه التَّهديدات.
وأعلنت تركيّا قبل حوالي ثلاثة أشهر من الآن؛ عزمها ببدء عملية عسكرية جديدة في مناطق من شمال وشرق سوريّا، فيما تراجعت حِدَّةُ التَّهديدات وبدأ الحديث عن مشروع مشترك بين كُلٍّ من تركيّا وروسيّا وإيران، بعد الاجتماع الذي جمع الأطراف الثّلاثة في العاصمة الإيرانيّة طهران.
ومؤخَّراً بدأ الحديث عن تقارُبٍ سياسيٍّ بين تركيّا والنِّظام السُّوريّ.
وكان مولود جاويش أوغلو وزير خارجيّة تركيّا، قد أبدى يوم الأربعاء الماضي، استعداد تركيّا لدَعمِ النِّظام السُّوريّ سياسيّاً لمحاربة قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، في تصريحٍ يُعتبر هو الأوَّل من نوعه، عن استعداد تركيّا للتَّقارب مع نظام الأسد منذ اندلاع الأزمة السُّوريّة.
تصعيدٌ خطيرٌ.. وحربُ المُسيَّرات
صعَّدَت تركيّا مؤخَّراً من وتيرة هجماتها على مناطق متفرِّقة في شمال وشرق سوريّا، من خلال الفصائل الموالية لها، كما استهدفت طائرات مُسيَّرة تركيّة، مناطق في “القامشلي، وعين عيسى”، كما قصفت مناطق في منبج وبلدتي تل تمر وزركان/ أبو راسين، شماليِّ الحسكة.
وقال الرَّئيس المشترك لمجلس سوريّا الدّيمقراطيّة “رياض درار” إنَّ تصعيد الهجمات التُّركيّة على مناطق شمال شرق سوريّا تستهدفُ الجميع.
وأضاف في تصريحٍ خاصٍّ لـ”منصَّة مجهر” الإعلامية: “عدد الضحايا من المدنيّين أصبح كبيراً، ولا يضمن أحدٌ أن يسير آمناً في شمال وشرق سوريّا”.
ووصف درار تصعيد الاحتلال التُّركيّ بـ”العمل الإجراميّ”.
وكانت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة قد أعلنت عن فقدان القياديّة في قوّات مكافحة الإرهاب “جيان تولهدان”، والقياديّة “روج خابور” وعضوة قوّات مكافحة الإرهاب “بارين بوطان” لحياتهُنَّ خلال هجوم لطائرة مُسيَّرة تابعة للاحتلال التُّركيّ على طريق القامشلي.
فيما استهدفت طائرة مُسيَّرة تركيّة، يوم الخميس، سيّارة جنوب بلدة عين عيسى بالقرب من مخيّم تل السّمن لمهجّري كري سبي/ تل أبيض، وتسبَّبَ القصف بفقدان أربعة من أعضاء قوى الأمن الدّاخليّ لحياتهم، أثناء أدائهم لواجبهم وفق بيان لقوى الأمن الدّاخليّ.
العمليّة العسكريّة التُّركيّة المزعومة.. و(مسد) تقول إن التطمينات غير كافية
وفي ظِلِّ ما تشهده المنطقة من توتُّراتٍ، تتزايد الأحاديث عن عمليّة عسكريّة تركيّة تستهدف مناطق شمال وشرق سوريّا، ويري المعارض السُّوريّ “يحيى العريضي”، أنَّ تركيّا “ستبدأ بعمليّة عسكريّة، وأنَّها قدَّمت تنازلات بهذا الشأن”.
وأضاف في حديث له لـ”منصّة مجهر”، بالقول: “تركيّا قدَّمت شيئاً للنّاتو من خلال الموافقة على انضمام السُّويد وفنلندا للحلف، وهي كانت الفاتورة لتبدأ بعمليّة عسكريّة”.
ويرى “العريضي” في ذات الوقت أنَّ تركيّا “لن تنتظر ضوءاً أخضراً روسيّاً أو إيرانيّاً”.
وتزامناً مع تصعيد التَّهديدات؛ يرى مجلس سوريّا الدّيمقراطيّة أنَّ تركيّا تستفيد من الصراع الرّوسيّ الأمريكيّ.
وقال الرَّئيس المشترك لـ(مسد) عن موقف الولايات المتَّحدة من تحرُّكات الاحتلال التُّركيّ: “نعتقد أنَّ أمريكا ليس لديها الاندفاع الكافي لحَلٍّ سياسيّ، بقدر ما أنَّها تُركِّز على مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابيّ من خلال العمل المشترك مع (قسد)، وهذا لا يكفي”.
وأضاف “موقف كُلٍّ من روسيّا وأمريكا ليس إيجابيّاً بالمعنى الكامل ولا نستطيع وصفه بالسّلبيّ، ولا نعلم أين سيصل الاندفاع التُّركيّ، الدَّولتان تتصارعان، وفي النِّهاية تركيّا هي المستفيد”.
(مسد) يتحدَّث عن مشروعٍ روسيٍّ – تركيّ “يجهلون تفاصيله”.. وتركيّا تُلمّح للتَّعاون مع النِّظام
وكان مولود جاويش أوغلو وزير خارجيّة تركيّا، قد أبدى يوم الأربعاء، استعداد تركيّا لدعم النِّظام السُّوريّ سياسيّاً لمحاربة قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة.
ويرى المعارض السُّوريّ “يحيى العريضي” أنَّ هذه التَّصريحات “سياسيّة بَحتة” موجَّهة لكُلٍّ من النِّظام وروسيّا وإيران وأنَّها لا تضعف “موقف المعارضة السُّوريّة”.
فيما يختلف “رياض درار” مع “العريضي” ويرى أنَّ هذه التَّصريحات “جزء من الفوبيا التُّركيّة تجاه الكُرد، وتهدف لإشغال الدَّاخل التُّركيّ بهذه الملفّات بدلاً من التَّركيز على ملفّات الفساد”.
وقال “درار” أيضاً في حديثه إنَّ تركيّا اليوم أكثر انفتاحاً مع النِّظام وإنَّها “تدفع المعارضة المرتهِنة لها للتَّفاوض بشكل استسلاميٍّ مع النِّظام”.
وتحدَّث “رياض درار” خلال لقائه مع “منصّة مجهر” الإعلاميّة عن مشروعٍ روسيٍّ تركيٍّ، وقال “هناك مشروع لكنَّنا نجهل تفاصيله، نتائجه تظهر بين فترة وأخرى، وهي بالتَّأكيد ضُدَّ شمال وشرق سوريّا”.
توافقاتٌ بين الإدارة الذّاتيّة وسًلُطات دمشق
ومع بدء التَّهديدات التُّركيّة الأخيرة؛ كان مسؤولون في قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة قد تحدَّثوا عن “توافقاتٍ” بين الإدارة الذّاتيّة والنِّظام السُّوريّ حول حماية الحدود السُّوريّة من التَّهديدات التُّركيّة.
وقال “درار” في حديثه لـ”منصّة مجهر”: “نحن نرسم سياسات التَّنسيق والتَّقارب مع الجيش السُّوريّ، ليكونَ عامِلَ حمايةٍ للحدود حتّى نمنع التَّهديدات التُّركيّة”.
ووصف “درار” هذا التَّعزيز للنِّظام بـ”بداية الوصول لحَلٍّ سياسيٍّ والمزيد من التَّقارب مع “حكومة دمشق”.
وقال الرَّئيس المشترك لمجلس سوريّا الدّيمقراطيّة نحن بحاجة لمزيد من التَّضامن الشَّعبيّ في الدّاخل.
وفي وقتٍ يَتُمُّ فيه طرح أنقرة فكرة دعم النِّظام السُّوريّ سياسيّاً لمواجهة قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، قال المعارض السُّوريّ “يحيى العريضي” إنَّ النِّظام السُّوريّ يعتبر قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة “قوّات وطنيّة رديفة له”.