حروب عديدة على الخارطة السورية.. فمن المستفيد؟
باسل رشيد
في تطور جديد ضمن الملف السوري؛ شهدت الساحة السورية منذ عدة أيام تصعيداً جديداً وخطيراً،بدأ في شمال وشرق سوريا، بالتزامن معشن هجمات مجهولة على مدينة حمص، تلاها هجمات مكثفة في الشمال السوري.
وصعَّدت الدولة التركية هجماتها الجوية على مناطق شمال وشرق سوريا منذ الخامس من الشهر الحالي، ضمن مناطق الإدارة الذاتية، مستهدفة البنى التحتية في المنطقة.
فيما تعرضت الكلية الحربية في مدينة حمص لقصف بمسيرات مجهولة، أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى، لتتهم الحكومة السورية مناطق المعارضة بتنفيذ ذلك الهجوم، وتعمد قوات حكومة دمشق إلىشن هجمات جوية استهدفت القرى والبلدات في الشمال السوري.
من المستفيد من التصعيد العسكري؟
ويرى مختصون في الشأن السياسي السوري ومحللون عسكريون، أن الهجمات على مناطق سورية مختلفة، لها تبعات ونتائج سلبية،وأن جهات تلعب دوراً هاماً في تلك اللعبة من زاوية أخرى إعادة شرذمة الأزمة السورية وتعقيدها أكثر، خاصةً بعد الاحتجاجات الشعبية في السويداء والساحل ضد الحكومة السورية، والتي استمرت لمدة زمنية طويلة،”لذلك بدأت جهات إقليمية بتحريك الملف السوري للتغطية على تلك الاحتجاجات وإنهائها إعلامياً”.
وأعتبر الناشط الحقوقي “خالد جبر”، في لقاء مع منصة “مجهر”، أن”الاعتداءات التركية الأخيرة المستهدِفة للبنية التحتية في مناطق شمال وشرق سوريا،هو تطاوُلٌ سافر ضد المنطقة وضد مبادئ القانون الدولي”، مؤكداً أنها تخالف بشكل مباشر اتفاقيات جنيف والبرتوكولات الملحقة بها لعام 1970،وتلحق الضرر بالسكان المدنيين بشكل مباشر.
وأشار “جبر” إلى أن “ما نشهده اليوم تطاول سافر بحق المؤسسات الخدمية بالدرجة الأولى، كمؤسسات الكهرباء والمياه،وبهذا الاستهداف الجيش التركي يشن حرب الإبادة بحق سكان المنطقة، كون تلك المؤسسات تخدم السكان،أي أن الهجمات تعتبر حرب إبادة بحق سكان المنطقة”.
وأكد “جبر”على أن تركيا كدولة هيضمن تلك الدول الراعية للاتفاقيات الدولية تحت مظلة الأمم المتحدة، وقال: “لذا يجب على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الانتهاكات الصارخة لمفاهيم حقوق الإنسان”.
ووصف الحقوقي “خالد جبر” هذا التصعيد بأنه “أخطر تدهور حقوقي في الساحة السورية؛ كون الهجمات التي تستهدف المنشآت الخدمية تعتبر استهدافاً مباشراً للمدنيين العزل”.
ومن جانبه،استنكر عضو المجلس العام لحزب سوريا المستقبل، “عبد الفتاح فاطمي” في تصريحلمنصة “مجهر”، الاعتداءات التركية الأخيرة على مناطق شمال وشرق سوريا، واعتبرهااعتداءً سافراًبحق المنطقة، قائلاً “الدولة التركية كانت تخطط لمشروع قذر منذالخامس من الشهر الجاري، حيث بدأت لعبتها من مدينة حمص السورية مروراً بمدينة إدلب ومناطق شمال شرق سوريا، وذلك بارتكابها جرائم مروعة بحق جميع الشعوب في سوريا”.
مضيفاً “تعتبر هذه الهجمات بداية للتغير ومشروعاًجديداً لخارطة اللعبة السياسية والعسكرية والتوازنات في سوريا، بعد دخول فعليللاعبين الدوليين كالتحالف الدولي وروسيا والإقليميين كتركيا على خط التصعيد الحاصل، وهذا ما اتضح خلال الاحتجاجات الشعبية في مدينة السويداء وفي الساحل السوري وباقي المدن السورية”.
فيما بَيَّنَ مدير المرصد السوري لحقوق الانسان،”رامي عبدالرحمن”، لمنصة “مجهر”، أن ما جرى في الكلية الحربية في مدينة حمص كان قصفاً من طائرات مسيرة مجهولة المصدر، وقال،” يعتبر ذلك خرقاً أمنياً كبيراً للنظام السوريفي المنطقة،الأمر الذي أدى إلى مقتل /123/ شخصاً، بينهم ما لا يقل عن /54/ مدنياً،و/39/ طفلاً وامرأة”.
وأكد “عبد الرحمن” أنه بعد ذلك “كان هناك تصعيد من الحكومة السورية ضد إدلب، الأمر الذي أدى إلى مقتل /34/ مدنياً، فيما كان هناك تصعيد تركي غير مسبوق في مناطق شمال وشرق سوريا، والذي يعتبر جريمة حرب، من خلال تدمير البنية التحتية في المنطقة”، واعتبر أنّ”هذا كله يخلط الأوراق السياسية والعسكرية على الساحة السورية”.