روّاد مراكز التطوير والتدريب.. آمال معلقة وأحلام مؤجلة
الحسكة – مجهر
وجد الشاب دليار أسعد (19 عاماً) من مدينة الحسكة، شمال شرق سوريا، نفسه أمام خيارين، إما الاستمرار في دراسته أو البحث عن أسرع طريقة لإيجاد فرصة عمل تمكّنه من المساهمة في إعالة أهله..
وكان “دليار” من المتفوّقين في مدرسته في (الثانوية الصناعية)، وفق قوله.
أتيحت للشاب الذي يشارف الوصول إلى العشرين من عمره، فرصة دراسة أحد أفرع الهندسة كونه كان من الثلاثة الأوائل في ثانوية الحسكة، لكنه فضل أخيراً الانضمام لدورات تدريبية حول التنمية وتطوير المواهب بدلاً من دراسة الهندسة في طرطوس.
يتلقى “أسعد” دورات تدريبية في أساسيات الكمبيوتر وبعض قواعد البيانات والعروض التقديمية كذلك القوائم المحاسبية، في إحدى مراكز التدريب وتطوير المواهب في المدينة.
“أتعلّم هذه البرامج لأكون مستعداً أثناء إتاحة أية فرصة عمل مناسبة لي، دونما مواجهة المصاعب في العمل.. حالياً أتقنت العمل على بعض البرامج وما زلت أستمر في تعلم ما تبقى من برامج قد أحتاجها مستقبلاً”.
تشهد المراكز الخاصة بتطوير المواهب في الحسكة، مؤخراً، إقبالاً كبيراً من الفئة الشابة، ويبقى الهدف الأول بالنسبة للمنضمين إلى دورات هذه المراكز، إيجاد الوظائف في المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
ولا يختلف حال “بيريفان اسماعيل” وهي خريجة كلية الاقتصاد، عن حال “دليار”. إذ وجدت نفسها مضطرة للانضمام لهذه الدورات، وأدركت أن تحصيلها العلمي لا يكفي للقبول في إحدى المنظمات، وفقاً لتعبيرها.
وفي حديثها لـ مجهر، تقول بيريفان : “لن أستطيع تأمين وظيفة مناسبة بدون تعلم لغات أخرى وبرامج الكمبيوتر، فالمنظمات العاملة هنا ترغب في متقني اللغة الإنكليزية وبعض برامج الأوفيس، لذلك أواظب على الدوام في إحدى مراكز التدريب، آملاً في إيجاد فرصة عمل جيّدة”.
يتلقى المتدربون في مراكز التطوير، دورات تدريبية بمقدار ساعة واحدة يومية على مدار 28 يوماً، بتكلفة تصل إلى مئة ألف ليرة سورية. أما مراكز تعليم اللغات يصل التدريب فيها على مراحل لنحو تسعة أشهر حسب المستوى التعليمي، وتختلف التكلفة من مركز إلى آخر.
لكن مسؤول تطوير المنهاج في مركز “ستارك تك” للتدريب والتطوير في الحسكة، سيبان حسن، يقول أن البعض ممن ينهون هذه التدريبات ينصدمون بالواقع، فبعد تعلم استخدام البرامج وأساسيات الكمبيوتر، التوظيف وإيجاد فرص العمل غير حتمية ومؤكدة، معتبراً أن التدريب بوصفه تنمية لمواهب الفرد، أمراً إيجابياً.
يضيف “حسن” في حديثه :” على الرغم من إيجابيات هذه الدورات إلا أن ثمة جوانب سلبية أيضاً تطغى عليها، أحياناً ينصدم بعض الطلبة بالواقع ويفشلون في إيجاد ما كانوا يسعون إليه من خلال هذه الدورات، وهذا ما يؤثر سلباً على نفسيتهم، سيما أنهم دفعوا مبالغ مالية لقاء تعلّمهم”.
ويرغب سكّان المنطقة عامةً، العمل في المنظمات الإنسانية العاملة في شمال شرق سوريا، خاصةً الأجنبية منها، نظراً لرواتبها العالية مقارنة بباقي المؤسسات الحكومية التابعة للإدارة الذاتية والمنظمات المحلية، والتي تتراوح الرواتب فيها بين 250 حتى 500 ألف ليرة سورية، ما يعادل (60 – 120 دولاراً أمريكياً).
إعداد: ماجد حسين