مالك أبو خير: السويداء أعلنت ثورة جديدة وأعادت إحياء الأمل في نفوس السوريين
قال “مالك أبو خير”، الأمين العام لـ”حزب اللواء السوري” في تصريح خاص لمنصة “مجهر”،إن ما يجري في السويداء هو ثورة جديدة، وأنها جاءت نتيجة تراكمات سابقة لأحداث متتالية على مدى السنوات السابقة.
وأوضح أنه من الممكن أن يكون لانتفاضة السويداء دور في منع عملية التطبيع العربي مع دمشق.
وفيما يلي نص الحديث الكامل مع الأمين العام لحزب اللواء السوري “مالك أبو الخير”:
– هل احتجاجات السويداء هي بوادر ثورة جديدة؟
–مالك أبو الخير:اليوم بإمكاننا القول إن السويداء خرجت بالكامل عن سيطرة الدولة بكل أدواتها، عندما يتم إغلاق كل مقرات حزب البعث ورفع الرموز الخاصة بأبناء السويداء مثل صورة “سلطان باشا الأطرش” والرموز الوطنية بساحات السويداء، ويتم الإعلان بشكل علني وواضح وصريح عن إسقاط بشار الأسد؛ فهذا يعني أنها– أي السويداء –أعلنت ثورة جديدة بالفعل وأعادت إحياء الأمل في نفوس السوريين الطامحين بإجراء تغيير حقيقي.
إن ما يحدث في السويداء هو تغيير جديد ومهم، فقضية أن أقلية دينية تثور ضد الأسد ليست بالأمر البسيط، لأن بقاءه كان قائماً على “حماية الأقليات”، واليوم بدأت الأقليات تثور ضده وهذه ورقة غير سهلة، واليوم يضع أبناء السويداء هذه الورقة على طاولة المفاوضات.
–ما هي العوامل التي أدت لتوسع هذه الاحتجاجات، ومن ثم رُفٍعَت حدة المطالب لتصل للمطالبة بإسقاط الرئيس؟
–أبو الخير:هذه عملية تراكمية أصبح لها سنوات وليست وليدة يوم أو يومين.يمكننا القول إن بدايتها كانت من خلال هجوم “داعش” على السويداء، عندما رأى أهالي السويداء كيف أن النظام نقل عناصر “داعش” من “مخيم اليرموك” ووضعهم بجانب القرى الشرقية لريف السويداء.
أي أن عملية النقل والهجوم كانت متعمدة ومرتبة من قبل النظام، ومن ثم قام النظام بسحب الجيش وقطع الاتصالات والإنترنت والكهرباء عن القرى التي تعرضت للهجوم وسهَّل عملية “داعش”. وكانت هذه العملية مفضوحة؛لأنه هو من قام بالتخطيط للهجوم بالتحالف مع “داعش”.
النقطة الثانية؛ عندما بدأت عملية ظهور المخدرات في السويداء،علم أهالي السويداء أن من يقوم بالترويج والمتاجرة بالمخدرات هم من عصابات تابعة للأمن العسكري ولأمن الدولة، وأن كل من يقوم بتوجيه الأذىلأبناء السويداء هم من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
حدثت صدامات واضحة بين أبناء السويداء وهم من أبناء الطائفة الدرزية وبين الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، تصاعد هذا التصادم عندما بدأت الانتفاضة العسكرية ضد مقرات المخابرات العسكرية بقرية “عتيل” و”سليم” وأسقطوا هذه المقرات ومصانع المخدرات التي كانت موجودة فيها، وهذه كانت الانتفاضة الأولى عسكرياً، وهي من إحدى العمليات التراتبية التي أدت لاندلاع الاحتجاجات الحالية.
المرحلة الثالثة كانت من خلال فرض الحصار الاقتصادي على أهالي السويداء، لأنه اليوم سعر المواد الغذائية والتموينية والطبية وكل شيء هو ضعف ما هو موجود في دمشق، لأن هناك حواجز تفرض إتاوات فتصبح الأسعار مضاعفة في السويداء، بالإضافة إلى نقص الخدمات، من انقطاع الكهرباء والمياه، هناك أحياء في السويداء لا تصلها المياهإلا كل ثلاثة أشهر مرة واحدة.أما بالنسبة للكهرباء؛ فساعات القطع تبلغ ست ساعات مقابل نصف ساعة وصل، أي أن هناك حصار ممنهج ومبطَّن ضد أهالي السويداء.
هذه الأمور أدت إلى اندلاع الاحتجاجات لتصل إلى درجة المطالبة بإسقاط هذا النظام بكل أركانه، لأنه لا يقدم سوى الأذى، والمخدرات والعصابات الإرهابية وعصابات التشليح والخطف ومجموعات تابعة لحزب الله تنقل المخدرات إلى الأردن، وشوه سمعة السويداء على مستوى الشرق الأوسط؛ لأن المحافظة أصبحت مقراً لتخزين ونقل المخدرات.
–هل ستتغير الموازين فيما يخص تطبيع الدول العربية مع دمشق بعد هذه الانتفاضة؟
–أبو الخير:من الواضح،وفق رؤيتي الشخصية، أن الدول العربية أصبحت تدرك جيداًأنه لا يمكن إبعاد بشار الأسد عن التيار الإيراني، ولا يمكن لبشار الأسد أن يوقف عملية نقل المخدرات إلى الدول العربية، فمن ضمن أهداف إعادة بشار الأسد للجامعة العربية كانت محاربة التنظيمات الإرهابية ووقف توريد المخدرات إلى دول الخليج، هذه أمور لن يتوقف عنها بشار الأسد، فهو لن يكف عن دعم التنظيمات الإرهابية التي تعمل داخل الأراضي السورية ويستغلها لصالحه، ولن يوقف تجارة المخدرات، ولن يمنع حزب الله وإيران التي تسيطر على المشهد عن الاستمرار في تجارة المخدرات، ويمنعهما من نقلها باتجاه دول الخليج.
لا أتوقع أن يستطيع بشار الأسد أن ينفذ ما طُلب منه أثناء دعوته للجامعة العربية، ومن الممكن أن يكون لانتفاضة السويداء دور في منع الاستمرار في عملية التطبيع؛ لأنه بات من الواضح لدى الجميع أن أغلب المناطق ترفض حكم بشار الأسد.
–برأيك كيف ستتعامل السلطات مع الاحتجاجات الشعبية؟
– أبو الخير:حتى اليوم لم يقدم النظام على أي ردة فعل تجاه احتجاجات السويداء. لذا علينا أن نطرح الأسباب:
أولاً؛ مظاهرات أبناء السويداء أثبتت بشكل واضح كوضوح الشمس أنها مظاهرات سلمية، مدنية، حضارية، راقية، الشعارات هي شعارات مدنية بامتياز، المطالب يتم توجيهها إلى المجتمع الدولي والنظام في دمشق بطريقة حضارية وسلمية وخالية من أي حالة عنف.
اليوم عندما نرى أن شباب السويداء يرسمون لوحاتهم الفنية التي يعبرون خلالها عن مطالبهم ويعرضونها بطريقة حضارية، لن يستطيع النظام أن يقدم على شن أي عملية أو هجوم،ولأسباب عديدة، أهمها، هو الحالة السلمية والراقية في مشهد الاحتجاجات، وهذا مهم جداً.
والسبب الثاني،أن النظام لن يستطيع أن يلبسها تهم الإرهاب والتطرف وما إلى هنالك مثل باقي المحافظات، كون شعبها أقلية دينية متميزة، حتى النظام ومن خلال بعض شخصياته قال إنه لن ينجر وراء سفكالدماء، وهذا الموضوع جيد بالنسبة لنا كأبناء السويداء بألا يتوجه النظام للتعامل مع الانتفاضة بلغة العنف، وأبناء السويداء هم أيضاً لن يتوجهوا لهكذا منحى ومُنزَلق.
لكننا نخشى من عمليات الغدر التي قد تحصل من خلال تحريك تنظيمات إرهابية، أو تحركات من قبل الأجهزة الأمنية؛ لأن هذا المد الشعبي يشكل خطورة على تجار المخدرات.