حفلات دمشق وأهدافها السياسية !
منذ عام 2018 وبعد استعادة الحكومة السورية سيطرتها على العديد من المدن بدأ الترويج لدمشق على أنها تعود للحياة من جديد وأن الحرب انتهت فعلياً، لكن ومع تشديد عقوبات قيصر حتى بدأت سوريا تعود للوراء في ظل وضع اقتصادي مزري، ورغم كل هذا ظلت الحفلات قائمة بهدف الترويج للسياحة والأمان في البلاد
حفلات مهرجان الياسمين وقلعة دمشق في 2019:
بأسعار ليست غالية كثيراً ومقبولة مبدئياً بدأت الحكومة السورية تروج للحفلات على أراضيها مستقطبةً فنانين عرب مثل فارس كرم، كارول سماحة، سيف نبيل، جوزيف عطية، وغيرهم ممن لهم مواقف مؤيدة شبه واضحة وعلنية للرئيس السوري بشار الأسد، ورغم أن هذه الخطة قد نجحت بشكل مبدئي بتصدير فكرة عودة الحياة لدمشق إلا أن الرسالة السياسية التي مُرِّرَت من خلال هذه الحفلات كانت بهدف إيصال فكرة مفادها تحقيق الانتصار على “الإرهاب”، خصوصاً مع وجود أغنيات كانت تبجل الرئيس السوري يغنيها بعض الفنانين الحاضرين.
إلا أن هذه المهرجانات كانت بمثابة متنفس للناس بعد إيقاف دوي المدافع والرصاص بنهاية عام 2017، لكن ما جاء بعد ذلك أوضح أن الحرب الأصعب قادمة على السوريين بشكل أكبر
التغطية على الوضع الاقتصادي السيئ:
مؤخراً في العام الحالي 2023 ولمرة جديدة عاد مهرجان قلعة دمشق لكن هذه المرة في وضع سيئ جداً على الشعب السوري بأكمله، ورغم الحضور الواسع إلا أن الكثيرين كانوا يتساءلون عن الناس الذين يمتلكون هذه المبالغ لدخول الحفل، فبعض البطاقات كانت تعادل نصف راتب موظف حكومي وإن امتلك أي شخص مالاً فإنه حتماً سيوفره للطعام والشراب لا إلى حفلة ما، وهذا يتضح من تعليقات السوشيال ميديا، بل ويتضح أكثر مما جرى حول حفلة عبير نعمة التي ستقام في نهاية شهر آب بمسرح دمر الثقافي، فالشركة المنظمة للحفل حددت أسعار بطاقات الدخول بثلاثمئة وخمسين وأربعمائة وخمسين ألف ليرة سورية، وهذا المبلغ ضخم جداً على السوريين بالعموم، وقد تواصلت إحدى المعجبات بالفنانة عبير نعمة لتشتكي لها عن ارتفاع أسعار البطاقات، لكن نعمة ردت بأنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً حيال هذا لأن الشركة المنظمة هي المسؤولة.
هذه الحفلات عموماً لا بد أنها تخفي وراءها رسائل سياسية موجهة للعالم مفادها أن سوريا بخير، لكن على أرض الواقع فإن الشعب السوري وفي كل الأماكن داخل البلاد هو في حالة مادية صعبة جداً لا يمكنه من خلالها تأمين حياته بشكل طبيعي، فباتت هذه الحفلات لفئة معينة من الناس، وبمثابة تسكين ألم مؤقت لواقع متعب جداً قد ينذر بتحركات جديدة في المنطقة
إعداد كاتيا الحسامي