يلقب بـ “تريكس التضامن”.. ألمانيا تلقي القبض على سوري بتهمة ارتكاب “جرائم حرب”
اعتقل في شمال ألمانيا رجل سوري متهم بقيادة “ميليشيا موالية للحكومة السورية” في حي التضامن بدمشق الذي شهد مجزرة خلال عام 2013 صورها مرتكبوها وكشفت عنها صحيفة الغارديان العام الماضي .
المشتبه به ، الذي تم تحديده على أنه “أحمد ح”، هو أول شخص يتم اعتقاله على صلة بجرائم التضامن.
وتأتي هذه الخطوة الألمانية استكمالاً لخطوات سابقة استهدفت أشخاصاً سوريين ثبت انخراطهم سابقا ضمن ميليشيات موالية للحكومة السورية، “وضلوعهم على مدى سنوات الحرب في تنفيذ جرائم تعذيب واختطاف وقتل، استهدفت المعارضين”.
وقال ممثلو الادعاء الألماني في بيان، إن المشتبه به الذي يدعى “أحمد.ح” عمل كقائد محلي لميليشيا “الشبيحة” المندمجة في “قوات الدفاع الوطني” في حي التضامن بالعاصمة دمشق.
وشارك المتهم “أحمد.ح”، بحسب الادعاء الألماني شخصيا في الإساءة إلى المدنيين في مناسبات مختلفة.
وبحسب الإدعاء الألماني: “في إحدى الحوادث عام 2013، صفع وجه رجل احتجزته الميليشيا وأمر أعضاء آخرين في المجموعة بضرب المعتقل بوحشية بأنابيب بلاستيكية لساعات”
وفي خريف 2014، قام “أحمد.ح” مع رجال ميليشيات وموظفين آخرين في جهاز المخابرات العسكرية السورية بلكم وركل أحد المدنيين عند نقطة تفتيش في حي التضامن الواقع في جنوب دمشق، كما أمسك بشعر الضحية وضرب رأسه على الرصيف، ثم قيده قبل أن تقتله الميليشيا، وفقاً للإدعاء الألماني حسبما نقله موقع الحرة.
وبحسب ذات المصادر: “بين ديسمبر 2012 وبداية عام 2015، اعتقل المتهم 25 إلى 30 شخصاً على حاجز تفتيش في حالتين واجبرهم لمدة يوم على نقل أكياس الرمل إلى خط المواجهة القريب”.
وجاءت مذكرة الاعتقال الألمانية بحق المشتبه به بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية، بناء على تحقيق ومعلومات قدمها “المركز السوري للعدالة والمساءلة”، وهو مركز حقوقي مقره واشنطن.
وقال المركز الحقوقي في بيان، أمس الجمعة، إنه “في مايو 2020 تلقى إفادة من أحد الشهود بأن أحد الجناة الذي يُزعَم ارتكابه انتهاكات فظيعة خلال خدمته في ميليشيا الدفاع الوطني التي كانت نشطة في منطقة التضامن مقيم في ألمانيا”.
وكان المشتبه به والذي يدعى “أحمد.ح” الملقب بـ “التريكس”، قد سافر من سوريا إلى ألمانيا وطلب اللجوء فيها، وقام بالاختباء هناك.
ويعرف المشتبه به بلقب “تركس التضامن”، كونه كان يعمل كسائق جرافة إلى جانب نشاطه في ميليشيا “الدفاع الوطني”، وأظهرت تسجيلات مصورة انخراطه في عمليات حفر أنفاق ومقابر جماعية لدفن جثث من تم قتلهم على يد المجموعة.
وبحسب ما قالت مصادر مطلعة على القضية لموقع “الحرة” يمتلك “أحمد.ح” مطعما للمأكولات في مدينة بريمن الألمانية، ولديه مصالح وأموال هناك.
وقال مدير المركز الحقوقي، محمد العبدالله، لموقع “الحرة” إلى أن الملقى القبض عليه كان نشطا في “الدفاع الوطني” وعمل ضمن صفوف الفرع “227” التابع للمخابرات العسكرية سيء الصيت.
ويوضح أنهم قاطعوا معلومات الشهود مع الأوراق الثبوتية الخاصة بـ”أحمد.ح”، بالإضافة إلى اللقطات التي توثق ظهوره مع عناصر الميليشيا في حي التضامن في أثناء ارتكابهم الجرائم ودفن جثث الضحايا في حفر، وذلك بالفترة الممتدة من 2012 إلى 2015.
ويعيد إعلان إلقاء القبض على “أحمد.ح” من جانب السلطات الألمانية التذكير بـ”مجزرة حي التضامن” التي حصلت في عام 2013، وتم الكشف عنها في شهر أبريل 2022.
وكان المنفذ الرئيسي للمجزرة في التضامن هو العنصر في مخابرات الحكومة السورية “أمجد يوسف”، والذي كان يشغل بعد عام 2011 منصب صف ضابط “محقق” في فرع المنطقة أو الفرع “227”، وهو فرع تابع للأمن العسكري “شعبة المخابرات العسكرية”.