هل يقوي تمرد “فاغنر” نفوذ إيران في سوريا ويتكرر تجربة اللواء الثامن والدفاع الوطني؟
أشار تقرير لمجلة فورين بوليسي الأمريكية أنه مع بدأ تمرد قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين في 23 يونيو ، ألقت الشرطة العسكرية الروسية في سوريا القبض على أربعة على الأقل من كبار قادة مجموعة فاغنر ونقلتهم إلى قاعدة حميميم الجوية على الساحل الغربي للبلاد كإجراء احترازي.
وتسببت الأزمة الأخيرة بمخاوف من أن تستفيد إيران من الخلافات الأخيرة وخصوصاً أن الآلاف من العسكريين السوريين المتعاقدين كما وصفتهم موقع فورين بوليسي يتلقون الدعم من مجموعة فاغنر.
ويعد حميميم، وفقاً للموقع الفرنسي مركز القيادة والسيطرة الروسي في سوريا والمقر اللوجستي لجميع عمليات فاجنر في الخارج.
كما تعتبر أكبر منشأة روسية خارج الاتحاد السوفيتي وقادرة على خدمة وإعادة تزويد الطائرات الثقيلة التي تنقل كميات كبيرة من الأسلحة والأفراد بالوقود.
ويرى التقرير أن لدى فاغنر ما بين 1000 و 2000 جندي منتشرين في سوريا ، والذين يشرفون على أكثر من 10000 متعاقد عسكري محلي خاص في سوريا يساعدون في حراسة البنية التحتية للنفط والغاز والفوسفات في صحراء البلاد.
ويدفع فاغنر للمقاولين العسكريين السوريين الخاصين جزئياً الإيرادات المتولدة من هذه المنشآت، ومع أن الإيرادات المحققة من الموارد الطبيعية في سوريا لا تكاد تذكر بالنسبة للدولة الروسية، إلا أنها تمنح نفوذاً يمكنها استخدامه لضمان عدم تنكّث دمشق عن التزاماتها الجيوستراتيجية تجاه الكرملين في أي سيناريو ما بعد الحرب وفقاً لموقع “فورين بوليسي”.
وتشمل هذه الالتزامات بحسب فورين بوليسي “الحفاظ على حق روسيا في استخدام حميميم كمنصة انطلاق لعرض القوة في إفريقيا “، إضافة إلى رسو السفن ذات القدرات النووية في ميناء طرطوس السوري والذي اعتبرته الموقع الأمريكي أحد أعظم الإنجازات الجيوستراتيجية لموسكو منذ سبعينيات القرن الماضي ومكّن روسيا من نشر الردع النووي على طول الجناح الجنوبي لحلف الناتو.
ويرى الموقع الأمريكي أنه بغض النظر عما يقرره قادة فاغنر الأفراد ، فإن ضمان احتفاظ روسيا بنفوذها على دمشق يعني تأمين ولاء الآلاف من المتعاقدين العسكريين السوريين الخاصين الذين يقودهم بريغوزين، وأن أي توقف مؤقت أو تخفيض في الحوافز لهذه القوات بسبب الارتباك في موسكو ستنتهي من قبل خصم روسيا الرئيسي ، إيران ، والتي يمكن أن تقدم لهؤلاء المقاتلين أسلحة وأجور أفضل.
وأضاف التقرير: “إذا فقدت روسيا ولاء المرتزقة السوريين ، فلن تكون موسكو قادرة على الاستمرار في إجبار الأسد على السماح للكرملين باستخدام الأراضي السورية لتهديد الناتو والتوسع في إفريقيا”.
ويري التقرير أيضاً أنه “في حالة سقوط ركيزة أخرى في نظام بوتين ، فقد يتغير ذلك ، مع اتباع مرتزقة فاجنر السوريين نفس المسار الذي اتبعه العديد من الوكلاء الروس السابقين”.
وأوردت المجلة الأمريكية بعض الأمثلة عن استغلال إيران لجذب مسلحين سوريين نحو صفوفها ومنها
اللواء الثامن في الجيش السوري والذي كان في يوم من الأيام أكثر الوحدات ولاءً لروسيا داخل القوات المسلحة في جنوب سوريا. قبل أن تخفض رواتب الجماعة إلى النصف بحلول عام 2022 بعد فشلها في إرسالهم لمحاربة داعش، والآن يحارب اللواء الثامن لصالح مديرية المخابرات العسكرية السورية ، أحد أقوى وكلاء إيران والمتورطين بشدة في تجارة المخدرات الإقليمية إلى جانب حزب الله وجماعات أخرى.
وبالمثل ، في تموز / يوليو 2022 ، وبحسب التقرير انفصلت ميليشيات قوات الدفاع الوطني شرقي دير الزور بقيادة حسن الغضبان عن موسكو بعد أن أخفقت الأخيرة في دفع رواتبهم لمدة ستة أشهر.
فيما انخرطت المجموعة بعد فترة وجيزة مع الفرقة الرابعة ، المدعومة من إيران بقيادة ماهر الأسد