الجوع أو الاستسلام لقاطني مخيم الركبان و نداءات لفتح ممر آمن لشمال شرق سوريا

مخيم الركبان – مجهر

يشهد مخيم الركبان بالقرب من المثلث الحدوي (السوري – الأردني – العراقي) في منطقة صحراوية، حركة نزوح للعشرات من العائلات التي أجبرت للعودة إلى مناطق يسيطر عليها قوات حكومة الأسد.

ويقطن مخيم الركبان الذي تأسس عام 2014 نحو 8 آلاف نازح معظمهم نساء وأطفال، ويعانون من أوضاع إنسانية صعبة  بسبب الحصار الذي يفرضه كل من قوات الأسد والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية من جهة، ومنع الجانب الأردني إدخال قافلات إنسانية وأممية للمخيم من جهة أخرى.

ووفقاً لأحصائيات حصلت عليها منصة “مجهر” من المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في المخيم، فأن 15 عائلة سورية – غالبيتهم نساء وأطفال ومسنين-  قد غادرت المخيم منذ منتصف شهر تموز الحالي.

الجوع أو الاستسلام لـ قاطني المخيم

وتطبق قوات “الأسد” مفهوم “الجوع أو الاستسلام، وفق حديث سكان من المخيم لـ “مجهر”.

وأشار السكان الذين تحدثوا للمنصة، إلى أن حكومة الأسد تسعى لفرض “المجاعة” في المخيم بغية إجبار النازحين الموجودين فيه على العودة إلى مناطق سيطرته مجبرين.

أرجع رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، أحمد درباس، السبب في خروج النازحين “مجبرين” من المخيم إلى الجوع والأمراض وفقدان أدنى مقومات الحياة، نتيجة الحصار.

وأشار “درباس” إلى أنهم يعانون من شح المياه المقدم من قبل جمعية “عالم أفضل” الممول من منظمة “اليونيسيف”، سيما بعد خفض كمية المياه الواردة إلى المخيم منذ بداية الصيف الحالي، إذ لا تغطي الكمية احتياجات أكثر من 30% من احتياجات النازحين.

وتدهورت أوضاع العالقين في المخيم منذ إعلان الأردن منتصف عام 2016 حدوده مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة.

ويقع “الركبان” ضمن منطقة أمنية بقطر 55 كيلومتراً أقامها التحالف الدولي وأنشأ فيها قاعدة التنف العسكرية.

“مجبرين للعودة” لمناطق النظام.. شبان يتعرضون للاعتقال التعسفي

بحسب المجلس المحلي في المخيم، فأن عدد المغادرين يزيد من أسبوع لآخر، وبلغ عدد النازحين الذين غادروا المخيم صوب مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري خلال الأشهر الثلاث الماضية، ما يقارب من 800 شخص.

وأشار مسؤول في المجلس، أن فئة من الشباب الذين دخلوا مناطق سيطرة النظام السوري تعرضوا للاعتقال التعسفي من قبل أجهزة المخابرات السورية.

وأضاف لـ مجهر : “الكثير من الشباب اعتقلوا، منهم من خرج بعد عدة أشهر، بالطبع من خرج كان قد دفع مبالغ مالية طائلة وقسم منهم لازال مفقوداً، ومن دخل مناطق النظام ولم يعتقل ألحقوه بالجيش غصباً وزجوه في الحروب، ويضعونهم في المقدمة للتخلص منهم”.

نداءات للتوجه إلى “شرق الفرات” دون جدوى

وأطلق المجلس المحلي في مخيم الركبان على مدار السنوات الماضية نداءات عدة، لإيجاد حلول ووقف معانات النازحين.

وقال أحمد درباس رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان، أنهم ناشدوا كل من قوات التحالف الدولي والأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الانسان لفتح ممر إنساني من المخيم عبر الصحراء إلى مناطق “شرق نهر الفرات”،  بضمانات دولية مؤكداً أن الدعوات لم تفلح وأن الحال بقي على ما هو عليه.

وقال رئيس المجلس المحلي في حديثه: ” قدمنا نداءات والتقينا مع قوات التحالف وطالبنا منهم الدعم، من ناحية الصحة والتعليم، والرد كان أن وجودهم يقتصر على الجانب العسكري فحسب، وهم ليسوا منظمات إنسانية، وأن مهمتهم فقط منع داعش من التمدد”.

منذ ثلاثة أعوام لم تدخل أي منظمة إنسانية إلى المخيم، وفق ما أفاده درباس.

وأضاف : “لا يوجد سوى مستوصف يقدم الاسعافات الأولية ومن يعمل بها هم ممرضين ولا يوجد بها إلى طبيب، الوضع في المخيم من سيئ إلى أسوء كل فترة تغادر من عائلة إلى خمسة عوائل، الوضع كارثي ومأساوي”.

يذكر أنه خلال العاميين الماضيين أعلن كلٌ من النظام السوري وروسيا، “إجلاء أكثر من 29 ألف مدني من نازحي مخيم الركبان” إلى مناطق تسيطر عليها قوات حكومة “الأسد”.

إعداد: محمد الفضيل – مخيم الركبان