التقارب السوري العربي.. ما رأي الشارع في العاصمة السورية دمشق؟
استطلعت منصة مجهر رأي الشارع في العاصمة السورية دمشق بتطبيع العلاقات بين الحكومة السورية والدول العربية.
ففي الوقت الذي شعر فيه البعض بالخذلان وتخلي الساحة الدولية عنهم يشعر البعض الآخر “ببصيص من الأمل للاستمرار وتحسن الواقع الاقتصادي”.
يقول “أحمد” (اسم مستعار) 25 عاماً، طالب سنة رابعة في كلية الاقتصاد في دمشق لمنصة “مجهر” عن تطبيع العلاقات بين بعض الدول ودمشق : ” أنا ضد أي تطبيع لدولة عربية أو أجنبية مع دمشق، لأن التطبيع مع الأسد لا يختلف أبداً عن التطبيع مع إسرائيل، لقد استُنزفنا على مدى اثنا عشر عاماً حتى نبقي قضيتنا قائمة، وخسرنا خلال هذه السنين كلّ شيء حرفياً في سبيل حرّيتنا وقضيتنا فلم نعد نملك أي شيء غير هذا البصيص البسيط من الأمل لنستمر في الحياة”.
ويضيف بالقول: “مع أن هذه التطورات ستؤدي إلى الكثير من الانفراجات لكنها ستعيدنا فقط إلى ما كنا عليه قبل إثنا عشر سنة أي إلى الواقع الذي ضحّينا بكل شيء لتغييره, وأي مساومة مع الأسد تعني المساومة على دمائنا وأحلامنا وحقيقة أننا موجودين وما زلنا نتنفس وهذا أمرٌ لا يمكن أن يكون مشرّفاً.. إنهم يحرقون نفسنا الأخير”.
أما عن موقف الدول التي مازالت تتشبث بموقفها ضد الأسد وسياساته يضيف: “أؤمن بأن موقف الشعب في دعم قضيته هي الأساس وأي دولة تساند اليوم أو تطبّع معنا فهي تخدم مصالحها وحسب, إذ أننا كشعب لم نشعر حتى الآن بأننا مدعومون بل نشعر دائماً بأننا مجرّد بيادق لتحقيق مصالحهم”
أما “سارة” (اسم مستعار) 29 عاماً، هي خريجة كلية العلوم في دمشق وتعمل في مركز تجميل فتقول: “أشعر بأن كل ما يحدث لا يؤثر علينا أبداً كسوريي الداخل، لا تتحسن حياتنا ولا تسوء بل تنعكس سلباً وإيجاباً على السياسيين وأصحاب الأعمال الكبرى وغيرها، فما زال راتبي يكفيني لأول أسبوعٍ من الشهر كحدٍ أقصى، ومع هذا أشعر بأن ذلك يحسّن من فرص السوريين في الدول المطبّعة إذ أنه ربما لا يعود العالم يرفض السوري لمجرد كونه كذلك على الأقل”.
بينما “يوسف” 23 عاماً وهو طالبٌ حمصي في كلية الفنون الجميلة في دمشق يؤكّد بأن كل ما يجري من تغيّر في مواقف الدول العربية “يرتبط بروسيا وأمريكا وليس بالشعب السوري”.
ومن جهةٍ أخرى يتفاءل “فؤاد” (اسم مستعار) 31 عاماً، بهذه التطوّرات ويعلّق آمالاً كبيرةً عليها ويفسر ذلك بقوله: “أعرف أنّي سأتهم بالخيانة ولن يعجب كلامي أحد، لكنّي أرى أنه من الغباء الآن انتظار سقوط النظام السوري أو انهياره حتى، ومن المهم أن نحاول الآن تغيير سياسته ولو بشكلٍ طفيف فإذا كان من المبكر الحديث عن تغيير الرئيس كلياً علينا أن ننتقل لمحاولة تغيير سياسته ولو جزئياً حتى لا نخسر كل شيء”.
ويضيف: “من المؤسف أن أقول هذا لكننا صرنا مجبرين على التفاوض، ولربّما تعكس هذه المصالحات الدولية حياةً أفضل للسوريين بعد سنينٍ طويلة من الجوع والفقد والتعب والمحاولة البائسة للصراخ والتغيير ولو كان هذه التغيير سيكون اقتصادياً فقط، فالشعب الذي يموت بالجوع يفاوض حريّته على رغيف الخبز وعلى من يريد حريّته عليه البحث عنها خارج أسوار هذا البلد فهي لم تعد سوريّتنا بل – وبكل أسف- باتت سورية الأسد”.
إعداد التقرير: أورنينا سعيد