السوريون يتحولون لملف مساومات بين الأحزاب التركية مع قرب الانتخابات
تعهّد أحد المرشحين لانتخابات الرئاسة التركية، بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم “طوعاً أو بالقوة إنْ لزم الأمر”، خلال عام واحد.
وقال سنان أوغان، المرشح عن تحالف “أتا” اليميني، الذي يضم أحزاب “النصر”، و”العدالة”، و”بلدي” وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط في تقرير نشرته اليوم الأحد،: “سنعيد السوريين إلى بلدهم إما طواعية وإما بالقوة إذا لزم الأمر وبشكل قانوني أيضاً”
وتابع: “الحرب انتهت في سوريا، فلماذا يواصل السوريون البقاء في تركيا”.
وتَحول السوريون في تركيا إلى ملف مساومات بين الأحزاب التركية، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية في 14 مايو، ما أسهم في تأجيج تيار الرفض لدى شرائح واسعة في المجتمع التركي لوجودهم.
وتصاعدت حدة المطالبات، في الأشهر الأخيرة، بإعادتهم إلى بلادهم. وتعهدت المعارضة التركية بالقيام بهذه الخطوة، بطريقة طوعية خلال عامين فقط، حال الفوز بالانتخابات.
كما تصدرت قضية إعادة اللاجئين محادثات تهدف إلى تطبيع العلاقات بين تركيا وحكومة بشار الأسد، برعاية روسيا.
وبحسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، فأن أكثر ما يقلق السوريين في تركيا الآن، هو مسار تطبيع العلاقات، وتوظيف قضيتهم في الحملات الانتخابية سواء من جانب “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، أو أحزاب المعارضة التي وعدت بإعادتهم إلى بلادهم عبر التفاوض مع دمشق، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وكرر كمال كليتشدار أوغلو مرشح المعارضة التركية لانتخابات الرئاسة، تعهداته بتأمين عودة السوريين خلال عامين، قائلاً: “إلى أي مدى سنتحمل هذا العبء الثقيل؟ نريد السلام في سوريا، نريد إخواننا السوريين الذين لجأوا إلى بلدنا أن يعيشوا بسلام في وطنهم”.
وقال كليتشدار أوغلو، خلال لقاء مع السفراء وممثلي البعثات الأجنبية في تركيا أقامه قبل يومين: “يجب أن ترى الدول الأوروبية هذا العبء الذي يشكّله اللاجئون على تركيا، جغرافية تركيا هي في الواقع جغرافية صعبة وشاقة، لكننا نريد السلام مع جميع جيراننا”.
كما قالت رئيسة حزب “الجيد” ميرال أكشينار، خلال تجمع لأنصار حزبها في أنطاليا في جنوب تركيا: “السوريون سيذهبون، سيذهبون، سيذهبون، سيكون من واجبي إخراجهم من هنا”.
ويشعر السوريون في تركيا بأنهم لم يعد مرحب بهم كما كان في السابق، بعد أن بدأت الحكومة تضييق الكثير من الامتيازات التي كانوا يحصلون عليها، من تسهيل الإقامة والتنقل بين الولايات والعمل، إضافةً إلى قرار إلغاء إجازات الأعياد وزيارات اللاجئين لذويهم في سوريا، ومن ثم العودة مرة أخرى، اعتباراً من العام الماضي، وإعلانها أن من سيذهب إلى سوريا لن تُقبل عودته مرة أخرى.
وغادر أكثر 70 ألف سورياً من 11 ولاية ضربها بعد الزلزال المدمر في 6 شباط فبراير العام الحالي، حيث اختاروا الذهاب بلا عودة إلى تركيا.
وتشير إحصاءات رسمية إلى أن نحو 450 ألف سوري من بين نحو 3.7 مليون في تركيا، عادوا إلى بلادهم.