تقرير حقوقي يكشف عمليات قطع جائرة لأشجار حراجية في 114 موقعا بعفرين
كشفت منظمة حقوقية النقاب عن عمليات قطع جائرة لأشجار حراجية في 114 موقعاً بمنطقة عفرين، شمال سوريا، وقدرت عمليات قطع الأشجار بعشرات الآلاف منذ سيطرة تركيا وفصائلها على المنطقة في آذار/ مارس 2018.
وبحسب منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” وجمعية “ليلون للضحايا”، كان من بين تلك المواقع (57) موقعاً تضرر بشكل كبير، وقطعت فيه الأشجار بشكل شبه تام، بينما بلغ عدد المواقع التي تضررت بشكل متوسط من عمليات القطع التعسفية (42) موقعاً، وعدد المواقع التي تضررت بشكل جزئي (15) موقعاً.
واستندت المنظمات في تقريرها إلى مصادر ميدانية ومصادر من داخل “الجيش الوطني السوري” وعمّال إغاثة، وتاجران يمتهنان بيع الأخشاب وتجارتها في الشمال السوري.
كما أجرت المنظمة مقارنة من خلال صور الأقمار الاصطناعية للمواقع المتضررة من خلال جمع 72 صورة.
الغابات أو الأحراش الأكثر تضرراً:
أولاً- المنطقة الواقعة ما بين كفرجنة وبافليون وقطمة:
بدأت عمليات قطع الأشجار في الحرش المذكرو عام 2019 (بعد عام من سيطرة تركيا على منطقة عفرين)، وخضعت المنطقة بداية لسيطرة فصيل (الجبهة الشامية).
ثانياً- حرش قطمة:
بدأت عمليات قطع الأشجار الحراجية في منطقة حرش قطمة على يد فصيل الجبهة الشامية بشكل محدود وبغرض التجارة بعد سيطرته على المنطقة وتمركزه فيها عام 2018.
فيما ازدادت عمليات القطع في الحرش في أواخر العام 2019، وبداية العام 2020، خاصة، مع بدء وصول أعداد جديدة من النازحين داخلياً والمهجّرين إلى المنطقة، قادمين من محافظة إدلب، بعد العمليات العسكرية التي قام بها القوات الحكومية السورية بدعم من القوات الروسية.
وفقاً لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، “قام النازحون بداية، بتنصيب خيم بشكل عشوائي في منطقة الحرش، بموافقة من الجبهة الشامية، وبدأت عمليات قطع الأشجار من قبل النازحين بشكل فردي وغير منظّم بهدف الاستفادة منها في الطبخ والتدفئة، فيما منعت بعد ذلك، الجبهة الشامية، النازحين من قطع الأشجار، ولكن الفصيل استمر بعمليات، القطع وبطريقة واسعة ومنظمّة من أجل الاستفادة من الخشب المقطوع وبيع قسم منه في أسواق إعزاز بغرض التجارة”.
ثالثاً- حرش بافليون:
يقع حرش بافليون في منطقة سيطرة مشتركة، حيث يقع الجزء الشرقي من الحرش تحت سيطرة الجبهة الشامية ، أمّا الجزء الغربي، والقريب من قرية العامرية فهو يخضع لسيطرة فصيلي السلطان مراد وفيلق الشام.
وبحسب شاهد نقلاً عن التقرير، “تم منع المدنيين من تقطيع الأشجار في مخيم بافليون وكانت حجة الجبهة، الشامية أن الأهالي يريدون تخريب الغطاء الأخضر في سوريا”.
وأضاف “لكن لاحقاً تفاجئنا أن الجبهة الشامية بدأت بعمليات قطع الأشجار في الحرش هي نفسها، وحتى، جذور الأشجار لم تسلم منهم”.
رابعاً- حرش بلدة كفر جنة:
بحسب التقرير، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية، تأثر الأحراش المحيطة بكفر جنة وقرية مشعلة، بعمليات قطع الأشجار التي بدأت منذ شهر حزيران/يونيو 2018.
وبحسب المنظمة فإنّ “فصيلي فيلق الشام والسلطان مراد كانوا مسؤولين عن عمليات القطع في المناطق تلك، بغرض التجارة وتخديم المقرات العسكرية لهم بالحطب”.
خامساً- حرش جبل برصايا:
استغلت الجبهة الشامية وفقاً للتقرير، أيضاً الأحرش في جبل برصايا بالقرب من الحدود التركية شمال غرب مدينة إعزاز، من أجل التجارة وبيع الحطب للتجّار في مدينة إعزاز، بعدما قامت بمنع السكان من الوصول إلى الجبل من أجل القيام بجمع الأغصان من أجل التدفئة.
سوق تصريف الأحراش المقطوعة:
قالت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، نقلاً عن مصادرها، إنّ “إحدى كميات الأشجار المقطوعة، يتمّ بيعها لتجار الخشب في مدينة إعزاز شمال حلب، حيث تضم المدينة عدة تجار، ومندوبين عن الفصائل يقومون بتصريف البضائع إما عن طريق بيعها لمنظمات إغاثية لتوزيعها على النازحين أو عن طريق تهريبها إلى مناطق الحكومة السورية”.
وبحسب التقرير، قال مسؤول في منظمة إغاثية لـ “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، “كنا نشتري الحطب والأخشاب لتوزيعهم على المخيمات من سوق أعزاز، كنا نقوم بشراء الأخشاب القادمة من جبل برصايا وكنا نشتريها خضراء لأن سعرها يكون أرخص مما لو كانت جافة، ولهذا السبب كانت الجبهة الشامية تمنع السكان من الوصول إلى الجبل فقد كانت تقطع الأشجار وتبيعهم للمنظمات من أجل توزيعهم على النازحين”.
فيما قال إداري في فصيل فرقة السلطان مراد وفقاً للتقرير: “تمّ فرز الأشجار المقطوعة قبل بيعها، حيث يتمّ تصدير الأخشاب الجيدة إلى تركيا للاستخدام بالصناعات، بينما يتم بيع الأخشاب الأقل جودة إلى تجّار الحطب بعد نقلها إلى مدينة اعزاز، وجزء من هذا الحطب يتم تهريبه إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية بعد نقله إلى مدينة الباب ومنها إلى مدينة تادف، ويتم تهريبه من هناك عبر تجار يعملون مع الفرقة الرابعة في الحكومة السورية”.
فيما قال تاجر خشب في مدينة إعزاز، بحسب التقرير: “بلغ سعر كيلو الحطب في مدينة اعزاز ما بين 2.5 إلى 3 ليرة تركية، بينما، يصل سعر الكيلو في مناطق الحكومة السورية ضعف هذا المبلغ، لذلك يتم تهريب كميات كبيرة من الحطب من المنطقة إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية من أجل الربح المضاعف، وهناك معبران رئيسيان لتهريب الخشب أولهما معبر تادف الذي تسيطر عليه فرقة السلطان مراد والمعبر الثاني هو الباسوطة والتي تسيطر عليه فصائل فيلق الشام وفرقة الحمزة”.
ووصف التقرير التدمير والاستيلاء على هذه الملكية العامة دون استيفاء بجريمة حرب وقالت المنطقة “تعتبر هذه الأعمال جرماً يعاقب عليه قانون الحراج رقم 6 لعام 2018”.