صحيفة أمريكية: الدول العربية تعرض اتفاقا على الأسد من شأنه إعادة بناء العلاقات
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أمس الأربعاء، عن عدد من المسؤولين العرب والأوروبيين، قولهم إن الدول العربية التي قاطعت الرئيس السوري، بشار الأسد، تعرض عليه حالياً اتفاقًا من شأنه إعادة بناء العلاقات مع الأسد “وكبح نفوذ إيران”.
وذكرت الصحيفة أنه في “تحول جيوسياسي جديد لإعادة اصطفاف الشرق الأوسط الواسع، تعتقد الدول العربية أن إعادة العلاقات مع الأسد سيقلل من نفوذ إيران في المنطقة”.
وأوضحت “وول ستريت جورنال” في تقريرها “أن الدول العربية اقترحت تقديم مساعدات بمليارات الدولارات للمساعدة في إعادة بناء سوريا”.
وأن الدول العربية “تعهدت بالضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن حكومة الأسد” على حد قول المسؤولين.
ووفقاً للصحيفة، فإنه “مقابل المساعدات العربية، يتوجب على الأسد التعاون مع المعارضة السياسية السورية، وأن يقبل أن توفر القوات العربية الحماية للاجئين العائدين، ويوقف تهريب المخدرات غير المشروع، ويطلب من إيران التوقف عن توسيع وجودها في سوريا”.
وقال مستشار للحكومة السورية ومسؤولون عرب ومسؤولون أوروبيون مطلعون على المحادثات للصحيفة الأمريكية، إن المحادثات لاتزال في مرحلة مبكرة، ولم يُظهر الأسد أي اهتمام بالإصلاح السياسي أو استعداد لاستقبال القوات العربية.
بالإضافة إلى ذلك، لم تُظهر القوى الغربية أي استعداد لإنهاء العقوبات.
وبحسب الصحيفة نقلاً عن المسؤولين، أعطى الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا،أعطى زخمًا للمحادثات، إذ يسعى الأسد للاستفادة من الكارثة الإنسانية لتقليل عزلته.
وقال المسؤولون إن دعم السعودية للأسد أعطى دفعة قوية إلى المحادثات، خاصة أنها من أقوى الدول العربية والخليجية حالياً، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن موافقة السعودية مؤخرًا على استعادة العلاقات مع إيران في صفقة بوساطة الصين، تشير إلى أن المملكة منفتحة على تغيير المسار السياسي في الشرق الأوسط وتسعى لـ”إعادة اصطفاف الشرق الأوسط الواسع”.
وكانت الأردن ومصر قد أرسلتا في الأسابيع الأخيرة، وزيري خارجيتهما إلى دمشق في أول زيارة دبلوماسية لهما منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.
ومن جانبها، تضع الإمارات، إعادة الأسد إلى جامعة الدول العربية أولوية، بحسب “وول ستريت جورنال”.
ويرى المسؤولون الأوروبيون والعرب، الذين تحدثوا للصحيفة الأمريكية، أن إعادة الاندماج المحتملة لسوريا في المنطقة العربية وإعادة بنائها ستكون بلا شك على جدول أعمال القمة العربية المقبلة في السعودية.
