الرياض تلمح لعودة الأسد إلى الجامعة العربية و أنقرة تكشف عن اجتماع رباعي
في سباق متسارع تكشف دول عربية وإقليمية عن تطبيع العلاقات مع دمشق، وعودة الأسد إلى الحضن العربي، برزت مؤخراً بشكل لافت في تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، التي أشار خلالها إلى احتمال قرب عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية بعد عزلة تجاوزت الـ 10 سنوات في أعقاب الحرب الأهلية التي اندلعت بعد الربيع العربي مباشرة.
تصريحات الأمير فيصل بن فرحان تضمنت أنه من السابق لأوانه مناقشة خطوات جدية في هذا الشأن، إلا أن هناك تحركات عربية ودبلوماسية في هذا الإطار خلال تلك الفترة.
وكشف بن فرحان عن وجود إجماع عربي على ضرورة حل تلك الأزمة، منوهًا إلى أن مسألة عزل سوريا عن محيطها العربي والإقليمي قد يزيد من الأزمات العربية أو الداخلية في سوريا، منوهًا إلى أن تحسن الأوضاع بين سوريا وجيرانها قد يساهم في الحد من الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري خلال تلك الفترة.
إلى ذلك دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقاءه بنظيره السعودي فيصل بن فرحان، الخميس، لعودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية، في خطوة رحبت الرياض بها مؤخراً.
وبحث لافروف وبن فرحان في العاصمة موسكو، قضايا إقليمية شملت سوريا واليمن وفلسطين، كذلك الحرب في أوكرانيا ومسائل تتعلق بالطاقة والعلاقات الروسية السعودية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك، إنه يأمل عودة سوريا إلى الجامعة العربية ورفع كل العقوبات المفروضة على دمشق.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، سبق أن أكد على أن عودة دمشق إلى مقعدها في جامعة الدول العربية مرهون بحالة توافق عربي بالإضافة إلى ما أسماه “تجاوب دمشق” مع الأجندة والمواقف العربية المطروحة للنقاش في الجامعة العربية.
وفي سياق التطبيع مع دمشق، كشف وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، أمس الأربعاء، عن اجتماع “رباعي”، بمشاركة نواب وزراء خارجية بلاده وروسيا وإيران وسلطة الأسد في العاصمة الروسية موسكو، الأسبوع المقبل.
وقال “أوغلو” خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيراني، “حسين أمير عبد اللهيان”، يوم أمس، في العاصمة التركية أنقرة، إن تركيا رحّبت برغبة إيران في المشاركة بالاجتماع الثلاثي مع روسيا وسلطة الأسد، حسبما نقل موقع “TRT HABER” التركي.
وأضاف “أوغلو”: “الطرف الروسي عرض عقد اجتماع على المستوى الفني للتحضير لاجتماع وزراء الخارجية المحتمل”.
وأوضح الوزير التركي أن الأسبوع المقبل سيُرسل نائبه لحضور الاجتماع، مشيراً لحضور إيراني، ومؤكداً على إمكانية عقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية في المرحلة المقبلة، عندما “يراه الجميع مناسباً”.
من جانبه، أبدى “عبد اللهيان” ترحيب بلاده بالمشاركة في إعادة العلاقات بين تركيا وسلطة الأسد، قائلاً، “نرحب أيضاً بعودة العلاقات التركية السورية، ونحن مهتمون بالعمل على حل سوء التفاهم بين سوريا وتركيا”، وفق وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا“.
وأواخر الشهر الماضي، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف”، أن وزراء خارجية روسيا وتركيا يرتبون لعقد اجتماع ستشارك فيه إيران، ويشمل وزير خارجية حكومة دمشق.
وفي حال عقده فسيكون هذا الاجتماع هو الثاني على المستوى الوزاري بين تركيا وسوريا، حيث شهدت العاصمة الروسية موسكو، في 28 كانون الأول الماضي، اجتماعاً لوزراء الدفاع.