تركيا تواصل ترحيل السوريين تحت مسمى “العودة الطوعية”
مطلع العام الجاري، استوقفت دورية تركية عبد الرزاق الأحمد 27 عاماً، من أبناء مدينة الحسكة، مع أربعة سوريين آخرين، أثناء توجههم من ولاية أورفا الى ولاية دنيزلي، جنوب غرب تركيا، حيث يعمل في شركة حوالات اكسبريس للبضاعة.
وقال عبدالرزاق الأحمد، الذي كان يقيم في تركيا منذ أكثر من عام، لمنصة “مجهر” ، إن الشرطة التركية قامت بالتحقيق معهم وأنه بقي لمدة 3 أيام رفقة سوريين آخرين محتجزين، مؤكداً تعرضهم للضرب والاساءة.
وأشار إلى أن السلطات التركية احتجزت هواتفهم الشخصية بحجة عدم استكمال أوراق الهوية المؤقتة أو كما تعرف باسم (الكملك).
ونقلت الدورية التركية، كل من عبدالرزاق وسوريين آخرين إلى ولاية أضنة حيث يوجد مخيم للسوريين.
وقال: “كنت ضمن مجموعة تضم 56 سورياً، أوقفتهم السلطات التركية، ونقلتهم بحافلة الى مخيم للاجئين السوريين في أضنة”.
وفي الـ 24 من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2022، أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرًا قالت فيه، إن السلطات التركية اعتقلت واحتجزت ورحّلت بشكل تعسفي مئات الرجال والفتيان السوريين اللاجئين إلى سوريا بين شباط وتموز من العام نفسه.
وذكرت المنظمة في تقريرها نقلًا عن سوريين مرحّلين، أن المسؤولين الأتراك اعتقلوهم من منازلهم وأماكن عملهم وفي الشوارع، واحتجزوهم في ظروف سيئة، وأنهم ضربوا معظمهم وأساءوا إليهم، وأجبروهم على التوقيع على استمارات “العودة الطوعية”.
في مخيم اللاجئين السوريين بولاية أضنة، خيرت السلطات التركية عبدالرزق (الشاب العشريني) ومن معه بين البقاء في المخيم أو الترحيل إلى سوريا، وقال “اخترت البقاء في المخيم”.
ظل عبدالرزاق في مخيم أضنة لمدة ثلاثة أيام، ليتفاجأ بعدها بجلب المسؤول في المخيم مجموعة من الأوراق، قال، إنه أُجبر على توقيعها ليكتشف فيما بعد أنها من أجل ترحيلهم قسراً إلى معبر باب السلامة في مدينة أعزاز، بريف حلب، تحت بند ما يسمونها بالعودة الطوعية، ليصل عبدالرزاق في الأول من شهر شباط/ فبراير إلى مدينة أعزاز.
ويشير عبد الرزاق الى أن بعضاً ممن رافقوه في طريق العودة من السوريين، تركوا عائلاتهم خلفهم في ولايات تركية، رغم توسلهم للسلطات التركية بإعادتهم لعائلاتهم.
وقال إن السلطات التركية تحايلت على السوريين بوعود بجلب عائلاتهم إلى المخيم لإعطائهم الكملك ولكن رحلوهم بعد المكوث في المخيم بعد أيام.
وتابع الشاب العشريني حديثه لمجهر قائلاً، إن أحد مسؤولي المخيم في أضنة، “وهو ضابط تركي” قال لهم “خلال الشهر السادس سنعمل على ترحيل جميع السوريين، لن نبقي على واحد منكم”.
وكانت إدارة معبر باب السلامة في ريف حلب، قد نشرت في الأول من شهر شباط/ فبراير (قبل الزلزال المدمر في سوريا وتركيا)، إحصائية بعدد العائدين/ المرحلين من تركيا إلى سوريا خلال شهر كانون الثاني/ يناير من العام الحالي.
وقالت إدارة المعبر، إن “عدد السوريين العائدين من تركيا إلى سوريا خلال شهر كانون الثاني بلغ 1697 شخصا”.
وسبق أن كشفت مصادر إعلامية عن تفاصيل الخطة الأولية التي أعدتها السلطات التركية لإعادة مليون ونصف مليون سوري من تركيا إلى شمال سوريا.
ويتعرض اللاجئون السوريون في تركيا لضغوط لإرغامهم على العودة القسرية، وإجبارهم على التوقيع على ورقة “العودة الطوعية” بعد اعتقالهم وزجهم في مراكز الترحيل المدعومة من قبل الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية.
إعداد التقرير: ملحم المعيشي