هل تتأثر الأبنية السكنية في شمال شرقي سوريا بالهزات الارتدادية؟
تسبب حدوث زلزال مدمر ضرب سوريا وتركيا فجر الاثنين الفائت البالغ قوته ٧,٩ درجة بمقياس ريختر بتضرر معظم المنازل وخاصة الشقق السكنية في كوباني شمال سوريا .
ويتخوف سكان كوباني مع استمرار الهزات الارتدادية من ارتياد منازلهم المتضررة، خوفاً من انهيارها فوق رؤوسهم مع هزة جديدة محتملة .
“سونيا إبراهيم” الشابة الثلاثينية خرجت صبيحة الزلزال القوي حافية إلى الشارع مع والديها المسنين، وتسبب الزلزال بتصدع جدران منزلهم، ورغم ذلك يضطرون للمكوث في منزلهم المتضرر بسبب حالتها الصحية وعجز والديها، حيث أجرت “سونيا” قبل أيام عمل جراحي ولا تقوى على النهوض بشكل طبيعي
وتقول: “في الارتدادات القوية نضطر للهروب إلى الشارع خشية انهيار المنزل فوق رؤوسنا، وحين تستقر حركة الأرض نعود إلى المنزل بسبب البرد الشديد “.
وعاشت “جيان اسماعيل”امرأة من كوباني ( ٣٥ عاماً) مع أطفالها الأربعة ذات المشهد وهي تتدرج من الطابق الثالث بشكل لا إرادي لإنقاذ أطفالها،مع غياب زوجها عن المدينة.
تقول”اسماعيل” لمنصة مجهر :” لا استطيع الاقتراب من منزلي بسبب تصدع جدرانه،خاصة أن المبنى شهد تضرراً في حرب كوباني عام ٢٠١٤، لا أستطيع العودة إلى المنزل قبل الكشف عليه من قبل مهندسين مختصين”.
لا تملك” اسماعيل ” تكاليف تصليح منزلها المتضرر بسبب إمكانياتها المادية الضعيفة،وتبحث عن مكان يأويها مع أطفالها لحين إيجاد حل لمنزلها، حسب قولها.
وبادرت هيئة الإدارة المحلية والبيئة التابعة للإدارة الذاتية إلى نصب ثلاث خيم في ساحات المدينة لإيواء الأهالي الذين تضررت منازلهم من الزلزال منذ اليوم الأول، ومع استمرار الارتدادات زادت الهيئة عدد الخيم إلى سبعة في عشر نقاط مع الفرش والمعدات اللازمة والمدافئ، وتقوم هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في اقليم الفرات بالإشراف على أعمال الخيم وتقديم المواد الغذائية .
كما شكلت بلدية كوباني لجان مختصة للكشف على المباني السكنية من الزلزال،وتقييم الخطيرة منها لهدمها والتأكيد على سلامة الأبنية القابلة السكن
وقال المهندس بصري شيخ بركل عضو اللجان المختصة لمنصة مجهر الإعلامية:” تم تشكيل ثلاث لجان مختصة من المهندسين والمعماريين والإنشائيين،لإجراء مسح للأبنية السكنية، وتحديد القابلة للسكن من المتضررة التي تتطلب الهدم”.
ويشير المهندس أن “جميع المنازل تضررت بفعل الزلزال، لكن هذا لا يعني أن جميعها غير قابلة للسكن،وأن الكشف على المباني السكنية سيحدد مدى خطورتها، وهناك منازل تحتاج للهدم بشكل مباشر وعددها قليل لإزالة خطورتها”.
وكشفت منظمة سيل للتنمية عن حجم الأضرار التي لحقت بمدينة كوباني إحصائية أولية منها أربع إصابات بشرية وانهيار بناية كاملة ومنزل عربي وإلحاق ضرر بكافة الأبنية السكنية، بالإضافة لتضرر شبكات المياه المغذية لبعض أحياء المدينة، وتصدع الخزان العالي للمياه الذي يغذي ١٨ قرية، وأضرار بالممتلكات العامة والخاصة وخاصة السيارات.
ولم تتحدث الإدارة الذاتية إلى نيتها بتعويض الأهالي أو دفع تكاليف الأضرار المادية التي لحقت بمنازلهم وممتلكاتهم حتى الآن .
إعداد التقرير: شيرين تمو