الكارثة مهولة والوضع مأساوي.. ناجون يروون اللحظات الأولى من الزلزال
“على أصوات صرخات النساء وبكاء الأطفال، استيقظت فزعاً من نومي، زوجتي كانت تطلب مني أن أحمل طفلي، وأغادر المنزل، للوهلة الاولى لم استوعب مايجري، وماهي إلا لحظات حتى دب الرعب في داخلي، رعبٌ لا يمكنني وصفه، وأنا أرى اهتزاز الارض واسمع اصوات تكسر الاواني الزجاجية في المطبخ وكأني امتطي ارجوحة”، بهذه العبارات بدأ محمود القيطار /36/عاماً بالحديث لمنصة مجهر عما حصل معه في فجر يوم الاثنين.
ويضيف محمود القيطار: “حملت ابنتي ذات الأعوام الستة ونزلت الى درج البناية برفقة زوجتي، التي حملت طفلي الرضيع، أدراج البناية في حي الكلاسة حيث اقطن كان مكتظ عن آخره ، لا أدري كيف خرجت الى الشارع المقابل لباب البناية وأنا أحمل الطفلة وأحتضنها بشدة”.
وتحدث القيطار عن اللحظات الأولى من انهيار الأبنية، وقال: “بمجرد أن وصلت للشارع خرج صوت رهيب خلفي ومن ثم انهارت العمارة السكنية، التي بجانب عمارتنا إنهيارً خلقَ رهبة وخوف أكبر مما يتخيله العقل، من ثم ماهي إلا دقائق حتى انهارت بنايتنا”.
ويضيف محمود ودموع الأسى تملأ عينيه: “ها أنا افترش الشارع وأنا لست حزين، لأني فقدت منزلي الذي صرفت عليه من دمي حتى أملكه، لكني أحزن لجيراني الذين لم يسعفهم الحظ مثلي ولم يتمكنوا من مغادرة منازلهم، بعضهم وخرج جثة هامدة والبعض لا يزال تحت الانقاض ووحده الله يعلم إن كانوا على قيد الحياة”.
وقال في حديثه أيضاً: “هناك في بنايتي عائلتين عائلة مكونة من رجل ستيني وزوجته، وعائلة فيها امرأة وأطفالها الثلاث الرجل وزوجته توفوا بعد اخراجهم والمرأة وأطفالها، مصيرهم مجهول، وفي البناية المجاورة هناك اكثر من 4 عوائل لانعلم عنهم شيء بعد”.
أما ناهد الدرج /33/عام مقيمة في حي الفردوس خرجت من بنايتها التي تصدعت بفعل الزلازل ولجأت الى اوتستراد صلاح الدين مفترشة الأرض هي واطفالها الاربعة، وزوجها فيما لم يحالف الحظ شقيقها الاربعيني وابنتيه وابنه ذا العشرة أعوام ، إضافة لزوجته فالعمارة السكنية التي يقطنوها في حي الفردوس في حلب، انهارت بشكل كامل.
ولم تنتشل إلى لآن جهود الإنقاذ أي فرد من العائلة ولم يعرف مصيرهم بعد إن كانوا أحياء او أموات.
بصوت مشوب بالخوف والحزن تقول ناهد لمنصة مجهر: “كل ما أطلبه من الله ان يتم انقاذ أخي وأسرته من تحت الركام”.
وتحدثت عن اللحظات الأولى من الزلزال بقولها: “اهتزت بنا الأرض استيقظت على الاهتزاز وعلى أصوت رهيبة اختبئت أنا وأطفالي في زاوية المنزل، وعند هدوء أول هزة نزلت بسرعة وعلى الدرج حصل الاهتزاز الثاني حيث تساقط فوق راسي غبار، وحصى لم أعلم من أين نزلوا”.
وأضافت: “حين وصلت إلى الأرض رميت نفسي فوق أطفالي لأحميهم، زوجي لم يكن بالمنزل كان قد ذهب باكراً إلى سوق الهال حيث يعمل، إتصل بي وأنا أرتجف من الخوف، كانت لحظات مهولة وانا اسمع صرخات الرعب تأتي إلى أسماعي من كل مكان”.
وقالت المرأة الثلاثينية في ختام حديثها: “لا أريد تذكر تلك اللحظات وها أنا اجلس بالشارع ولا ندري ماذا نفعل وأين نذهب”.
أما شريف عبد القادر /47/ عام فقد جلس على أحد الأرصفة على اوتوستراد الراموسة في حلب، وحوله أطفاله، شريف فقد أبن عمٍ له تم اخراجه من بين الركام هو وابنته ذات الـ 14عاماً، وإبنه الشاب فيما تم اسعاف زوجته للمشفى”.
يقول شريف لمنصة مجهر: “حجم المأساة كبير أنا أقطن في حي صلاح الدين، صمدت بنايتي بقدر الله ولم تسقط فيما لم يحالف الحظ ابن عمي الذي يدعى محمد ذا الخمسين عام، وهو كان يعيش في بناية سكنية تبعد عني 500متر”.
وأضاف “البناية التي يقطن في طابقها السادس والاخير إبن عمي، انهارت وفيها عشرات الأشخاص ، فالأغلبية كما علمنا لم يخرجوا من البناء الذي انهار فور حدوث أول هزة”.
وقال أيضاً: “الأبنية التي نعيش فيها لاتصمد هي أشبه بعلب الكرتون، لاتمتلك اي منظومة حماية خاصة وأنها كابدت القصف وتعرضت لدمار الحرب، لاندري متى نعود لمنازلنا وحده الله يعلم متى تنتهي محنتنا”.
إعداد التقرير: سامر عقاد