“الدفع مسبق”.. هل ضاعفت إيران أسعار النفط المصدر إلى دمشق؟
أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن إيران قيَّدَت إمدادات النفط الإيراني بالسعر المخفَّض لسوريا، وضاعفت أسعار النفط المصدّر إلى دمشق بسبب مشاكلها الاقتصادية.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن مصادر وصفتها بـ”المطّلعة”، قولها إن “السلطات الإيرانية أخبرت الحكومة السورية إن عليهم دفع مبالغ أكثر مقابل شحنات النفط”.
وبحسب التقرير، تعتزم إيران مضاعفة سعر النفط ليصل إلى سعر السوق الذي يزيد على /70/ دولاراً أمريكياً للبرميل الواحد.
وكتبت “وول ستريت جورنال” أيضاً أن إيران رفضت إرسال شحنات للنفط إلى سوريا بشكل عقود تسليم مؤجَّلة الدفع، وطالبت دمشق بدفع ثمن النفط مقدَّماً.
وقال “حميد حسيني”، المتحدّث باسم اتحاد مصدّري النفط والغاز والبتروكيماويات الإيراني، للصحيفة: “نحن أنفسنا نتعرّض لضغوط الآن، ليس هناك ما يدعو للبيع إلى سوريا بأسعار مخفّضة”.
وبحسب “وول ستريت جورنال”، تستورد الحكومة السورية، أكثر من نصف احتياجاتها النفطية من إيران، وأن القرارات الجديدة ستؤدي إلى المزيد من المشاكل للاقتصاد السوري، في ظل مواجهتها أسوأ أزمة وقود منذ بداية الأزمة السورية.
وأغلقت الحكومة السورية الشهر الماضي بعض المكاتب الإدارية لعدة أيام من أجل توفير الطاقة، فيما أغلقت العديد من المصانع أبوابها بسبب المعاناة التي تواجهها للحصول على الوقود لتشغيل المولدات في ظل نقص الكهرباء.
وذكرت “وول ستريت جورنال” أن الأوضاع في دمشق “لن تتحسّن ما لم يحدث تغيير في الأوضاع الإيرانية”.
واستبعدت حدوث ذلك قريباً بسبب العقوبات الدولية المفروضة على طهران، ووصول معدل التضخم إلى /50/ في المئة.
ونفى مسؤول إيراني، اليوم الإثنين، المعلومات التي نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” بشأن رفع أسعار صادرات النفط الإيرانية إلى سوريا.
ونقلت صحيفة “الوطن” المقرّبة من الحكومة السورية، عن مصدر وصفته بـ”المصدر الإيراني الرسمي” قوله، إن موضوع المعروض النفطي منسَّقٌ بين “القيادات العليا للبلدين، وأي معلومة تنشر خارج قيادة البلدين خاطئة وغير صحيحة”.
وأضاف “المصدر الإيراني”، وفقاً لصحيفة “الوطن”، أن “نشر هذه الأخبار هي للتشويشِ الإعلامي على الزيارة الناجحة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لدمشق”.
وكان تقرير سابق لصحيفة “الشرق الأوسط” قد تطرقَ لشروط إيرانية لدعم دمشق بالمشتقّات النفطية، بعد طلب “عاجل” من الأسد، خلال لقاءاته المرشد الإيراني الرئيس الإيراني، يتعلق بإرسال نفط ومشتقات نفطية لإنقاذ الوضع الاقتصادي في سوريا.
ورغم مطالب الأسد؛ فإن الأزمة الاقتصادية في دمشق تفاقمت، والمماطلة الإيرانية تواصلت، وسط حيرة دمشق حول أسباب التأخُّر، على عكس ما جرت العادة خلال العقد الماضي.
ومنذ عام 2013، قدَّمت طهران دعماً مباشراً وغير مباشر لدمشق؛ بين ذلك فتح خطوط ائتمان تجاوزت /6.6/ مليار دولار لتمويل تصدير النفط الخام ومشتقاته، علماً بأن دمشق فقدت السيطرة على آبار النفط والغاز شمال شرقي سوريا.
وتعيش مناطق سيطرة الحكومة السورية، منذ أشهر أزمة محروقات، هي الأسوأ على الإطلاق، حيث شُلّت حركة النقل والمواصلات، وزادت من ساعات قطع الكهرباء إلى /23/ ساعة يومياً، ورغم الوعود المتكررة التي تطلقها الحكومة؛فإن أزمة المحروقات ما تزال مستمرة في التفاقم.