بعد اجتماعات مسد والتحالف السوري.. هل يتم تشكيل منصة معارضة جديدة؟
زار وفد من التحالف السوري الوطني مناطق شمال وشرق سوريا، الأسبوع الجاري، واجتمع مع مسؤولين في مجلس سوريا الديمقراطية. وأعلن الطرفان، خلال مؤتمر صحفي مشترك، يوم الثلاثاء الماضي، أن نقاطاً مشتركة عدة تجمع الطرفين وأنها ستترجم لعمل مشترك في المرحلة المقبلة.
من هو التحالف السوري الوطني؟
وتأسس التحالف السوري الوطني في ديسمبر/ كانون الأول عام 2020، ويضم مجموعة من الهيئات والتيارات والكتل السياسية والاجتماعية والناشطين والمستقلين داخل سوريا وخارجها.
ويهدف، وفقاً لمسؤوليه، لـ”إعادة حقوق الشعب السوري، وتحقيق أهداف الثورة السورية، والعمل ضد الاضطهاد والظلم والبطالة والفقر والفساد، ومحاربة التطرف والإرهاب، وبناء دولة المواطنة، بما فيها ضمان حقوق الشعب الكردي”.
ويطالب التحالف السوري بدعم القرارات الدولية، والاستمرار في دعم السوريين، وزيادة الضغط على “نظام الأسد”.
كما يرفض هذا التحالف أيّ حلّ للقضية السورية خارج قرارات الأمم المتحدة، ويدعم الانتقال السياسي والعدالة الانتقالية والقرار الأممي /2254/، ويقف ضد أي محاولات للالتفاف على القرارات الدولية.
فيما يُبدي التحالف السوري موقفاً سلبياً حيال الإئتلاف السوري، ويؤكد أن “الإئتلاف متورط بالفساد، لذلك لا بُدَّ من إخضاعه للمحاسبة والمساءلة حسب القوانين والأنظمة”.
(مسد) والتحالف السوري: نقاط مشتركة تجمعنا وستترجم لعمل مشترك
وقالت “أمينة عمر” الرئيسة المشتركة لـ(مسد)، خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع “آرام الدوماني” أمين سر الهيئة التنفيذية للتحالف السوري الوطني، إن الطرفين ناقشا المحادثات الأخيرة بين أنقرة ودمشق والتي جرت برعاية روسية.
وأضافت “خلال الاجتماع؛ رأينا أن هناك نقاطاً مشتركة عديدة تجمع (مسد) مع التحالف السوري الوطني، هذه النقاط المشتركة ستترجم لعمل مشترك بين الطرفين”.
وبحسب الطرفين؛ جاءت زيارة التحالف السوري الوطني، بعد لقاءات جمعت الطرفين في العاصمة الأمريكية واشنطن وعدة لقاءات جرت في أوروبا.
وقال “آرام الدوماني” أمين سر الهيئة التنفيذية للتحالف السوري الوطني “رأينا أنه يجمعنا مع (مسد) العديد من الأهداف المشتركة، فأتت هذه الزيارة للتعرُّف على سير الإدارة المدنية في شمال وشرق سوريا، ورأينا أنها تجربة ناجحة على مستوى سوريا لخدمة سكان المنطقة”.
وأضاف: “من جملة هذه المشتركات؛ هو إيجاد الحلول السياسية لرفع المعاناة عن الشعب السوري، ومنها مواجهة أهداف بعض الدول التي التفَّت حول القرارات الدولية، منذ بداية اجتماعات أستانا وعمليات خفض التصعيد، التي أدت للتغيير الديموغرافي في سوريا، وتسليم مناطق الجنوب السوري وتهجيرهم للشمال، ما أدى لعمليات عسكرية تركية”.
بسام إسحق: هناك تجاوب من شخصيات معارضة لمبادرة (مسد)
وتعليقاً على هذا اللقاءات؛ قال عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن، “بسام أسحق” في تصريح خاص لمنصَّة “مجهر”، إن هناك تجاوب من شخصيات معارضة سورية للمبادرة التي أطلقها (مسد).
وشدد على أن هذا هذا التجاوب “جاء بعد إعلان الرئيس التركي أردوغان نيته اللقاء مع رئيس النظام في سوريا”.
وأضاف إسحق “أعتقد أن هذه التطورات بيَّنت للمعارضين السوريين خارج (مسد) صحة ما كنا نقول لهم إن تركيا لن تخدم مصلحة الثورة السورية على حساب مصلحتها”.
وعن زيارة التحالف السوري الوطني إلى شمال شرق سوريا، قال: “جرت لقاءات وحوارات بيننا بعد الإعلان عن التحالف في واشنطن”. وأضاف: “الحوار بين السوريين عندما يجري بعيداً عن التدخلات الخارجية وأجندتها، غالباً ما يؤدي الى تقارب، إذا ما كانت الأطراف تسعى لتحقيق تطلّعات ومصالح الشعب السوري”.
مشدداً على أن (مسد) سيتابع حواراته مع السوريين خلال العام الجديد.
وقال “ليس جديداً على (مسد) مَدُّ اليد لأي معارضين سوريين يسعون لترجمة تطلعات الثورة والشعب السوري، إلى سوريا جديدة ديمقراطية تحترم حريتهم وكرامتهم كأفراد و مكونات”.
وقال أيضاً: “سعى (مسد) إلى التحاور مع المعارضين الوطنيين في عدّة لقاءات وورش، سواء في الداخل السوري أو في الخارج، تناولت تلك الحوارات كيفية تحقيق مطالب الثورة السورية في الحرية والكرامة، وتأسيس نظام سياسي جديد لسوريا جديدة”.
ما هي المبادرة التي أطلقها (مسد)؟
وكان الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، “رياض درار” قد أطلق مبادرة تنص على بنود عدّة، لتوحيد قوى المعارضة، أبرزها، أن تقرَّ الأطراف بوحدة سوريا وسلامة أراضيها وحقوقها المشروعة بالثروات جميعها، بما فيها النفط والمياه، وأن تُقرَّ الأطراف، في شمال شرق سوريا، وكذلك في شمال غرب البلاد، التزامها الكامل بوقف كافة الأعمال العسكرية والعدائيّة، والإقرار على أن مدخل الحل في سوريا هو القرارات الدولية ذات الصلة، وخاصة القرار /2254/، واستبعاد مجرمي الحرب من أي حل سياسي، بل وإحالتهم إلى محكمة مختصّة لنيل عقابهم.
وأشارت البنود على التزام الأطراف الموقّعة، بتشكيل قيادة مشتركة للمعارضة، ويتم ضم آخرين إلى هذه القيادة، لتكون أكثر تمثيلاً واقعياً للسوريين الراغبين بالتغيير، عبر إعادة هيكلة حقيقية واقعية للإئتلاف ومؤسساته، ووفد التفاوض واللجنة الدستورية، ومعيار ذلك؛ الكفاءة المهنية والعلنية مع المصداقية في التمثيل.
وكان مجلس سوريا الديمقراطية قد قال في بيان تعليقاً، على التقارب بين أنقرة ودمشق “إن المرحلة الدقيقة والحرجة التي يمر بها مشروع السوريين الأحرار في تحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية، تتطلب منا كسوريين، التكاتف والتعاضد، متجاوزين كل الخلافات الزائفة التي يريد أعداء الشعب السوري تسعيرها وتعميق هُوَّتِها”.
ودعا “لمواجهة هذا التحالف وإسقاطه، وتوحيد قوى الثورة والمعارضة بوجه الاستبداد وبائعي الدم السوري على مذبح مصالحهم”.