أزمة الغاز في حلب.. سكان يدفعون رواتبهم كاملة لشراء الغاز وآخرون يلجأون للبدائل

لم يكن من خيارات أمام حامد صيرفي 41/عام سوى اللجوء للسوق السوداء، للحصول على اسطوانة غاز بعد ان طال انتظار رسالة الغاز التي ترسلها شركة ، سادكوب الحكومية عبر تطبيق تكامل.

الموظف الحكومي الذي دفع مرتبه الشهري البالغ 125الف ليرة سورية ثمنا لهذه الاسطوانة، عانى الامرين هو وأسرته بعد ان فرغت اسطوانة الغاز في منزله منذ اسابيع ثلاث، فلاتزال الاسطوانة الحكومية بعيدة المنال على حد تعبيره فهي قد تطول لحين وقت استلامها لمدة  قد تفوق ال 3 شهور وربما أكثر.

يقول صيرفي الموظف في مؤسسة المياه في حلب لمنصة مجهر : “هل يعقل ان أدفع راتبي الحكومي ثمناً لتعبئة اسطوانة غاز منذ حوالي 20 يوم لم أتذوق طعم الطبخ بسبب فقدان الغاز من منزلي، وعشنا طوال هذه المدة انا واطفالي وزوجتي على الخبز والزيتون

ويضيف: “حرفياً ذقنا المرار ولم يكن من خيار أمامي سوى اللجوء للسوق السوداء، لكي استطيع طهو طعام لاسرتي ، فلا يكفينا ان نعيش بالبرد بلا مازوت وبالظلام بلا كهرباء فكيف لنا ان نتحمل الجوع”

وقال أن المبلغ الذي دفعه ثمناً لاسطوانة الغاز “هو راتبه الحكومي بالكامل”، وأردف: “لولا عملي الإضافي في ورشة خياطة لتضورت جوعاً أنا وأسرتي”. 

اما زياد الحسين /39/ عاماً أثمرت جهوده بالبحث عن بدائل للغاز المنزلي عن شرائه بابور كاز من سوق الخردوات

في حي باب جنين، فبعد أن أجرى عليه بعض الإصلاحات قام باستخدامه كبديل لاسطوانة الغاز، التي لم تجد طريقها بعد لمنزله بعد انتظار تخطى الشهرين والنصف.

فالعودة للبابور أفضل من انتظار غاز الحكومة كما يقول لمنصة مجهر.

ويضيف زياد: “بابور الكاز يعتبر من الأدوات التراثية التي عفى عنها الزمن، لكن عدنا مرغمين لهذا التراث فالغاز المنزلي بات تأمينه شبه مستحيل من الحكومة وشراءه من السوق السوداء يرهق الجيوب ، فتبديل اسطوانة غاز من السوق الحر ب سعة 9كغ تكلف مابين 125 الى 150 الف ببعض الاحيان”.  

ويشير زياد أن “بابور الكاز يعتبر خياراً معقولاً مع أنه غير سهل التشغيل وبحاجة لمادة الكاز”، مشيراً أيضاً إلى أنهم يضطرون لشراء الكاز من السوق السوداء بسعر 15 ألف ليرة لليتر

وأردف حديثه بقوله: “لولا أننا نسكن في شقق سكنية لكنا اتجهنا لاستخدام موقد الحطب ، وهناك بالفعل اسر تستخدم الحطب مع كل مايمثله من مصاعب ومتاعب لها”.

أما عبيدة كلزية 58 عاماً من سكان حي الكلاسة في حلب يقول لمنصة مجهر: “أنا استعمل الغاز كوسيلة تدفئة بظل غياب المازوت المدعوم والارتفاع الجنوني لأسعاره بالسوق السوداء، طبعا الغاز المنزلي متوفر بكميات وافرة ولكن بأسعار السوق السوداء من 125 الف وما فوق وهو بالكاد يتوفر لدى الحكومة، وهنا نتسائل من أين يأتي هذا الغاز في هذه الأسواق ولماذا لا نراه لدى الحكومة”.

ويضيف بقوله: “على كل أسرة أن تنتظر مابين 3 أشهر و4 أشهر ببعض الاحيان لكي تحصل على 9 كغم من الغاز المنزلي ، اي ان الطابور الذي كان ينتظر أمام مراكز توزيع الغاز انتقل ليواصل الانتظار وراء شاشات الهاتف المحمول، فأزمة الغاز تتفاقم وأغلب الأهالي في حلب يلجأون للسوق السوداء بكل ماتمثله هذه السوق ، من استغلال لحاجتهم تحت سمع وبصر الحكومة”.

إعداد التقرير : سامر عقاد