الحسكة.. ارتفاع كبير في إجارات المنازل وحديث عن إلزام المكاتب بسعر محدد
اضطرَّ”منذر العبد”، وهو نازح من محافظة حماه، لاستئجار منزلٍ مؤلف من غرفتين ومطبخ، في حي “النشوة” على الأطراف الجنوبية بمدينة الحسكة، في منطقة يقول عنها “إنها مقطوعة ولا يوجد فيها مواصلات أو خدمات”.
ويعلّل سبب استئجاره لهذا المنزل بسبب الآجار المنخفض، وفق قوله، والذي يبلغ /100/ ألف ليرة سورية.
وتوجد في الحسكة المئات من العائلات النازحة من المحافطات السورية الأخرى التي نزحت بسبب الحرب، أو الأوضاع الاقتصادية، ليواجهوا مرة أخرى ظروفاً إنسانية صعبة.
وتشهد آجارات المنازل والمحال التجارية في الحسكة ارتفاعاً كبيراً، حيث يصل آجار المنزل أو المحل في أحياء “تل جحر، الناصرة، العزيزية، المفتي، والعمران” إلى ما يتراوح بين/100/ و/150/ دولار أمريكي، على الرغم من إصدار الإدارة الذاتية تعميماً ألزمت فيها أصحاب المنازل بمبلغ يتراوح بين /50/ و/150/ ألف ليرة سورية.
يقول “منذر العبد”إن المنزل الذي استأجره في أطراف حي “النشوة الغربية”، جنوبي مدينة الحسكة، بالكاد يأويهم، ويقول: “لا توجد فيه أبواب ولا نوافذ ولا مياه ولا خدمات، وحتى لا توجد في الحي سرافيس أو باصات للنقل الداخلي”.
من جانبها “فضّة العيسى”، وهي من محافظة ديرالزور،وتقطن في حي “العزيزية”، تقول لمنصة “مجهر”: “نحن هنا منذ /10/ سنوات، متنقّلين من حي لآخر، وكل فترة صاحب المنزل الذي نقطن فيه يطالبنا بزيادة الآجار”.
وتضيف: “ندفع /300/ألف ليرة سوريةآجار المنزل، وهذا المبلغ باهظ بالنسبة لنا؛ كون الأوضاع المعيشية صعبة ونفقات الشهر مكلفة”.
وتقول أيضاً: “طالبنا صاحب المنزل بأن يخفِّضَ من السعر، لكنه رفض، متحجّجاً بارتفاع الدولار وانهيار الليرة السورية”.
وتؤكد “فضّة” بأن صاحب المنزل فرض عليهم شروطاً تعجيزية، وأخبرهم مؤخَّراً بأن الآجار سوف يصبح /100/ دولار أمريكي، ويُدفع لسنة “سلفاً”.
وقالت أيضاً: “لا أدري ماذا سيحل بنا إذا لم ندفع هذا المبلغ”.
من جانبه “عواد الرحّال” مستأجر لمحل تجاري في حي “الصالحية”، يقول لمنصة “مجهر”:”آجار هذا المحل شهرياً/150/ دولار أمريكي، والوضع الحالي صعب ولا نستطيع تغطية تكاليف معيشتنا”.
ويضيف: “كان الآجار خلال السَّنوات السابقة يبلغ /50/ألف ليرة سورية، ولكن مع مرور الوقت أصبح باهظاً ويثقل كاهلنا، وبتناملزمين على دفعه بالدولار الأمريكي”.
وأكد “الرحّال”: “فرض علينا صاحب المحل دفع الإجار لـ/6/أشهر قادمة، وإذا لم ندفع؛ علينا إخلاء المحل”.
وقال “مروان العُكلة”،وهو صاحب مكتب عقاري في الحسكة، لمنصة “مجهر”،إن عدم تناسب الطلب على العرض، وارتفاع تكاليف المعيشة لأصحاب المنازل؛ أدّى إلى ارتفاع سعر الإيجارات.
يقول “العُكلة” إنهم لا يستطيعون فرض أي سعر، وأضاف: “نحن هنا نحاول قدر الإمكان مراعاة ظروف الطرفين”.
وزعم”العُكلة” بأن انهيار العملة السورية أمام العملات الأجنبية؛أجبر أصحاب المنازل للتعامل بالدولار الأمريكي.
ويرى “عبد الحميد فتّاح” نائب الرئيس المشترك لاتحاد المكاتب العقارية في الحسكة، أن أسباب ارتفاع آجارات المنازل هو اكتظاظ مدينة الحسكة بالنازحين والوافدين من المناطق السورية الأخرى، وقيام المنظمات الدولية باستئجارالمنازل بأسعار عالية، والدولار الأمريكي، لاستخدامها مقرات لعملها، وذلك وفقاًلقول “فتّاح”.
وقال الرئيس المشترك لاتحاد المكاتب العقارية، إن انهيار الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي أحد الأسباب أيضاً وراء غلاء آجارات البيوت.
وأوضح “فتّاح” أيضاً”هناك مكاتب عقارية تجلب لنا عقوداً بأسعار منخفضة، ليتم المصادقة عليها، ولكن هناك بينهم اتفاق آخر وبسعر مختلف”.
وأكد “عبد الحميد فتّاح” بأنهم يُحاسِبون أصحاب المكاتب العقارية بشكل قانوني، وذلك من خلال العقود الواردة لديهم للتصديق.
ونوَّهَ”فتّاح” بأنهم عملوا على إلزام أصحاب المكاتب العقارية و”رؤساء الكومينات” (مجالس الأحياء)، بتحديد الآجار حسب المنزل المأجور ودرجة الإكساء وبسعر من/50/ألف ليرة سورية حتى /150/ألف ليرة سورية.
في ختام حديثه أكد “فتّاح” بأنهم سيقومون بجولات تفتيشية من خلال لجنة المتابعة في الاتحاد العقاري، وطالب من خلال منصة “مجهر” المجالس بإلزام “رؤساء الكومينات” بعدم الموافقة والتصديق على العقود التي تتجاوز السعر المحدد من قبل الاتحاد العقاري، وهو /150/ألف ليرة سورية.
إعدادالتقرير: ملحم المعيشي