السويداء.. من شعارات “بدنا نعيش” إلى شعارات تطالب “بإسقاط الأسد” واقتحام مبنى المحافظة
هدوءٌ حذر يسود محافظة السويداء بعد انتفاضة أهلها أمس الأحد، واشتباكهم مع قوات الحكومة السورية، والتي أسفرت عن فقدان متظاهر لحياته وإصابة آخرين.
وقطع العشرات من المتظاهرون الطريق الواصل بين دمشق والسويداء بالإطارات المشتعلة، فيما تجمّعوا في “ساحة المشنقة” –والذي يعتبر مركز الانطلاق لأي نشاطٍ جماهيريّ في المحافظة-، وذلك بعد تدهورٍ متتالٍ في الأوضاع المعيشية، كما قطع قسم من المتظاهرون “طريق المحوري” بالإطارات المشتعلة.
وانتقل المتظاهرون إلى مبنى المحافظة مروراً بساحة السير، حيث رددوا شعاراتَ انتفاضة “بدنا نعيش” – وهو الشعار الذي اعتقل على إثرها العديد من الشبان المشاركين في إحدى تظاهرات السويداء العام الماضي والتي انتشرت فيديوهات تعذيبهم على يد القوّات الأمنية-، غير أن الشعارات ما لبثت أن تطوّرت لشعارات “الثورة السورية” عام ٢٠١١ لتصدح الأصوات المطالبة بـ “إسقاط الرئيس”.
وبدأ التوتر باقتحام سيارة أمنية لمكان تواجد المتظاهرين ورمي قنبلة صوتية، لتتصاعد الأحداث ويبدأ إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين مما أدى لإصابة عدد من الشبان وفقد الشاب “مراد المتني” على إثرها حياته.
وعلى إثر ذلك اقتحم المتظاهرون مبنى المحافظة وسط المدينة، وأحرقوا سيارة عسكرية ومكتب محافظ المدينة، بالإضافة لبعض من الوثائق الرسميّة والمدنيّة ورمي بعضها الآخر من نوافذ مبنى المحافظة، بالتزامن مع إضرام النيران بمصفحة عسكرية أمام المبنى وتمزيق وحرق صور “الرئيس السوري” على صدى عبارة “سوريا لينا ماهي لبيت الأسد” وغيرها.
وأسفر هجوم المتظاهرين على العناصر الأمنية لمقتل عنصر أمني، وفقاً لمراسلة مجهر في السويداء.
من جهةٍ أخرى انتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي عن حرق المتظاهرين للعلم السوري، وهذا ما ينفيه أهالي السويداء وما لا يظهر في أي فيديو أو صورة مما يجعله غير مؤكد، غير أن الفيديوهات تبيّن إطلاق النار من قبل العناصر الأمنية على المتظاهرين وهو ما نفته وزارة الداخلية السورية في بيانٍ لها.
ويذكر أنها المرة الأولى التي تنطوي فيها المظاهرات في السويداء على العنف من قبل المتظاهرين، خاصة كونها تأتي بعد سلسلةٍ متفرقة من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية السلمية تماماً مثل وقفة “بدنا نعيش” وغيرها.
وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت في بيان أمس الأحد مقتل شرطي في “محاولة متظاهرين اقتحام مبنى قيادة الشرطة المجاور لمبنى محافظة السويداء بجنوب سوريا”. ووصف البيان المتظاهرين بأنهم “مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون” مشيرة إلى أن “بعضهم يحمل أسلحة فردية”.
من جانبه أفاد رامي عبد الرحمن ، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، لوكالة فرانس برس الفرنسية، بمقتل متظاهر على الأقل برصاص قوات الأمن بعد اقتحام مبنى المحافظة ونزع صورة كبيرة للرئيس بشار الأسد كانت معلقة على واجهته.
وقال الناشط ريان معروف من شبكة “السويداء 24” المحليّة للأنباء لوكالة فرانس برس إن “المتظاهر توفي متأثراً بإصابته بعد نقله وأربعة مصابين الى المشفى”. في وقت لاحق، أفاد المرصد وشبكة السويداء 24 عن مقتل شرطي خلال الهجوم على المبنى الحكومي.