لماذا ارتضت سامية الجزائري أن تلعب دورا في صالون زهرة 2؟
حين عرض الجزء الأول من مسلسل “صالون زهرة”؛ تَوسَّمَ بعض الجمهور خيراً، على أمل أن يعيد هذا العمل الكوميديا العربية إلى الواجهة، بعد خفوت واضح للحضور الكوميدي في الأعمال. لكنها بالطبع كانت تجربة خطيرة على “نادين نجيم” و”معتصم النهار” وغيرهم من الممثلين، لما لهذا المضمار من صعوبات أثناء تأديته. وفعلاً لم يكن أبطال العمل على قدر التوقُّعات ولا حتى المخرج “جو بو عيد”، فسقطوا سقوطاً مدويّاً، ليخرج العمل بصورة جيدة تقنياً لكنها سيئة كنص وأداء وتمثيل، فظهرت نادين نجيم ومعتصم النهار “بشكل ثقيل” على الشاشة يصطنعان الكوميديا بشكل واضح، ومزيف، لا عفوية ولا أداء ناجح ولا نص مهم يستطيع أن يطرح كوميديا لطيفة حتى.
ورغم أن العمل حقق ترند “مدفوع” في لبنان ولم يعجب سوى “ف.انز نادين نجيم”، إلا أن الواقع الفني للعمل كان سيئاً من كافة جوانبه، ليأتي بعد ذلك قرار تقديم جزء ثاني من العمل بحجة أنه “حقق الترند”، وتبدأ التحضيرات.
تغييرات غير مُجدية
عمدت شركة الصباح المنتجة للعمل على تغيير الكاتبة “نادين جابر” واستبدالها بالكاتبة “كلوديا مرشيليان” في الجزء الثاني، وذلك بسبب حساسيات بين “جابر” و”الشركة”، بعد توجه “نادين” بشكل واضح لشركة “إيغل فيلمز” المنافسة للصباح وانشغالها بكتابة مسلسل “للموت” بجزئه الثالث، لكن هذا التغيير أوقع العمل في كارثة أخرى، فالعمل المعروض منه حتى الآن ست حلقات، وتبيَّن ضعف النص فيه وتَهلُّلُه بشكل كبير حتى أكثر من الجزء الأول نفسه، فلا كوميديا حاضرة ولا حوارات متماسكة ولا شيء يدعو حتى للتسلية، بل مجرد تهريج وعرض أزياء، يلونه المخرج “جو بو عيد” معتمداً على رؤيته السابقة في عالم الكليبات، دون فصل بين النوعين اللذين يختلفان تماماً عن بعضهما.
لماذا جاءت سامية الجزائري للعمل؟
قبل بدء عرض العمل بأيام قليلة؛ أعلنت الفنانة “نادين نجيم” عن وجود أسماء فنانات سوريات كبار في العمل، وَهُنَّ القديرات “سامية الجزائري، وفاء موصلي، وهدى شعراوي”، ليُصعَق الجمهور السوري تحديداً بخبر انضمام “سامية الجزائري” للمسلسل؛ لأن مكانتها تحديداً في مجال الكوميديا أكبر بكثير من هكذا عمل، لكن وحسب ما علمت منصة “مجهر”؛ فإن العامل الأساسي لسبب انضمام الفنانة “سامية” تحديداً للمسلسل هو العامل المادي، لأن أجرها كان أضعاف ما تحصل عليه في سوريا، فقد بلغ مئة ألف دولار أمريكي، في حين، وحسب مصادرنا نالت عن دورها في مسلسل “الكندوش” برمضان الماضي خمسة آلاف دولار أمريكي فقط.
وليست السيدة “سامية” وحدها من تتجه للأعمال المشتركة بسبب الأجر المادي، بل كثيرون غيرها من الفنانين السوريين يفعلون ذلك بغية الحصول على أجر أعلى وتعديل أجورهم في سوريا، فيتجهون نحو هذه الأعمال “المعرَّبَة والمشتركة” لأن المنتج السوري حتى اليوم لا يستطيع دفع نفس الأجور التي تُدفَع للفنانين السوريين داخل البلاد مقارنةً بلبنان وتركيا.
عدا عن ذلك، فليس هناك تقدير لتاريخ الفنانين السوريين لا سيما الكبار منهم، فالفنانة “سامية الجزائري” مغيَّبةٌ عن الساحة الفنية بشكل واضح، ولو كانت في بلد آخر لَصُنِعَ لها أعمال كوميدية خاصة بها حصراً، لكن التغيير هو سمة الإنتاج في سوريا، بالإضافة إلى أن الفنانة “سامية” كتبت مسلسلاً لأول مرة وأعلنت عن ذلك على صفحتها الرسمية، لكن، وحسب مصادرنا، فهناك عزوف عن شراء هذا العمل وقد تنتهي محاولات السيدة “سامية” بالفشل في تسويق المسلسل.
وبالعودة إلى “صالون زهرة – 2″، فقد ظهرت فيه الفنانات الثلاث “سامية، وفاء، وهدى” بشكل مسيء لَهُنَّ، فلم يكنّ مضحكات أو عفويات، ويتضح ذلك من خلال المشاهد التي قدَّمنَها، عدا عن الحوارات السطحية واللقطات المُبتذَلة، كما أن هناك تصدير صورة خاطئة عن السوريين في هذا العمل وبغالب الأعمال المشتركة، لتظهر فيها الشخصيات السورية تحديداً “شراشيح” أو لا يفقهون في الإتيكيت كما “اللبنانيين”، لتُكرِّس بعض هذه الأعمال نظرة عنصرية غير مفهومة الأسباب.
تحتاج الكوميديا إلى نص محبوك، بالإضافة لفنانين قادرين على إيصال الضحكة بعفوية للناس، دون ابتذال أو تسخيف، وكذلك بحاجة إلى مخرج جيد يستطيع أن يضبط الفنانين ويُقدِّم صورة ممتعة دون استهزاء أو رخص، وهذا كله لم يتوافر في “صالون زهرة” بجزأيه، لا تمثيلاً ولا نصاً ولا إخراجاً.
إعداد التقرير: رودي ملا