واشنطن توضح موقفها من الهجمات التركية ومسؤولون أمريكيون ينتقدون “الموقف الضعيف” لإدارة بايدن
أوقفت قوات سوريا الديمقراطية نشاطاتها المتعلقة بملاحقة خلايا داعش، مع التحالف الدولي، وأرجعت سبب ذلك إلى الهجمات التركية الأخيرة على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، التي تسببت بسقوط ضحايا، واستهدفت منشآت خدمية، بينها حقول نفطية.
ودعت كل من قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، خلال الأيام الماضية كل من واشنطن وموسكو بتوضيح موقفها من الهجمات، فيما تحدث العديد من السياسيين عن حصول تركيا على ضوء أخضر روسي أمريكي بشن هذه الهجمات.
ومؤخراً أصدرت مؤسسات رسمية أمريكية بيانات دعت خلالها لوقف الهجمات، فيما تحدث مسؤولون آخرون عن الموقف الأمريكي من الهجمات الأخيرة.
واشنطن: تواصلنا مستمر مع السلطات التركية لوقف العمليات العسكرية
وقال المبعوث الأعلى للولايات المتحدة إلى شمال وشرق سوريا، نيكولاس غرينجر، لنورث برس ان العمليات العسكرية الحالية تهدد العمل المشترك ضد داعش، مؤكداً التزامهم بالعمل المشترك مع قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش.
وأضاف “تواصلنا مستمر مع السلطات التركية لحثهم على توقيف العمليات العسكرية”
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن القائد العام لقوات سو ريا الديمراطية مظلوم عبدي أجرى اتصالات هاتفياً مع بريت ماكغورك وأنهما بحثا التصعيد الأخير دون التطرق لتفاصيل أدق.
وطالب المبعوث بوقف فوري للتصعيد.
وشدد نيكولاس غرينجر خلال بيان على أن “مثل هذه الأعمال تخاطر بالتقدم الذي أحرزه التحالف الدولي ضد داعش، بشق الأنفس، وتهدد المعارك المستمرة ضد التنظيم والتأكد من عدم ظهوره أبداً”.
وأعرب عن قلقه من سقوط ضحايا مدنيين نتيجة التصعيد الأخير.
وقال : “أبلغنا تركيا مخاوفنا الجادة حول تأثير التصعيد على المدنيين وهدف القضاء على داعش”.
البنتاغون والخارجية الأمريكية تدعوان لوقف فوري للتصعيد
وقال من جانبه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أمس الخميس أن الولايات المتحدة تحثّ على وقف التصعيد الفوري في شمال سوريا.
واضاف: “تشعر الولايات المتحدة بقلق عميق إزاء العمل العسكري الذي يهدد سلامة المدنيين والأفراد الأمريكيين وهدفنا المشترك لمحاربة تنظيم داعش”.
ومن جهتها قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مساء الأربعاء إن “الضربات الجوية التي نفذتها تركيا في شمال سوريا هددت سلامة العسكريين الأمريكيين”، وإن الوضع المتصاعد يعرض التقدم الذي أُحرز على مدى سنوات ضد داعش للخطر.
وقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، في بيان “الضربات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكل مباشر سلامة العسكريين الأمريكيين الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين لهزيمة داعش والاحتفاظ باحتجاز أكثر من عشرة آلاف معتقل من التنظيم”.
وأشار أن الولايات المتحدة تعترف بما أسماها “مخاوف تركيا الأمنية”، وأبدى قلقه عن الاستهداف المتعمد للبنية التحتية المدنية.
وقال في الختام: “التهدئة الفورية ضرورية من أجل الحفاظ على التركيز على مهمة هزيمة داعش وضمان سلامة وأمن العسكريين على الأرض الملتزمين بمهمة هزيمة التنظيم”.
من جهتها قالت سابرينا سينغ، نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون ، للصحفيين يوم الثلاثاء: “ما قلناه علنًا هو أن هذه الضربات، من جميع الجوانب ، تخاطر بمهمتنا ، وهي هزيمة داعش”.
لا ضوء أخضر أمريكي
وبحسب صحيفة واشنطن بوست لم تشمل الرفض الأمريكي وزارتا الدفاع والخارجية فقط، بل تطرق إليه مسؤولون آخرون.
وقال أحد المسؤولين الذي فضلوا عدم كشف هويتهم بحسب واشنطن بوست: “لقد أوضحنا بشكل استثنائي في اتصالاتنا الدبلوماسية الخاصة مع أنقرة بشأن المخاطر التي تشكلها مثل هذه العمليات، إنهم خطرون ، ويزعزعون الاستقرار، ولديهم القدرة على وضع موظفينا في طريق الأذى أيضًا، لم نعط أي شخص الضوء الأخضر لإجراء هذا النوع من العمليات المدمرة”.
من جهته قال عضو الهيئة الرئاسية في مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن، بسام اسحاق في تصريح خاص لمنصة مجهر: “حسب مصادرنا هنا في واشنطن، أكدوا أنهم لن يعطوا ضوء أخضر للهجمات، ولا ارى امكانية لتخلي امريكا عن حضورها العسكري وشراكتها مع قسد في الوقت الحالي”.
انتقادات أمريكية لإدارة بايدن:
وأشار تقرير صحيفة واشنطن بوست، ان تركيا لديها عدد قليل من الأصدقاء وعدد من المنتقدين الأقوياء في الكونغرس، وكثير منهم يعتبرون الهجوم ضد قوات سوريا الديمقراطية، سببًا لفرض عواقب مباشرة على أنقرة، وأنه من المحتمل أن يزداد هذا الضغط أضعافا مضاعفة إذا أصيب أي من أفراد الخدمة الأمريكية في الهجمات.
ويقول عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن، بسام اسحاق أن “هناك نقداً كبيراً من منظمات أمريكية وسياسيين على الموقف الأمريكي الضعيف حيال القصف التركي”.
واضاف “شمل النقد عضو مجلس الشيوخ كريس فان هولين وهو من حزب الرئيس بايدن، الذي أظهر على أن تركيا كانت تهدد منذ فترة، وليس شيئ جديد له علاقة بما حصل في اسطنبول، وأنه طالب بايدن بأن يكون له موقف قوي تجاه اردوغان”.
وأكد في تصريحه على وجود تواصلات مع المسؤولين بينها لقاء مع إيثان غولدريتش، نائب مساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون الشرق الأدنى وأنه من المزمع أن يلتقوا به هذا الاسبوع.
وأضاف “مراسلاتنا مع المسؤولين الأمريكيين شملت اعلى المستويات وأيضاً الكونغرس ومجلس الشيوخ ومنظمات المجتمع المدني ومراكز الدراسات، بالمجمل هناك نقد من مسؤولين خارج إدارة بايدن، يطالبوه بعدم ارتكاب الخطأ الذي ارتكبه ترامب”.
ويشار إلى أن الهجمات التركية الأخيرة تسببت بتدمير العديد من المنشآت بينها حقول نفطية ومحطات كهرباء، ومدارس ومراكز صحية في مناطق متفرقة من شمال شرق سوريا.