10 أشهر على أحداث سجن الصناعة.. منازل لا تزال مدمرة وأصحابها يطالبون بتعويضات

“كنا نملك منزلاً مؤلفاً من ثلاثة غرف ومطبخ، لكن بعد دخول عناصر “داعش” إلى الحيّ والتحصّن فيه أصبح ركاماً، إثر قصفه من قبل طيران التحالف الدولي”، هذا ما قاله أحمد الفهد أحد سكان حي الزهور لمنصة “مجهر”.

في العشرين من يناير/ كانون الثاني من العام الحالي، هاجمت خلايا تابعة لعناصر “داعش” الإرهابي سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة، والذي يضم الآلاف من معتقلي “داعش” الذين اعتقلتهم قوات سوريا الديمقراطية خلال سنوات الحرب ضد التنظيم.

وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تمكنت، بعد حوالي اسبوع من المعارك والاشتباكات، من السيطرة مجدداً على المنطقة، إلا أن المعارك خلّفت دماراً، نتيجة تحصّن خلايا “داعش” في بعض المنازل واندلاع الاشتباكات بين الطرفين في الأحياء.  

ويقول أحمد الفهد من سكان حي الزهور جنوبي مدينة الحسكة: “عند عودتنا إلى الحي بعد فتح ممرّات آمنة، رأيت منزلي مدمّراً بشكل كامل ولم يبقَ منه سوى الركام”.

وأشار إلى أنه قام ببناء منزل مؤلَّف من غرفتين باستخدام ما يُعرف بـ”ألواح اللُّبن” أو “الطين”، ليسكن هو وعائلته.

وبحسب أحمد؛ لم يقم أحد بمساعدتهم لإعادة إعمار المنزل، وأكد أن المنظمات الموجودة قامت بالاطلاع على وضع المنزل، ولكنها لم تعد إليهم مرة أخرى، حسب قوله.

ويتخوَّف أحمد بأنَّ البيت الطيني الذي يسكنه قد ينهار، خاصة مع قدوم فصل الشتاء “لوجود تشقّقات كبيرة في جدرانه”.

من جهته يسكن خليل برو، وهو أيضاً من سكان حي الزهور، مع عائلته المكوّنة من /10/ أفراد في بيت أحد أقاربه بالآجار بعد ترك منزله المدمّر.

ويقول: “منزلي دمَّرته مجموعات “داعش” الإرهابية وأصبح ركاماً”.

ويضيف: “أعمل في أحد المطاعم ولا أستطيع تدبر معيشتي وآجار المنزل الذي أقطنه حالياً، بالكاد أستطيع دفعه”.

ويطالب أصحاب المنازل المدمَّرة في حي الزهور جنوب مدينة الحسكة الإدارة الذّاتيّة والمنظمات الدولية بتقديم المساعدة لإعادة إعمار منازلهم، كون أسعار مواد البناء غالية الثمن في ظل الظروف الاقتصادية السيئة الآن.

وفي ظل المناشدات التي أطلقها سكان متضررون، لتعويضهم وإعادة بناء منازلهم، التقت منصة “مجهر” مع فاروق توزو نائب الرئاسة المشتركة في مجلس مقاطعة الحسكة، الذي أشار إلى تضرر مؤسَّسات خدمية ومنازل نتيجة الأحداث التي جرت في يناير/ كانون الثاني من العام الحالي.

وقال “هناك أكثر من مئة منزل، منها ما تضرَّر بشكل كلي ومنها بشكل جزئي، وعلى إثرها شكَّلنا لجان لتقييم الأضرار وتوثيقها ووضع تقرير نهائي لعمل هذه اللجان”.

وأضاف توزو: “الكلفة التقديرية لإعادة إعمار هذه المنازل عالية، ونحن نحاول إيجاد حل لهذا الأمر، وحالياً بلدية الشعب في الناحية الجنوبية تقوم بترحيل الركام من هذه المنازل”.

وأشار إلى أن المنظمات الدولية لم تقدّم أي دعم لمساعدة الأهالي أصحاب المنازل المدمَّرة.

وأكد توزو في ختام حديثه إلى أن الإدارة الذاتية تعمل بشتى السبل والوسائل لحل هذا الأمر، سواء بالتعويض أو بإعادة البناء.

تقرير: ملحم المعيشي