جماعات متشددة في سوريا تستغل الفقر لجذب عناصر جدد إلى صفوفها
قال تقرير لموقع المونيتور الأمريكي، إن “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً”، تحاول استغلال فقر الشباب لدفعهم للانضمام لصفوفها، من خلال استدراجهم بمجموعة من الحوافز.
ولا تزال “هيئة تحرير الشام” هي الفصيل الأكبر والأكثر سيطرة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، وسط محاولاتها المستمرة للسيطرة على مناطق أخرى لتوسيع نفوذها، في مناطق أخرى بشمال غرب سوريا.
رواتب عالية:
وقال شاب انضمَّ إلى “هيئة تحرير الشام” منذ حوالي خمسة أشهر لموقع “المونيتور”: “عمري /20/ عاماً، وقررت الانضمام إلى “هيئة تحرير الشام” على الرغم من الرفض المبدئي لعائلتي، حقيقة كنت بحاجة إلى المال، وأنا عاطل عن العمل وافتقر إلى أي خبرة مهنية، كل هذه العوامل دفعتني للانضمام إلى صفوف المجموعة. لدي أصدقاء انضموا إلى المجموعة قبل عام وأقنعوني باتباع خطواتهم”.
وتشير التقديرات إلى انضمام مجموعة كبيرة من الشباب إلى صفوف “الهيئة” هو بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردّية.
وقال الشاب الذي تحدث للمونيتور: “ما دفعني للانضمام إلى المجموعة هو حملة “هيئة تحرير الشام” في الشوارع أثناء صلاة الجمعة”، في إشارة منه إلى أن غايته “ليست الانخراط في المعارك”.
وأشار إلى أن “تحرير الشام” أنشأت فرقاً للتجنيد في بلدات ومدن “أطمه، حريم، وأريحا” والمناطق الشمالية والوسطى لمحافظة إدلب، و”سرمدا” عاصمة محافظة إدلب الاقتصاديّة و”جسر الشغور” أيضاً.
وأضاف أن “تحرير الشام” تدفع لأعضائها رواتب شهرية تتراوح بين /100/ و/300/ دولار أمريكي، حسب طبيعة العمل.
الراتب المرتفع، حسب قوله، هو ما دفع الكثير من الشباب للانضمام إلى صفوف “هيئة تحرير الشام” التي تستغل الآن حالة الفقر بين الناس، خاصة في مخيمات النازحين داخلياً، لاستقطاب أكبر عدد من الشباب.
استقطاب الجامعيين أيضاً:
في 7 يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلق ما يسمى بـ”قسم التجنيد العسكري” في “هيئة تحرير الشام” دورة بعنوان “اللحاق بالأبطال” لجذب أعضاء جدد للانضمام إلى صفوفها.
ووفقاً لصحيفة “المونيتور”؛ كانت الدورة مفتوحة فقط للرجال المتزوجين الحاصلين على شهادات جامعية أو مدرسية، وتم تقسيمها إلى دورتين مدة كل منهما /30/ يوماً، واحدة للشريعة والأخرى للفصول العسكريّة.
في غضون ذلك، يتهم العديد من المدنيين “هيئة تحرير الشام” بتشديد الخناق عليهم، وقال أحد سكان مخيم “أطمه” للنازحين بريف إدلب الشمالي، لـ ”المونيتور”، إن “الهيئة” تتسبب عمداً في خلق ظروف معيشية صعبة للمدنيين، من خلال تقييد المحروقات والكهرباء، وفرض رسوم على المعابر، وحتى على المأكولات والمشروبات”.
“الظروف المعيشية أجبرت حتى المختلفين مع الهيئة “عقائدياً” انضمام لصفوفها”
وأشار النازح في مخيم “أطمه” إلى أن الفقر، وخاصة بين الشباب، يدفع الكثيرين للانضمام إلى “هيئة تحرير الشام” من أجل المساعدة في إعالة أسرهم.
وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عن هذه الواقعة وقالت إن الظروف المادية والمعيشية الصعبة؛ أجبرت الكثير من المختلفين عقائدياً مع “هيئة تحرير الشام” أو المناوئين لها فكرياً وتنظيمياً على الانضمام إلى صفوفها ومؤسسات ما تعرف باسم “حكومة الإنقاذ”، خصوصاً بعد أن بدأت كل من دمشق وأنقرة بالتسويات وتهجير السوريين من قراهم وبلداتهم ومدنهم في معظم المناطق، إلى مناطق في شمال غربي سوريّا، وهو ما استغلته “هيئة تحرير الشام” في الاستفادة من اكتظاظ مناطق إدلب بالسكان.
وكان تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قد قال خلال العام الحالي إن الكثافة السكانية وانعدام فرص العمل وغلاء تكاليف المعيشة، وعدم وجود مشاريع ومبادرات تستهدف استثمار طاقات الشباب وتشغيلهم، أدت لرضوخ شريحة منهم للواقع والانضمام لصفوف الجماعات والتنظيمات الجهادية، رغم أنهم لا يعتنقون أي أفكار جهادية متشددة.