الكوليرا في سوريا.. تحديات “تواجه الصحة العالمية” وحديث عن توزيع لقاحات
تسبّبت صعوبة الحصول على المياه النقية الصالحة للشرب؛ في تفاقم وتفشي داء الكوليرا في أنحاء سوريا، فيما تكافح المجالس المحلية “لاحتواء المرض بأقراص الكلور واللقاحات”.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة /اليونسيف/ إنه تم تسجيل أكثر من /35/ ألف حالة يُشتبه في إصابتها بالكوليرا في أنحاء سوريا، في الوقت الذي أكدت فيه إجراءها الفحوصات لـ/2500/ شخص فقط، ثبتت إصابة نصفهم تقريباً.
وقال مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة السورية زهير السهوي، إنه “حتى الآن هناك /46/ حالة وفاة نتيجة التأخر في أخذ المشورة الطبية”، طالباً من منظمة الصحة العالمية تزويدهم بلقاحات للكوليرا.
ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية؛ لا تزال العاصمة محمية نسبياً، إذ سجلت أعلى أعداد الإصابات في مناطق شمال وشرق سوريا، أبرزها في محافظات دير الزور والرقة وحلب والتي تعتمد على نهر الفرات كمصدر للشرب وسقاية المزروعات.
وأثبتت التحاليل النهائية الأخيرة لعيّنات من النهر وجود “ضمّات الكوليرا فيه”.
الصحة العالمية تتحدث عن تحديات
وبالتزامن مع تفشي الوباء؛ تقول “منظمة الصحة العالمية” إنها تتبنّى نهجاً متعدّد القطاعات للسيطرة على تفشي المرض في سوريا، يتمثل بزيادة قدرات تَرَصُّد الحالات وإجراء الاختبارات، وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتوصيل السوائل الوريدية وأطقم معالجة الكوليرا الأخرى.
وقالت الدكتورة شيرين النصيري، مسؤولة بوحدة الوقاية من مخاطر العدوى والتأهب لها بالمكتب الإقليمي للمنظمة لشرق المتوسط؛ إنهم يواجهون خمس تحديات؛ تتمثّل، أولاً بعدم توفر مختبرات الأحياء الدقيقة في بعض المحافظات، وضعف خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، والنظام الصحي الهشّ الذي يؤثر على الخدمات الصحية.
بينما يتمثل ثاني التحديات بمحدودية الوصول إلى بعض المناطق بسبب الصراع أو انعدام الأمن، بما في ذلك داخل المخيمات، إلى جانب “التأخير في الإبلاغ عن الحالات اليومية ما يؤدي إلى عدم وضوح الصورة الوبائية”، وفقاً للدكتورة شيرين النصيري في تصريح لموقع “الحُرّة”.
من جهتها تقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)؛ إنها لا تزال بحاجة إلى /9/ ملايين دولار أمريكي من المخصصات المالية لمواصلة جهودها حتى نهاية العام، فيما تقول منظمة الصحة العالمية إنها وزَّعت /3.5/ مليون من الأقراص المطهّرة للمياه، وإنها واصلت دعم الشركاء الصحيين، وتقديم التوجيه للخطوات التالية.
توزيع لقاحات في مناطق متضرّرة بسوريا
وقالت “نصيري” أيضاً، إن منظمة الصحة العالمية ساعدت وزارة الصحة السورية لتقديم طلب للحصول على /2/ مليون جرعة من لقاح الكوليرا.
وبحسب موقع “الحُرّة”، أنه المقرر توزيع الجرعات على جميع السكان الذين تزيد أعمارهم على عام واحد، في المناطق ذات الأولوية في /4/ محافظات (الحسكة، دير الزور، الرقة، وحلب).
وبحسب مدير برنامج اللقاح في وحدة تنسيق الدعم، الطبيب السوري محمد سالم؛ فإن “فعالية اللقاح تصل إلى /85/ في المئة حتى عمر /3/ و/5/ سنوات، وهو مفيد جداً للحماية من الإصابة الفردية، حتى يتجه المجتمع لتعزيز إمكانياته، فيما يتم العمل على زيادة قدرة الإصحاح البيئي، لإنجاز مشاريع البنية التحتية، وعزل مياه الصرف الصحي”.
اتهام لتركيا ودمشق بأنهما السبب في تفشي الكوليرا بمناطق شمال وشرق سوريا
وكانت “منظمة هيومن رايتس ووتش” قد حمّلت، قبل أيام، كلاً من حكومتي سوريا وتركيا مسؤولية تفاقم وباء الكوليرا في مناطق شمال وشرق سوريا.
وقالت المنظة إن تركيا تعرقل وصول المياه الصالحة للشرب إلى شمال شرق سوريا، إضافة لحبسها لمياه نهر الفرات.
وأوضحت أن حكومة دمشق تعرقل وصول المساعدات لمناطق شمال وشرق سوريا.
وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش”، آدم كوغل: “هذا التفشي المدمر لـ(الكوليرا) لن يكون آخر مرض منقول بالمياه يمسّ السوريين إذا لم تعالَج أزمة المياه الحادة في البلاد فوراً، ولا سيما في الشمال الشرقي، إذ يمكن لتركيا، وينبغي لها، أن تتوقف فوراً عن مفاقمة أزمة المياه في سوريا”.
وأضاف “كوغل”: “في 2011، وقف السوريون بوجه حكومة ترتكب الفظائع؛ للنضال من أجل حقوقهم المدنية والسياسية، والآن، بعد أكثر من عقد من الزمن، ها هم يكافحون من أجل تلبية أبسط احتياجاتهم الأساسية”. ووعدت وكالات الأمم المتحدة بإيصال الإمدادات الطبية، بما فيها المضادات الحيوية والسوائل الوريدية، من دمشق إلى مناطق تفشي الوباء في شمال شرقي سوريا، لكن الإمدادات لم تصل حتى 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أي بعد شهر من إعلان تفشي المرض، بحسب ما أوردته منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقريرها.