رغم اتساع مناطق انتشارها.. مدارس كوباني تفتقر لتدابير وقائية من “الكوليرا”
تزامن انتشار مرض “الكوليرا” في سوريا مع بداية العام الدراسي الجديد، حيث تكتظ المدارس بالطلاب في مدينة كوباني، شمالي شرق سوريا، كغيرها من المدن والمحافظات، إلا أن الملفت أنها لم تتخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من المرض المنتشر في معظم مناطق شمال شرق سوريا.
تفتقر مدارس مدينة كوباني لمقوّمات التعقيم والنظافة لعدم توفّر مستلزماتها، ما يشكل مخاوف لدى معظم أهالي الطلاب من تفشي مرض “الكوليرا” بين الطلاب، وفقاً لما قاله عدد من ذوي الطلبة.
وبات موضوع المغاسل والحمامات التي “لا تصلح للاستخدام”، وافتقار المدارس لمقوّمات النظافة الشخصية يقلق “سهام إبراهيم”، وهي أم لطالبين في مدارس كوباني، رغم توعيتها لطفليها بضرورة اتّباع وسائل النظافة الشخصية التي تقيهم من المرض.
لا ترى “إبراهيم” أن الوضع حرجٌ لدرجة يمنع إرسال أطفالها إلى المدارس، وأن ما يطمئنها أن المدينة لم تسجّل حتى الآن أية إصابات، حسب ما روته لمنصة “مجهر”.
وردّاً على شكاوى الأهالي؛ أكدت “نظيرة حج علي” نائبة الرئاسة المشتركة لهيئة التربية في إقليم الفرات، أنهم جهَّزوا قائمة بمستلزمات التعقيم لرفعها للمنظمات الصحية، وأنهم يقومون بتعقيم المدارس بشكل دوري.
وأشارت المسؤولة، أنَّ هيئة التربية في إقليم الفرات، وبالتنسيق مع هيئة الصحة، قامت بتلقيح طلاب مدارس المرحلة الابتدائية الاسبوع الفائت لزيادة مناعتهم ضد الأمراض.
وخلال شهر سبتمبر/ أيلول الفائت انتشر مرض “الكوليرا” في مناطق شمال وشرق سوريا، وتم تسجيل عشرات الإصابات، حسب ما أعلنت عنها هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا، ولا سيما في مدن الرقة ودير الزور والحسكة والطبقة، وفي ١٣ من ذات الشهر حذّرت منظمة الصحة العالمية من خطورة انتشار كبير لمرض “الكوليرا” في سوريا.
وتحدث الطبيب “علي شاهين”، إخصائي جهاز الهضم والكبد لـ”مجهر”: “الأطفال يحتاجون إلى التركيز على النظافة الشخصية، بغسل اليدين مرات عديدة في اليوم، وتبديل الملابس، وعدم شرب المياه من المصدر؛ بل تعقيمها قبل الشرب، وكذلك عدم تناول الوجبات السريعة، لأن “الكوليرا” مرض بكتيري ينتقل بشكل أساسي عن طريق المياه الملوثة والطعام”.
وأشار الطبيب إلى أن كوباني شهدت حالات اشتباه بمرض “الكوليرا” دون أن تسجل إصابات، وأن المدينة تعرضت لأمراض مهددة للحياة كـ”الكورونا” والتهاب السحايا.
وتركزت المناشدات الطبية على توفير مياه خاضعة للتعقيم بعد انخفاض منسوب مياه نهر الفرات (المصدر الرئيس لمياه الشرب) ونتج عن ذلك تكاثر البكتيريا، وكذلك ضرورة تغطية قنوات الصرف الصحي لتجنّب الإصابة بمرض “الكوليرا”.
وافتتحت هيئة الصحة في إقليم الفرات مركزاً لمرضى “الكوليرا” في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بطاقة استيعابية لـ/٤٠/ سريراً، مؤكّدةً خلوَّ المدينة من الإصابات، ودعت إلى زيادة نسبة الكلور في مياه الشرب؛ لمنع انتشار المرض، حسب ما أفاد به “أحمد محمود” مسؤول هيئة الصحة في إقليم الفرات.
وتتبع لهيئة الصحة فرق توعوية في المراكز الصحية التابعة لها والبالغ عددها تسعة مراكز، اثنان منها في المدينة وسبعة في الريف، تنشر الوعي الصحي وطرق الوقاية من انتشار مرض “الكوليرا”.
تقرير: شيرين تمّو
