مطالب بزيادة رواتب موظفي الإدارة الذاتية.. ومسؤولون يؤكدون أن الموضوع “مجرد نقاشات”
تسبَّبَ الانهيار المتسارع في قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، بزيادة مطالب موظفي الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بزيادة الرواتب.
ويقبض موظّفو الإدارة الذاتية راتباً حدَّهُ الأدنى /260/ ألف ليرة سورية (قرابة 50 دولار أمريكي)، فيما يصل سقف الرواتب لحدود /500/ ألف ليرة (قرابة 95 دولار أمريكي).
“شيار عيسى”، هو أحد الموظفين في الإدارة الذاتية، في الحسكة، والذي يتقاضي راتباً شهرياً يقدر بـ/280/ ألف ليرة سورية، قال إن الراتب لا يكفيه، وإن المبلغ الذي يتقاضاه، لا يكفي حتى لآجار منزله.
وأشار أنه أجبر منذ البداية للتوجه لعمل إضافي في أحد المطاعم خلال الساعات المسائية.
ويرى “عيسى” أن موظفي الإدارة الذاتية يعيشون أوضاعاً صعبة، وقال “دائماً ما يقارنون أوضاعنا مع أوضاع موظفي الدولة السورية، لكن هذه المقارنة خاطئة، لماذا هذه المقارنة، لماذا لا نقارن أنفسنا بمناطق تتوفر فيها مقومات أفضل، الكل يعلم أن موظفي الدولة لا يعتمدون على الراتب الذي يتقاضونه بتاتاً”.
وأضاف: “نتمنى ألا نكون مثلهم، وأن تقوم الإدارة الذاتية بخطوة نحو تحسين الرواتب”.
وانتشرت مؤخراً أنباء عن نية الإدارة الذاتية بزيادة رواتب موظفيها بنسبة ما بين 40 إلى 60%.
ويقول “موظف آخر” في الإدارة الذاتية، فضَّلَ عدم كشف هُويَّته، إن الزيادة التي تتحدث عنها الإدارة الذاتية، ستكون مناسبة، لكنه شدَّد على أن هذه الزيادة لن تكون كافية في ظل الظروف الراهنة.
وأضاف “أسعار المحروقات في زيادة، وأنا متأكد أن أسعار مواد أخرى سترتفع، كما أن جميع المواد الغذائية شهدت ارتفاعاً في اسعارها، وحتى المواصلات وأيضاً، أصحاب المولدات يقبضون الآن أسعاراً أعلى من ذي قبل”.
وقال الموظف الذي يتقاضى راتباً يُصنَّف على أنَّه الأعلى ضمن الإدارة الذاتية، والذي يقدر بـ/500/ ألف ليرة سورية، إن المصروف الشهري لعائلته، التي تتكون من أربعة أفراد تصل حدود /900/ ألف ليرة سورية.
وقال: “لو كنت أسكن في منزل أجار؛ لكنت سأدفع الآن قرابة 275 ألف إضافي”.
وفي ظل هذا الحديث المستمر عن زيادة الرواتب لموظفي الإدارة الذاتية؛ تحدثت وسائل إعلامية عن زيادة مرتقبة.
وقال الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية “سلمان بارودو” لمنصة “مجهر” إنهم لم يحددوا إلى الآن أي نسبة، وقال “موضوع الرواتب هو محور نقاشاتنا، هناك مقترحات من قبلنا بزيادة الرواتب، لكنها إلى الآن مجرد مقترحات ودراسات”.
وكانت وسائل إعلامية قد تحدثت عن زيادة بنسبة 50%، إلا أن “بارودو” نفى الأمر، وقال إن “النسبة لم تحدد، والمقترح لم تتم الموافقة عليه بعد”.
وإلى ذلك؛ أكد مصدر مسؤول في الإدارة الذاتية، أن موضوع زيادة الرواتب هو محور نقاش منذ فترة طويلة، وقال “موضوع زيادة الرواتب يتم مناقشتها منذ أشهر، لكن في الفترة الأخيرة هناك دراسات جدية، بسبب تدهور قيمة الليرة السورية”.
وقبل حوالي عام أقرَّت الإدارة الذاتية، زيادة أجور العاملين في مؤسساتها، بنسبة وصلت /30/ بالمائة تضاف إلى الراتب الشهري، فيما سبقت هذه الزيادة زيادة أخرى عام 2020 بنسبة 150%.