محاولات روسية باءت بالفشل لتشغيل “علّوك”.. الإدارة الذاتية تردّ بقطع الكهرباء عن المحطة
في أحياء مدينة الحسكة؛ أنهكَ البحث عن “صهاريجٍ” لتزويدهم بمياه الشرب كاهل قاطنيها، بعدما شهدت المدينة مجدداً انقطاعاً كاملاً لمياه محطة “علوك” عن المدينة وريفها.
وتغذي مياه محطة “علوك” حوالي مليون نسمة من سكان الحسكة ونواحي وبلداتٍ تابعة لها، شمال شرق سوريا، بمياه الشرب، إضافة لمخيمات تقع في المدينة وريفها.
وبحسب الرئيسة المشتركة لمديرية المياه التابعة للإدارة الذاتية في الحسكة، نوّار صبري، في تصريح خاص لمنصة مجهر، انخفض الوارد المائي من “علوك” منذ الخامس والعشرين من شهر حزيران المنصرم بنسبة ثلاثة أضعاف.
وقالت صبري: “خزّان الحمة يتّسع لـ30000 م3 وكان يمتلئ يومياً، حالياً أصبح يمتلئ كل ثلاثة أيام رغم تزويد محطة علوك بالكهرباء أضعاف الكمية اللازمة لتشغيلها، حيث يتم تزويدها بـ 8 ميغا واط بدلاً من 3 ميغا اللازمة للتشغيل”.
وبدأت أزمة المياه في الحسكة منذ عام 2019، بعد أن احتلت تركيا والفصائل التابعة لها مدينة سري كانيه/ رأس العين، ومن ثُمَّ سيطرتها على محطة مياه “علوك” شرق المدينة المحتلة، والتي تغذي بشكل رئيسي مدينة الحسكة وريفها.
وكانت المياه تصل للحسكة كل 6 – 8 أيام، مقسمة لست “وجبات”، وفقاً للرئيسة المشتركة لمديرية المياه، وهي على النحو التالي:
يوم لأحياء “الناصرة، الكلاسة، العمران، والمشيرفة”.
يوم لأحياء “تل حجر، المربع الأمني، وحي المريديان”.
يوم لأحياء “النشوة الشرقية، والنشوة الغربية”.
يوم لـ”حي الغويران”.
يوم لـ”حي العزيزية”.
يوم لحيي “الصالحية، والمفتي”.
وكانت تضاف لهذه “الوجبات” تخصيص يوم لبلدات “تل طويل، توينة، صفيا، وحي الخشمان” شمال المدينة، إضافة لتخصيص المياه لبلدة “تل تمر” شمال غرب الحسكة في يوم السبت، وفقاً لحديث المسؤولة في المديرية.
وبحسب الرئيسة المشتركة؛ فإن المياه كانت تصل مؤخراً كل /18/ يوماً مرة واحدة لكل حي من أحياء المدينة، بسبب انخفاض الكمية الواردة قبل أن تنقطع بشكل نهائي منذ تاريخ 10 أغسطس/ آب من العام الحالي “بسبب كسر في الخط من جهة المرتزقة”، حسب صبري.
نتيجة لعدم وصول الوارد المائي إلى الحسكة وريفها، توجهت مديرية الطاقة في الإدارة الذاتية لقطع الكهرباء عن المحطة في 22 أغسطس/ آب الماضي.
وتقول صبري لـ مجهر: “في 29 أغسطس/ آب تم تغذية محطة علوك بالكهرباء لمدة 48 ساعة بضمانة روسية للوقوف على التعديات، لكن لم تصل المياه إلى الحمة. وفي 10 سبتمبر/ أيلول تم تغذية علوك بالكهرباء لفترة ما تقارب من 30 ساعة، ولم يصل الوارد إلى الحمة”.
وفي ظل الانقطاع المستمر للمياه؛ يتوجه السكان في الحسكة لحلول بديلة، منها حفر الآبار والتي لا تصلح مياهها للشرب، إضافة لاعتمادهم على صهاريج المياه والتي تباع بـ 7 آلاف إلى 8 آلاف ليرة سورية لكل خزان سعته (5 براميل).
وعن الحلول البديلة والتي وصفتها مسؤولة مديرية المياه بـ “الإسعافية” فقد تعمل بلدية الشعب إضافة لبعض المنظمات، على توزيع المياه بالصهاريج على سكان المدينة، مجاناً، كذلك قدم التحالف الدولي 25 صهريج لتوزيع المياه لبلدية المدينة، لكن رغم ذلك لا يتم تغطية حاجة أحياء المدينة.
وكشفت مسؤولة مديرية المياه، عن دراستهم لمشاريع عدة، آملين تلقيهم الدعم من جهة داعمة، لتنفيذ مشروع بديل عن محطة “علوك”، وقالت: “المشروع البديل يجب أن تتوفر فيه شروط؛ لأننا لا نبحث عن مشروع يعتمد على مياه سطحية، بل على مياه جوفية يلبي حاجة سكان الحسكة لسنوات، أي على الأقل لعشر سنوات، لحين إيجاد مشروع بديل”.
إعداد: ملحم المعيشي – مـجـهـر