المجلس الوطني الكردي يستعد لعقد مؤتمره الرابع و يؤكد أن وجوده في الائتلاف “قضية استراتيجية”
فيما يستعد المجلس الوطني الكردي في سوريا لعقد مؤتمره الرابع في مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، خلال الأيام القادمة، أكد قيادي في صفوفه، أن المؤتمر سيناقش قضايا عدة؛ أبزرها وضع عفرين و”افتتاح مكاتب المجلس الوطني في مناطق غرب الفرات وتفعيلها”.
وتشهد علاقات المجلس الوطني الكردي السوري توترات مع أحزاب “الوحدة الوطنية الكردية”، ويعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) من أكبر أحزابها.
وعلى الرغم من الحوارات التي جرت بين الطرفين إثر المبادرة التي أطلقها قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، ورعتها الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها لم تفضِ إلى نتائج ملموسة، فيما يواجه المجلس الوطني الكردي تحديات أخرى تتمثل بعلاقات، يقال إنها تواجه “فتوراً” مع “الائتلاف السوري” المدعوم من أنقرة.
وكان من المقرر أن يعقد المؤتمر في وقتٍ سابق من الآن، إلا أن انعقاده تأخر لعدة أسباب، وفقاً لما قاله رئيس ممثلية المجلس الوطني الكُردي في إقليم كُردستان، كاوا عزيزي، لمنصة مجهر، منها “مناقشة وثائق المؤتمر وانتخاب المستقلين، وكذلك مشاكل متعلقة بالهيكلية، وانضمام أحزاب ومنظمات جديدة للمجلس”.
ما هي الملفات التي سيناقشها “الوطني الكردي” في مؤتمره الرابع؟
وعن أبرز ما سيناقش في المؤتمر المزمع عقده خلال الفترة القادمة، قال عزيزي، “هي نقاشات مختلفة؛ منها العلاقة بين الائتلاف والمجلس، والموقف من التطورات الجارية، وخاصة السياسة التركية الجديدة تجاه النظام، ومناقشة وضع جبهة السلام والحرية، وغيرها من المواضيع التي تحتاج إلى مناقشات مطوّلة”.
ويضيف عزيزي في حديثه: “هناك تحوّل في السياسة التركية التي أقلقت المعارضة بشكل جدي بالرغم من “التطمينات التركية”.
كما شدد رئيس ممثلية المجلس، المقيم في عاصمة إقليم كردستان العراق، على أنه من أبرز الملفات التي يجب مناقشتها هي وضع مناطق “عفرين، رأس العين، وتل أبيض”.
وأكد “عزيزي” على ضرورة العمل في مناطق “غرب الفرات”، وتعزيز العلاقة بين “قيادات الخارج والداخل”، وتقسيم العمل وتأسيس المؤسسات، والبرنامج السياسي للمجلس وموقفه من مجمل الأحداث والقوى الموجودة.
وشدد على ضرورة العودة لمناطق “غرب الفرات” وفتح مكاتب المجلس الوطني الكردي؛ أي “الوجود العلني الشرعي”، وفقاً لتعبيره.
“الوطني الكردي”: لا اعتراض على عقد المؤتمر في القامشلي حتى الآن
وقال رئيس ممثلية المجلس الوطني الكُردي في إقليم كُردستان “كاوا عزيزي” إن المؤتمر من المقرر أن ينعقد في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، وإنه “انتخب المستقلين” الذين سيشكلون نسبة 51% من أعضاء المؤتمر، حسب وصفه، مؤكداً أنه حتى الآن “لم يظهر أي اعتراض على عقد المؤتمر في القامشلي” من قبل القوى الأمنية في الإدارة الذاتية.
وكانت وسائل إعلام محلية عدة، قد شككت في نسبة “المستقلين” في مؤتمر المجلس وواجه أحزاب المجلس اتهامات بترشيح منتسبين أو موالين لها مع احتسابهم في خانة المستقلين.
وحول قائمة المستقلين، يقول القيادي في المجلس الوطني الكردي: “تم تحديد عددهم حسب المناطق الجغرافية بشكل عادل، وتم انتخاب أعضاء من بين مجموعة من المرشحين ذوي التوجهات الوطنية والسمعة الجيدة في مناطقهم كوجهاء وشخصيات مؤثّرة”.
“وجودنا داخل الائتلاف قضية استراتيجية وسنتطرق إلى الحوار الكردي – الكردي”
ومن المتوقع أن يتطرق مؤتمر المجلس الوطني الكردي لعلاقاته مع الائتلاف السوري، حيث يصر على أن العلاقة مع الائتلاف “استراتيجية”.
وسيقف المؤتمر مطوَّلاً على طبيعة العمل ضمن الائتلاف وضرورة “القيام بدور أكثر فعالية”، وفقاً لـ”عزيزي”.
وأكد في حديثه: “وجودنا في الائتلاف قضية استراتيجية، واخترنا العمل مع المعارضة منذ بداية الثورة، وسيتم مناقشة تصحيح العلاقة بين الطرفين لخدمة القضية الوطنية السورية”.
ولم يخف “عزيزي” وجود الفتور في العلاقات مع الائتلاف، وأردف بالقول: “يجب أن نبني علاقة متينة ونكون أكثر فعالية ضمن صفوف الائتلاف”.
وفيما يخص المحادثات مع أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، قال ممثل المجلس الوطني الكردي في إقليم كردستان: “بالنسبة للحوار مع PYD أيضاً سيكون أحد محاور نقاش المؤتمر”، موضّحاً أن “الحوار متوقف حالياً نتيجة الخروقات الفظّة من طرفهم، وما يقومون به من اعتقالات وتصفيات لمعارضيه، واختطاف الأطفال وحرق المكاتب وغيرها من الخروقات”، وفقاً لتعبيره.
وكان المجلس الوطني الكردي في سوريا قد تشكل في 26 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2011، في إقليم كردستان من ائتلاف ضمَّ العديد من الأحزاب الكردية.
وانخرط المجلس في صفوف “المجلس الوطني السوري المعارض”، ومن ثم انضم إلى “الائتلاف الوطني السوري” المدعوم تركياً.