الولايات المتحدة الأمريكية توضح أسباب استهدافها الأخير لميليشيات إيران في سوريا
قصفت طائرات عسكرية أمريكية أهدافاً لميليشيات إيرانية شرقي سوريا، في ردٍّ على هجمات إيرانية استهدفت قواعد أمريكية في ريف دير الزور، وفقاً لما قاله مسؤولين أمريكيين.
وأصيب يوم الأربعاء الماضي، ثلاث جنود أمريكيين بجروح طفيفة إثر إطلاق ميليشيات، قيل إنها “إيرانية”، لصواريخ استهدفت قاعدة “كونيكو” العسكرية بريف دير الزور الشرقي، حيث سقط صاروخان خارج قاعدة “القرية الخضراء” في حقل العمر النفطي.
وسبقت الهجمات الإيرانية هجمات أمريكية استهدفت مجموعة من المخابئ المستخدمة لتخزين الذخيرة والدعم اللوجستي من قبل الجماعات المدعومة من إيران في سوريا، في منشأة تُعرف باسم “منشأة عيّاش”.
وكان قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال “إريك كوريلا”، قد قال إن “الضربة في شرق سوريا كانت ردّاً على هجمات الجماعات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية في سوريا في 15 أغسطس/ آب الجاري، في منطقة “التنف” وقاعدة “القرية الخضراء” في حقل العمر النفطي.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية مساء أمس في بيان لها إن “رد الجيش” أسفر عن مقتل أربعة من “مقاتلي العدو” وتدمير سبع قاذفات صواريخ.
وجاء في البيان: “لا تسعى الولايات المتحدة إلى صراع مع إيران، لكنها تواصل اتخاذ الاجراءات اللازمة للدفاع عن أمنها”.
من جهتها نفت “طهران”، وجود أيّ علاقة بينها وبين المجموعات التي استهدفتها الغارات الأمريكية، واصفةً في الوقت نفسه هذه الضربات “انتهاكاً لسيادة دمشق”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “ناصر كنعاني” في بيان “هذا الاعتداء الجديد للجيش الأمريكي على الشعب السوري هو اعتداء إرهابي ضدّ المجموعات الشعبية والمقاتلين ضدّ الاحتلال”. ونفى أن تكون هذه المجموعات تابعة لطهران.
وقال قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة “داعش” الميجور جنرال “جون برينان”: “لن نتسامح مع هذه الهجمات، وسنرُدُّ بقوة من خلال استخدام كل الوسائل المُتاحة لنا لحماية أمننا والدفاع عن أنفسنا”.
وتسعى القيادة المركزية الأمريكية إلى احتواء تداعيات الغارات الجوية الأمريكية التي شُنَّت قبل فجر يوم الأربعاء ضد مخابئ غير مأهولة مرتبطة بـ”الحرس الثوري الإيراني” في دير الزور، وفق ما أكده مسؤولون أمريكيون.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية؛ فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن منح القوات الجوية الأمريكية، يوم الأربعاء الماضي، “تفويضاً” بشن غارات على مستودع “عيّاش”، ردّاً على هجومين سابقين استهدفا القواعد الأمريكية في سوريا في 15 أغسطس/ آب في “القرية الخضراء” ومنطقة “التنف”، ولم يتسبب أي منهما في أضرار أو إصابة أي فرد من القوات الأمريكية، وشن بعد الهجومين؛ هجوم آخر على قاعدة “كونيكو”، أسفر عن وقوع إصابات، حسب بعض المصادر في المنطقة، ولكن لم يتم التأكيد عليها من قبل القوات الأمريكية.
وقال كبير مسؤولي السياسة في البنتاغون، “كولين كال”، للصحفيين إن الضربات على منشأة “عيّاش” مصمَّمة بعناية لإرسال رسالة إلى إيران ووكلائها، مع تجنّب وقوع إصابات.
ووفقاً لتقارير أمريكية؛ فإن الهجوم الأمريكي استهدف /9/ أقبية تستخدمها الميليشيات الإيرانية لتخزين الأسلحة وتقديم الدعم اللوجستي لعملياتها. واعتبرت التقارير الأمريكية هذه الهجمات “ردّاً فورياً” على الهجمات “الإيرانية” لمواقع تتمركز فيها قوات أمريكية.
وأشارت تقارير من القيادة الأمريكية أن الهجمات أسفرت عن مقتل /3/ إلى /4/ من عناصر الميليشيات الإيرانية، إضافة لتدمير قاذفات الصواريخ ومركبات، ونوَّهت أن هذا لم يكن نهاية الردّ، وأن القوات الأمريكية استخدمت طائرات ” AC- 130 ” ومدافع M777 “هاوتزر” وكذلك المروحيات.
وتأتي الضربات الجوية الأمريكية في وقت حرج بالنسبة للعلاقات الأمريكية والإيرانية، حيث كان هناك تقدُّمٌ في إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الذي يهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية.
وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لشبكة CNN، أنه لا توجد صلة بين الضربات والجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي.
وقال “الضربات كانت مجرد ردٍّ على الهجمات الإيرانية الأخيرة على القوات الأمريكية”.
وأضاف: “سواء كان هناك اتفاق أم لا، فإن التزام الرئيس بحماية الأفراد الأمريكيين ومواجهة أنشطة إيران التي تعرّض شعبنا أو أصدقائنا في المنطقة للخطر هو التزام ثابت”.
وتابع: “الاتفاق النووي لا علاقة له باستعدادنا وقدرتنا على الدفاع عن شعبنا ومصالحنا”.
من جهته قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الخميس، إنه تم توجيه ضربات جوية ضد ميليشيا مدعومة من إيران في سوريا “من أجل الدفاع عن سلامة أفرادنا وحمايتهم، وردع إيران والميليشيات المدعومة منها”.
وذكر بايدن: “لقد وجّهت الضربات من أجل الدفاع عن سلامة أفرادنا وحمايتهم، وإضعاف وتعطيل سلسلة الهجمات المستمرة ضد الولايات المتحدة وشركائنا، وردع إيران والميليشيات المدعومة منها لشن أو دعم مزيد من الهجمات على أفراد ومنشآت الولايات المتحدة”.
وأضاف: “دعماً لهذه الأهداف؛ كانت الضربات الدقيقة موجّهة إلى منشأة للوجستيات وتخزين الذخيرة تستخدمها الجماعات المتورّطة في هذه الهجمات المستمرة”.