بمواد من بقايا ورشات البناء .. “عروة” يلاحق حلمه باحتراف “بناء الأجسام”
دمشق – مجهر
يلقبه سكان المزة 86 في دمشق بالشاب الصخري وهو يقول عن قصته بأنها “تستحق أن تروى”، بعد أن حول شرفة منزله إلى نادٍ رياضي صغير أنشأه باستخدام أدواتٍ من بقايا ورشات البناء.
تتعارض الفكرة التي بدأها عروة (اسم مستعار) الشاب العشريني مع “طموحه الرياضي الكبير”، لكنه في ذات الوقت يراه تحدياً للواقع الذي يعيشه في ظل الأزمة.
شهرة “عروة” (21 عاماً) جاءت بسبب الأدوات التي استطاع صنعها من مخلفات عمله كـ “بنّاء” من بقايا الإسمنت والحديد في ورشات البناء التي يعمل بها.
البداية مع الشاب العشريني كانت “من باب التسلية” وفق ما قال.
وأوضح “مع مرور الوقت اتضح أنني سأكون بحاجتها بشكل حقيقي لأستمر بالتدريب وممارسة رياضة بناء الأجسام، بعد أن ارتفعت رسوم التسجيل بشكل كبير في نادٍ لبناء الأجسام”.
وتبلغ رسوم الاشتراك في نادٍ “متوسط” 50 ألف ليرة سورية، يضاف إليها أجور المدربين التي تصل أيضاً لـ 50 ألفاً وفقاً للشاب المفتول العضلات، ويرى أن هذا المبلغ يفوق قدرته كباقي الشباب وقال “متطلبات الحياة في دمشق باتت تطلب حساب أي ليرة ينبغي صرفها”.
الإصرار الذي يعيشه الشاب لتحقيق حلمه بالاحتراف بات أقل وفقاً لما قاله .
وبدى عروة متحسراً في حديثه لمنصة مجهر الإعلامية، “لأن الأدوات البسيطة لا تكفي لبناء الجسد بشكل احترافي”.
ويكمل عروة، حديثه “الاحتراف يتطلب وجود آلات وأجهزة يصل ثمنها لملايين الليرات، أو التسجيل بناد رياضي يضاف إليها أسعار المكملات الغذائية، التي يجب شراؤها بعد ارتفاع أسعار الوجبات الصحية والطبيعة بشكل كبير”.
لم تحبط عروة السخرية التي تعرض لها في البداية بعد استخدامه للأدوات البدائية في تمرينه وقال “لم تحبطني السخرية التي واجهتها، بل كانت مصدر دافع لي للتميز، فأنا أشد أبناء الحي حالياً وأكثرهم صلابة بالرغم من بدائية أدواتي، وبالفعل أجد نفسي أنني أشبه الصخر”.
أعداد كبيرة من الشباب السوري تخلوا عن أحلامهم وطموحاتهم الفنية والأدبية والرياضية، بسبب الانهيار الاقتصادي السوري، ودفعهم لحصر أحلامهم بتأمين لقمة عيشهم بشكل يومي لا أكثر.
يتقبل “عروة الصخري” فكرة أن حلمه بالاحتراف لن تتحقق، على الأقل في هذه الفترة وضمن هذه البلاد، وفق وصفه.
لكن فكرة أنه حاول وتحايل على الظروف ترمم شعوره بالأسى اتجاه واقعه، معتبراً أن “لديه قصة تستحق بالفعل أن تروى”.
خاص – مجهر