استمرار عجز حل الأزمة السورية وسوريون ضحايا مقايضات تركية.. محاور منتدى عقد في الحسكة
نَظَّمَ المركز الكردي للدراسات، يوم أمس، السبت، منتدىً حوارياً في مدينة الحسكة، لمناقشة أبعاد التهديدات التركية الأخيرة على مناطق شمال وشرق سوريا.
شارك في المنتدى ما يقارب من /200/ شخصية أكاديمية ومثقفون وممثلون عن الإدارة الذاتية والأحزاب السياسية وشيوخ عشائر عربية وكردية ونشطاء وإعلاميون.
فضح المخططات التي تستهدف المنطقة
ووفقاً للقائمين على المنتدى؛ فإن الهدف منه تحديد المشاكل التي تواجه قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية خلال الفترة الراهنة، بالتزامن مع الهجمات المستمرة التي تتعرض لها المنطقة من قبل الاحتلال التركي، ولمناقشة الحلول لمواجهة هذه التحديات.
المؤتمر انطلق باستعراض من قبل مدير المركز الكردي للدراسات “نواف خليل”، تطرق فيه لأبرز التطورات في شمال وشرق سوريا.
وقال إن تركيا ترتكب جرائم يومية بحق سكان المنطقة.
وأضاف “نحن هنا لنسلط الضوء على كيفية التصدي للمخططات التي تستهدف المنطقة والحفاظ على سلامة أبنائها”.
وطالب “خليل” خلال كلمته بـ “مزيد من العمل لفضح المخططات التي تستهدف المنطقة”.
وأوضح بأن “تركيا تسبَّبت بقتل وتهجير المواطنين وزعزعة الاستقرار، وإنعاش “داعش”، مثلما حصل في مدينة الحسكة أثناء الهجوم على سجن الصناعة في حي غويران”.
اتفاقية “أضنه – 2” ودعوات للتحالف الدولي بدعم الإدارة الذاتية سياسياً
وخلال المنتدى حذَّرت “نورشان حسين”، وهي سياسية كردية سورية تعمل في مركز الاستشارات الدبلوماسية، من اتفاقية “أضنة – 2″، بين أنقرة وسلطات دمشق.
وقالت إن هذه “الاتفاقية ستكون أشد تأثيراً لجهة العداء للكرد وحقوقهم”؟
وأضافت في كلمتها “نحن أمام صيغة جديدة من اتفاقية أضنه، والتي كان الهدف الرئيسي منها قمع الكرد”.
وأكدت في حديثها أن اتفاقية أضنة الأولى سمحت لتركيا بالتوغل في الأراضي السورية لمسافة /5/ كم، فيما ستسمح “الاتفاقية الجديدة أضنه – 2″ الحقَّ لأنقرة بالتوغل حتى عمق /30/ كم”.
وأشارت السياسية السورية إلى “مخطط خطير بين سلطتي النظام السوري وتركيا”، وأن روسيا هي المسؤولة الأولى والضامنة لتنفيذ هذه “الاتفاقية”.
كما طالبت السياسية السورية التحالف الدولي بدور أكبر ودعم الإدارة الذاتية سياسياً، ووقف الاستهدافات التركية للمنطقة.
وأشارت السياسية “نورشان حسين” إلى أن تركيا أدت دوراً خطيراً منذ بداية الأزمة السورية “وهو دعم المشروع الإخواني الذي طرحته المعارضة السورية، بعد أن خرجت من أيدي السوريين وأصبحت جهازاً من أجهزة الحفاظ على الأمن القومي التركي المزعوم”.
من جهتها طالبت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية “أمينة عمر” بممارسة الضغط على التحالف الدولي والولايات المتحدة على وجه التحديد كي تحمل تركيا على وقف اعتداءاتها على مناطقنا، وقالت “يجب أن يكون هناك دعم سياسي إلى جانب الدعم العسكري، ويجب الاعتراف بتركيا كدولة احتلال في سوريا والعراق، وعلى المجتمع الدولي تغيير موقفه من تركيا، وعلينا المطالبة بهذا الأمر باستمرار”.
استمرار عجز المجتمع الدولي عن حل الأزمة السورية
تحدّث في الجلسة، أيضاً، نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية “بدران جيا كرد”، وبيَّنَ أسباب عجز المجتمع الدولي في إيجاد حلول مستدامة للأزمة السورية.
وأرجع نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية تلك الأسباب إلى عوامل عدّة، أبرزها:
1– استمرار دعم تركيا لتنظيم “داعش” الإرهابي.
2– عدم وجود موقف دولي واضح من جرائم دولة الاحتلال التركي، نظراً لوجود مصالح بين تلك الأطراف، والتي تمنح تركيا الجرأة في دعم تنظيم “داعش” الإرهابيّ.
3– غياب الجهود الدولية لتجفيف المنابع الرَّئيسة للإرهاب والتي مصدرها مناطق الاحتلال التركي المحتلة في سوريا.
4– عدم تحرك المجتمع والقوى الدولية في محاربة “داعش” على مختلف المستويات، واقتصارها على الجانب العسكري دون تقديم الدعم على المستوى السياسي والاقتصادي لشعوب شمال وشرق سوريا التي أدت الدور الرَّئيس في محاربة “داعش”.
5– عدم وجود رؤية سياسية واضحة للمجتمع الدولي لحل الأزمة السورية، وتجاهل مشروع الإدارة الذاتية.
6– عدم جدية الحكومات والقوى الدولية في التحرك حيال مرتزقة “داعش” المعتقلين في سجون شمال وشرق سوريا، وحيال أسرهم الموجودين في المخيمات.
ويرى “جيا كرد” أن “أغلبية الكتل والتيارات السياسية التركية تتبنى الصيغة القومية الأحادية، وأن كافة التيارات متفقة على محاربة القضية الكردية، وأن الاختلاف بينها يكمن فقط في الأدوات”.
ووفقاً للمركز الكردي للدراسات؛ فإنه تم تهجير ما يزيد عن /400/ ألف شخص من مدينة عفرين وريفها، و/300/ ألف شخص من مدينة سري كانيه/ رأس العين وريفها، فيما حذر من موجهة نزوح جماعية في حال بدء أي عدوان تركي جديد على المنطقة.
السوريون ضحية مقايضات وتغيير ديمغرافي ودعوات لتوحيد خطابهم
وأشار “بدران جيا كرد” أيضاً إلى أن “السوريين في مناطق الاحتلال التركي تعرَّضوا للمقايضة من الجانب التركي”.
وأضاف “قايضتهم تركيا في مناطق عيشهم، بداية في درعا والغوطة وغيرها من المناطق السورية، ثم نقلتهم للاستيطان في مناطق متفرقة من الشمال السوري، بينها عفرين التي أرادت تركيا إحداث تغيير سكاني وديمغرافي فيها”.
وأردف بالقول “الحكومة التركية تتحضَّر حالياً للمرحلة الأخيرة من المقايضات، دون النظر في رغبة وآمال السوريين”.
وشدَّد على أن الهدف التركي يكمن في الوقت الحالي حول كيفية التخلص من اللاجئين السوريين، والقضاء على تجربة الإدارة الذاتية، دون إبداء أي اهتمام لموضوع الثورة السورية ومطالب الشعب السوري، حسب وصفه.
ودعا نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية “بدران جيا كرد” في ختام مداخلته جميع السوريين إلى الوحدة والبحث عن حل للأزمة السورية، واعتبر أن هذا الخيار “هو الوحيد لسد الطريق أمام خطط تقسيم سوريا أو تحويلها إلى دولة محتلة ومخترقة من الغير، وإلى أدوات تنفذ مشاريع الآخرين وتخوض حروبهم وتحمي مصالحهم”.
تجربة (قسد) تستحق التقدير
من جهته أشاد الأكاديمي السوري “غسان إبراهيم”، في كلمته للمنتدى، بقوات سوريا الديمقراطية، وقال “قسد تجربة تستحق التقدير”.
وتابع “يكفي أنها قضت على “داعش”، هي تستحقُّ أن تكبر، ويجب أن تفتح أيديها للآخرين وتعتبرهم شركاء المستقبل، وعندما تجذب الآخرين؛ فإنها تسحب الأوراق من يد تركيا”.
ودعا الأكاديمي “إبراهيم” السوريين في حديثه للتعاون، وأوضح “اليوم، كل السوريين بحاجة لبعضهم البعض، ومن يرفض أن يمد يده للآخر، لن يجد أحد يمد يده له، ننجو جميعاً أو نرحل فرادى”.
من جانبها قالت القيادية في وحدات حماية المرأة “نوجين ديرك”، إن الاطراف الفاعلة في الأزمة السورية منحت تركيا الضوء الأخضر، من خلال فتح المجال الجوي لاستهداف قيادات في قوات سوريا الديمقراطية، والتي حاربت داعش، وأضافت “التحالف الدولي صامت، ولم يبدِ موقفاً واضحاً إزاء اعتداءات دولة الاحتلال التركي، على الرغم من أن تركيا استهدفت أطفالاً في منطقة لم تكن تبعد 2 كم عن قاعدة للتحالف الدولي”.
وانتهت فعاليات منتدى المركز الكردي للدراسات مساء أمس بمطالبة القوى والمجتمع الدولي بتقديم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية في مجابهة تنظيم “داعش” الإرهابيّ وتركيا، بالإضافة إلى دعم الإدارة الذاتية سياسياً واقتصادياً.