مخيم الركبان.. نازحون عالقون وسط الإهمال وانعدام الخيارات

روبين عمر – خاص
في قلب الصحراء القاحلة، وعلى تخوم الحدود السورية الأردنية العراقية، يستمر مخيم الركبان في معاناته المستمرة، حيث يعيش ما تبقى من نازحيه في ظروف إنسانية صعبة، وسط غياب شبه كامل لأي دعم دولي أو محلي حقيقي.
فمع عودة آلاف النازحين إلى مناطقهم الأصلية، لا يزال 175 عائلة محاصرين داخل المخيم، دون أمل قريب في الخروج.
وتأسس مخيم الركبان عام 2014 كملاذ مؤقت للهاربين من بطش الحرب، لكن مع مرور السنوات، تحول إلى سجن مفتوح لسكانه الذين تخلت عنهم كل الأطراف.
كان المخيم في ذروته يضم عشرات الآلاف، قبل أن تبدأ موجات الخروج التدريجي، سواء إلى مناطق النظام السوري السابق أو إلى الشمال السوري، بحثًا عن حياة أفضل أو أقل قسوة.
معاناة مستمرة وأبواب العودة موصدة
وبحسب الناشط الإعلامي محمد الفضيل، وهو أحد النازحين السابقين في المخيم، فإن 175 عائلة ما زالت عالقة هناك، معظمهم من نازحي بلدة مهين، إضافة إلى نازحين من تدمر والقريتين.
وأوضح الفضيل في تصريح خاص لمنصة مجهر الإعلامية أن العقبات التي تمنعهم من العودة إلى ديارهم متعددة، أبرزها عدم وجود منازل صالحة للسكن، وارتفاع أجور النقل، حيث وصلت تكلفة نقل العائلة الواحدة إلى خمسة ملايين ليرة سورية، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم النازحين.
ورغم المعاناة المستمرة، لم تتخذ سلطات الأمر الواقع في منطقة الـ55 كم أي إجراءات فعلية لمساعدة العائلات العالقة، كإتاحة وسائل نقل مجانية إلى المناطق التي يُفترض عودتهم إليها.
كما أن التغطية الإعلامية تكاد تكون معدومة، مما يزيد من عزلة المخيم عن المشهد السوري العام.
- مناشدات لإنقاذ من تبقى
ودعا الفضيل المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، بما فيها الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري، إلى التدخل العاجل وتأمين خروج النازحين، وتقديم دعم فعلي يساهم في إعادة توطينهم، بعد سنوات من النزوح القسري والإهمال.
وفي ظل غياب أي حلول ملموسة، يبقى مخيم الركبان شاهدًا على مأساة مستمرة، وأمل النازحين معلقًا بجهود قد تأتي، أو قد لا تأتي أبدًا.