تقارير

ما هي مطالب الإدارة الذاتية في “سوريا الجديدة”؟  

خلال ندوة حوارية في مدينة الحسكة شمال  شرقي سوريا قالت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلهام أحمد، أن عملية التغيير في سوريا “لا تزال جارية، وملامح سوريا الجديدة لم تتضح بعد”.

وأضافت: “نحن نعيش مرحلة انتقالية، وهي مرحلة مهمة جداً لرسم مستقبل سوريا الجديدة، ويبقى السؤال: من سيرسم هذه الملامح، وكيف سيتم ذلك”.

وأكدت أحمد أن “المجتمع الدولي مهتم بالملف السوري، ويسعى لرؤية سوريا جديدة تعددية ومتنوعة تحتضن جميع ثقافاتها، ويضمن حقوق المرأة”.

وشددت أيضاً على أن سوريا لا تزال بحاجة ماسة إلى “مؤسسات سياسية واجتماعية وثقافية فاعلة، قادرة على تمثيل السوريين وتلبية احتياجاتهم من مختلف النواحي”.

لا نلوم الإدارة الجديدة

طالبت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية بعملية انتخابية بإشراف أممي.

وقالت: “لا نلقي باللوم على الإدارة السورية الجديدة، إذ نرى أنها لا تزال في بداياتها، وتحتاج إلى إمكانيات وطاقات بشرية لدعمها. سوريا بحاجة إلى عملية انتقالية حقيقية، وهذا لم يتحقق بعد”.

وأضافت: “الانتقال السياسي الفعلي يتطلب صياغة دستور جديد، إلى جانب عملية انتخابية ديمقراطية تجري بإشراف الأمم المتحدة، وبمشاركة جميع أطياف المجتمع السوري”.

المرحلة الأصعب:

ورأت أحمد أن “المرحلة الأصعب لا تزال تنتظر السوريين”.

مضيفة بقولها: “حتى الآن، لم يتم الإعلان عن تشكيل لجنة أو مجلس انتقالي يضم جميع مكونات المجتمع السوري دون إقصاء، رغم أن هذا الأمر بالغ الأهمية”.

وقالت: “إعادة بناء سوريا مرحلة حاسمة تتطلب توافقاً وقناعة بضرورة مشاركة جميع السوريين في هذه العملية. ومع ذلك، ما زال الحديث يتركز على فئة واحدة فقط لتولي إدارة العملية برمتها، وهذا النهج سيؤدي إلى أزمة جديدة، لذا من الضروري تجنب مثل هذه التوجهات”.

مؤتمر باريس:

وأكدت أحمد أيضاً أنه من المقرر عقد مؤتمر في باريس بمشاركة وزراء من عدة دول لمناقشة سبل تخفيف العقوبات عن سوريا، وبدء إعادة الإعمار، وتحديد القطاعات التي سيتم التركيز عليها أولاً.

وأشارت إلى أن بعض العقوبات المفروضة على سوريا قد تم تخفيفها، لا سيما في قطاع الطاقة، وذلك ضمن شروط فرضها المجتمع الدولي لضمان تقدم عملية الانتقال السياسي.

“لا مركزية” بصلاحيات واسعة

ورأت أحمد خلال حديثها في الندوة الحوارية، أن الحل الأمثل لسوريا هو تبني نظام لا مركزي يمنح المناطق صلاحيات واسعة.

وأضافت: “نريد سوريا قوية بجيشها الموحد، وسياساتها ودبلوماسيتها الفاعلة، ولكن بنظام لا مركزي يحقق التوازن. إن الإصرار على نظام مركزي جديد يعني إعادة إنتاج الديكتاتورية من جديد، وهذا ما نرفضه”.

“تحذيرات من فتنة”

كما حذّرت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية، من محاولات إشعال الفتنة بين العرب والكرد في سوريا، مشيرة إلى أن هناك جهات وأطرافاً تعمل على استغلال هذه القضية لتحقيق أجنداتها الإقليمية.

وأوضحت: “هناك قنوات إعلامية عربية تلعب على هذا الوتر، وتحاول تأجيج النزاعات العرقية بهدف زعزعة الاستقرار وإشعال الحرب مجدداً في سوريا”.

زر الذهاب إلى الأعلى