مظلوم عبدي: المناقشات مستمرة مع الإدارة الجديدة في دمشق ومتفقون على نقاط كثيرة
قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في تصريح لوكالة هاوار، أنه “وبشكل تدريجي تتكشف وتتجلى الصورة بشكل أكبر في سوريا، لكن إلى الآن لم يتخذ الوضع منحى واضحاً بالنسبة للجميع في سوريا”.
مرحلة جديدة
وأضاف: “سوريا دخلت مرحلة جديدة ولن يكون فيها رجعة ولن تعود البلاد إلى المراحل السابقة. جميع الأطراف بدءاً من الشعب السوري مروراً بالدول الإقليمية وصولاً إلى القوى الدولية لم تعد ترغب بأن تشهد البلاد حرباً أهلية أو أي اضطرابات وتوترات مجدداً. جميع الأطراف تسعى للاستفادة من هذا التغيير الحالي واستغلال الفرصة لبناء سوريا جديدة”
وتابع بالقول: “في البداية، كانت القوى الدولية متخوفة من المرحلة والتغيير ومن وصل إلى دمشق، ولكن صورة ومواقف تلك الأطراف باتت تتجلى بشكل أكبر وتتضح. الآن تلك الأطراف تريد الاستمرار مع الإدارة الجديدة في دمشق، لكن في الوقت نفسه تريد أن تدفع بتلك الإدارة إلى تغيير بعض ما فيها”.
وشدد عبدي على انهم في قوات سوريا الديمقراطية وأيضاً ممثلي مكونات شمال وشرق سوريا، يريدون أن يكون التغيير الحاصل أرضية لمرحلة جديدة في سوريا.
هجمات تركيا:
ووصف عبدي هجمات تركيا بأنه تناقض كبير وواضح وظاهر للعيان”.
وقال “غالبية سوريا تشهد مرحلة توقف الحرب، قد يكون هناك بعض الاشتباكات البسيطة، لكن هناك استقرار نسبي، وليس هناك حرب أو معارك قائمة، فقط هناك هجمات على مناطق شمال وشرق سوريا، مثلما ذكرتم هناك هجمات على مناطقنا كما في قرقوزاق وسد تشرين، وكذلك مناطقنا الأخرى لا تزال تتعرض بشكل يومي للقصف من قبل الطائرات والمدفعية التركية، وهذا تناقض كبير من تركيا ولا يتماشى مع صورة سوريا التي يتم حالياً الحديث عنها؛ مفادها سوريا دخلت مرحلة حل الأزمة”.
وأضاف: “المجموعات المرتبطة بتركيا والتي تدعى أو تسمى الجيش الوطني والمدعومة من قبل الطيران والمدفعية التركية، مستمرة بمهاجمة مناطقنا”.
وقال ” لأجل إيقاف هذه الهجمات والحرب، ولكي ينعم شعبنا كما باقي الشعب السوري بحالة من الاستقرار وتوقف الحرب، طرحنا العديد من المبادرات والمقترحات. كما تعلمون مثال على ذلك ما طرحناه من أجل إيقاف الهجوم على كوباني، وما زلنا نقترح، والآن لإيقاف هذه الهجمات على سد تشرين وجسر قرقوزاق، هناك اقتراحات نبديها ويجري العمل على ذلك عبر الوسطاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك أطراف أخرى أيضاً تعمل على ذلك، ولدينا مساعٍ، ونتقرب بكل إيجابية من أي مقترح يرد إلينا لإيقاف هذه الهجمات”.
مشدداً على أن “الجهة المقابلة هي من تصر وتستمر في الهجمات، نحن ما زلنا نعمل من أجل وقف إطلاق نار عام ومستدام ودفع المنطقة كسائر سوريا للاستقرار وإيلاء الأهمية للمرحلة السياسية المقبلة. لم نتلق من تلك الأطراف حتى الآن أي مبادرة إيجابية، ولم تتوصل تلك الأطراف إلى الآن إلى أي قرار بهذا الخصوص.
وأكد عبدي على أن أنه من مسؤوليات الإدارة الجديدة في سوريا، إبداء موقف واضح من هذه الهجمات والدفع نحو إيقافها، على اعتبارها إدارة جديدة وترى في نفسها مسؤولة عن عموم سوريا وتتواصل معنا للدخول في حوار والعمل معاً لبناء سوريا المستقبل.
“الاشتباكات مع الإدارة الجديدة”؟
وفيما يخص ما تحدثت عنه وسائل إعلام عن اشتباكات مع إدارة العمليات العسكرية، قال عبدي: “إلى الآن لم تظهر أي اشتباكات بيننا، عندما بدأت عملية ردع العدوان، اتصلوا بي، وأوضحوا بأن هدفهم هو النظام السوري، وبأنهم لا يستهدفون مناطق قوات سوريا الديمقراطية، ولا يسعون إلى أن تظهر اشتباكات أو تصادم بيننا وبينهم، وإلى اليوم وبمساعدة وسطاء، هناك تنسيق بيننا من الناحية العسكرية في الرقة ودير الزور وحتى في مدينة حلب”.
وقافل: “الكثير من الجهات تنشر هذه الادعاءات بهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة ودفع الطرفين للاشتباك لاستغلاله لأجندات أخرى، ولكننا في قوات سوريا الديمقراطية وكذلك الطرف الآخر هيئة تحرير الشام على علم بتلك المخططات ومن يقف خلفها لهذا لن نقول إلا أن مخططاتهم ستفشل”.
وعن الجهات التي تهدف لهذا الأمر قال عبدي: “هناك جهات محلية، وبعض الدول تحاول جاهدة وبشتى السبل إحداث اقتتال فيما بيننا، كما أن هناك شخصيات سورية، بالإضافة إلى بعض المجموعات التي تبث الفتن، وهذا يجري بشكل علني وليس في الخفاء. في بعض الأحيان نراهم يخرجون في ساحة الأمويين بدمشق ويتحدثون بأن هناك اشتباكات واقتتال، ويدعون لذلك، ولكن في العموم كافة الأطراف ومن ضمنها قوات سوريا الديمقراطية وهيئة تحرير الشام والقوى الدولية مع أن يكون هناك حوار ومشروع وطني، ولا يجب أن يعود الاقتتال”.
طبيعة العلاقات مع الإدارة الجديدة:
وعن العلاقات مع الإدارة الجديدة في دمشق قال القائد العام لـ “قسد”، “أعتقد بأن شعبنا وكافة مكونات شمال وشرق سوريا يسعون لمعرفة طبيعة العلاقة بيننا، إلى أين وصلنا، ماذا نناقش. حالياً المناقشات مستمرة، بداية نحن ذهبنا إلى دمشق لمعرفة آرائهم ووجهة نظرهم، وهم أيضاً كانوا يحاولون أن يعرفوا وجهة نظرنا. أجرينا لقاءً مطولاً مع السيد أحمد الشرع، وظهرت هناك نقاط مشتركة بيننا ونحن متفقون عليها، حول مستقبل وطبيعة قوات سوريا الديمقراطية ضمن الجيش السوري في المستقبل، ووحدة الأراضي السورية، ورفض التقسيم، وضرورة تفعيل الحوار والحل السياسي”.
وأضاف: “الأمور الاستراتيجية الأساسية نحن نفكر في سوريا ككل، نريد سوريا موحدة، كما أنه ليست لدينا نية انفصالية. الكثيرون يروجون بأننا نعمل على بناء جيشين في سوريا وإنشاء دولة ضمن دولة. ليس لدينا نية في هذا الاتجاه الذي يتم الترويج له. هدفنا ومخططنا السياسي واضح. في الخطوط الأساسية ليس هناك أي خلاف بين الطرفين”.
لكنه قال أن “هناك نقاشات ومباحثات مستمرة تدور حول آلية وكيفية ومضمون تطبيق هذه النقاط، وتوقيت ترجمة هذه الأمور”.
وشدد بقوله: “نحن متفقون بأن يكون لسوريا جيش واحد وقسد جزء منه، ولكن بأي طريقة سيتم دمج قسد مع وزارة الدفاع السورية. قسد متواجدة منذ عشرة أعوام وتتألف من كافة مكونات شمال وشرق سوريا، ولديها العديد من المؤسسات العسكرية التابعة لها، وهناك أيضاً يجري التحضير لبناء قوة جديدة وليست قوة موحدة سابقاً وعلينا الانضمام إليها، أن يكون هناك جيش جديد بحاجة إلى وقت وعمل كثير. هناك خلاف على التوقيت بيننا وبينهم حول المدة التي يتوجب فيها تشكيل هذا الجيش، وأيضاً حول كيفية تفعيل المعابر المغلقة ضمن مناطق الإدارة الذاتية، ولهذا اللقاءات ستبقى مستمرة”.
وقال “بالمحصلة يمكنني القول بأننا متفقون بأن يحل الوضع السوري عبر الحوار، وسد الطريق أمام الجهات التي تحاول بث الفتنة، وهناك تشجيع من قبل الأطراف والقوى الدولية من أجل العمل في سياق الحوار، ومن أجل أن نكون متواجدين في دمشق وهم أيضاً كحكومة دمشق يكون لديهم ممثلون في مناطقنا”.
لقاء آخر
وقال القائد العام لقسد أيضاً انه “قبل عدة أيام جرى لقاء، شاركنا معهم وجهة نظرنا، وهم أيضاً قدموا بعض المطالب، وبدورنا نحن أرسلنا لهم مطالبنا، وأعتقد بأنه سيتم الرد علينا وعند توضح بعض النقاط، يمكننا أن نعقد اجتماعات على مستوى القيادة العامة بيننا وبينهم، من أجل العمل على تنفيذ بعض الخطوات العملية، ولكن يجب أن يتم النقاش على الخطوات التي سيتم تنفيذها وتوضيحها فيما بيننا”.
وأردف: “لدي ثقة بأنه من الآن يمكننا العمل على بعض النقاط ومنها مسألة محاربة الإرهاب وداعش، وهناك مخيم الهول حيث يتواجد فيه الآلاف من أبناء الداخل السوري، ولهذا يتوجب أن يتوجه وفد أو هيئة من دمشق إلى مناطقنا لإجراء التنسيق فيما بيننا وبين إدارة مخيم الهول وتوضيح كيفية إعادتهم إلى مناطقهم، ودراسة فتح المعابر ومنها القامشلي وتل كوجر، كون المعابر مرتبطة بالحكومة في دمشق