القائد العام لـ “قسد” يتحدث عن التهديدات التركية ومستقبل الكرد في سوريا الجديدة
قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، خلال جوار أجرته صحيفة “ذي وورلد” البريطانية، إن لديهم معلومات عن خطط تنظيم داعش”لشن هجمات على المنشآت التي تضم عناصر التنظيم في مراكز الاحتجاز بشمال شرقي سوريا.
الهجوم على كوباني؟
وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، حول تقارير تفيد باستعداد تركيا للهجوم على منطقة كوباني، ان “هناك تعبئة. وهناك طائرات بدون طيار تابعة للجيش التركي تغطي هجماتهم. ففي الأيام الأخيرة، حاولوا عبور نهر الفرات ثم التقدم نحو كوباني. واجهتهم قواتنا ودفعتهم إلى الوراء. لدينا معلومات عن خططهم للقدوم ومهاجمة كوباني”.
مضيفاً بقوله: “نحن نعمل مع التحالف الدولي والقوات الأمريكية ، ونعمل ونتحدث بهذا الشأن مع وزارة الدفاع ووزارة الخارجية والبيت الأبيض أيضًا. ونحن نعلم أنهم يعملون على الوضع، ويضغطون على الأتراك، ويتوسطون أيضًا بيننا وبين الأتراك من أجل وقف هذه المسألة”.
وتابع: “إنهم يبذلون قصارى جهدهم لحل هذه المسألة من خلال الحوار. ونحن ممتنون لهذه الجهود. وعلى الرغم من كل هذا العمل الشاق، بصراحة تامة، لا يوجد وقف إطلاق نار دائم في الوقت الحالي.
سجون داعش؟
وحول سؤال عن تأثير التهديدات التركية على سجون تأوي عناصر داعش، قال عبدي، ” تمن يحمي ويحرس هذه المنشآت؟ إنهم في الأساس هذا المجتمع وهؤلاء الأشخاص مشغولون الآن بحماية منازلهم ومجتمعاتهم. لذا، فإن هذا يؤدي إلى بعض التأثير على حماية المعسكرات والسجون التي تأوي داعش”.
وأضاف: “في نهاية المطاف، هناك استقرار وحماية في سوريا بشكل عام، وليس الأمر مقتصرًا على موقع أو آخر بالنسبة لنا في شمال شرق سوريا. ولهذا السبب نعمل مع نظرائنا الأميركيين لتوفير الحماية والاستقرار الكاملين في جميع أنحاء سوريا.
وأردف: “هناك استقرار في جميع أنحاء سوريا الآن باستثناء منطقتنا. ولهذا السبب نعمل مع الأميركيين من أجل الحفاظ على الاستقرار والحماية في منطقتنا أيضًا، مما سيمكننا من الوفاء بالتزاماتنا فيما يتعلق بمعسكرات السجناء”.
“داعش قد يستغل الفوضى”
وأكد عبدي أن هذه الأوضاع تؤثر على مسألة السجناء بشكل مباشر وقال: “لقد رأينا ذلك منذ بداية هذا التطور السريع الأخير في البلاد. ورأينا كيف استولى داعش على مخبأ للأسلحة والذخيرة من البادية السورية. والآن نلاحظ تزايد نشاطهم في البادية، في الصحراء السورية”.
متابعاً بالقول: “لذا، قبل إجراء هذه المقابلة معك، قبل ساعتين تقريبًا، هاجموا ساحة أمنية يوجد بها سجن لداعش. واستشهد أحد أفراد قوات الأمن الداخلي لدينا، وهو شرطي، وأصيب ثلاثة آخرون. لقد رأيناهم الأسبوع الماضي أيضًا، حاولوا مهاجمة نفس الساحة التي هاجموها اليوم. لذا فمن المؤكد أن ما يحدث يؤثر على أمن وحماية هذه المنشآت. وهذا شيء نعمل بجد لإبقائه تحت السيطرة وفي وضع آمن.
وشدد عبدي على أن لديهم معلومات عن خطط داعش، ولشن هجمات على المنشآت التي تضم أعضاء داعش أو عائلاتهم في معسكرات الأسرى.
“الاتصال مع هيئة تحرير الشام”؟
وأكد قائد “قسد” على أن الاتصالات مع هيئة تحرير الشام تقتصر حالياً “على التنسيق الأمني معهم أو على ما يمكن تسميته بقنوات فض النزاع، فقط لعدم المواجهة بيننا لأن لدينا خطوط ترسيم مشتركة الآن.
مشدداً إلى أنه حتى الآن “لا يوجد تواصل سياسي”
وعن سبب عدم التواصل السياسي قال: “أولاً، لأننا مشغولون بحماية منطقتنا وحمايتها من هجمات واعتداءات تركيا والفصائل المدعومة من تركيا ضدنا، لذلك لا يوجد وفد أرسلناه حتى الآن إلى دمشق”.
وأكد على أن التواصل السياسي يعتمد على الطرف الآخر بالدرجة الأولى
مستقبل الكرد في سوريا بعد رحيل بشار الأسد؟
وحول مستقبل الكرد في سوريا، قال عبدي: “نحن متفائلون ونتوقع أن يكون الوضع الكردي في سوريا أفضل بعد الأسد. لقد شهدنا خلال حكم الأسد أن الكرد كانوا مضطهدين وكانوا بلا هوية. وهناك الكثير من المظالم التي يمكن الحديث عنها بسبب حكم الأسد لسوريا. لم تكن هناك لغة [معترف بها]، ولم يكن هناك وجود قانوني”
وأضاف: “في الواقع، كان الكرد هم المعارضة الحقيقية في سوريا، وكانوا [هم] الذين قاتلوا الإرهاب في سوريا مع التحالف الدولي. وبناءً على ذلك، يحتاج الكرد إلى الحصول على حقوقهم الدستورية، وهم يستحقون ذلك. وبناءً على ما نسمعه من هيئة تحرير الشام، الإدارة الجديدة التي تحكم من دمشق الآن، رأينا أن تصريحاتها إيجابية ونحن نرحب بهذا الأمر”.
وتابع بقوله: “نحن متفائلون. وسوريا بحاجة إلى حوار بناء بين جميع أبنائها وعملية سياسية حقيقية وتمثيلية تؤدي إلى سوريا الجديدة حيث سيتم احترام حقوق الجميع دستوريًا كنتيجة لهذه العملية السياسية”.